يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

خاص- إسرائيل وحزب الله: إلى أين الآن؟

Tuesday, July 16, 2024 12:19:14 PM

ترجمة اللبنانية

أشار موقع "إسرائيل اليوم" في تقرير ترجمه "اللبنانية" إلى أنّه في تحليل مواقف الإدارة الأميركية وإيران وحزب الله وإسرائيل، يتبين أن أياً من الأطراف ليس مهتماً بحرب إقليمية.

وحسب التقرير، يبدو أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله لن تنتهي قريبًا .

ومنذ بدء الحرب، تصاعدت حدة الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، ووصلت إلى تبادل لإطلاق النار لم نشهد له مثيلاً منذ عشرين عاماً. وقد تسبب هذا في دمار وخراب على جانبي الحدود في وضع أشبه بالمرآة: فقد أمرت إسرائيل بإجلاء ما يقرب من ستين ألف مواطن يعيشون على طول الحدود مع لبنان، وفر ما يقرب من مائة ألف لبناني من قرى بلادهم الجنوبية، وتدفقوا إلى مناطق لم يمسها تبادل إطلاق النار.

لقد شهدت أغلب المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على طول الحدود دماراً كبيراً، في حين دمرت إسرائيل نحو عشرة آلاف منزل، وفقاً لإحصاءات لبنانية. كما اشتعلت النيران في الغابات على الجانبين، ودُمرت آلاف الأفدنة من الغابات والمحميات الطبيعية، وحتى الآن لا توجد توقعات بشأن موعد عودة سكان هذه المناطق إلى ديارهم.

وفي المعارك التي تلت ذلك، استخدم كل طرف أسلحة جديدة لم يكن لديها أي سلاح مضاد عملياً. فقد استخدم حزب الله بشكل مكثف صواريخه الثقيلة (فلق، وبركان، وصاروخه الجديد جهاد مغنية)؛ وصواريخه المتطورة المضادة للدبابات (الكورنيت الروسي وسبايك التي تم تصميمها بشكل عكسي لصواريخ إسرائيلية مضادة للدبابات)؛ والطائرات بدون طيار الانتحارية والاستطلاعية التي زودته بها إيران ــ وهو التهديد الذي واجهت إسرائيل صعوبة في اعتراضه والتغلب عليه.

وتفاخر حزب الله بقدراته على التحليق فوق إسرائيل بطائرات تجسس بدون طيار (الهدهد ) تلتقط صوراً لمنشآت حساسة وتضرب أهدافاً استراتيجية، مثل بالون المراقبة الواسع الواقع شرق طبريا على مسافة بعيدة عن منطقة الخمسة كيلومترات التي أخلتها إسرائيل.

من جانبها، استخدمت إسرائيل قوتها الجوية في استهداف القادة العسكريين لحزب الله ومواقع الدفاع الجوي ومهابط الطائرات ومنشآت الطائرات بدون طيار. وأعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن إسرائيل تستخدم بالكاد خمسة في المائة من قوتها الجوية ضد حزب الله.

مع دخول إسرائيل الشهر العاشر من الحرب مع حماس، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف سيتطور الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟

أعلن نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم في 3 تموز 2024 أن السبيل الوحيد المؤكد لوقف الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو وقف إطلاق النار الكامل في غزة. وقال قاسم في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس إنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، فإن حزب الله سيتوقف عن قصف إسرائيل دون أي نقاش. وأضاف أن مشاركة حزب الله في الحرب بين إسرائيل وحماس كانت بمثابة "جبهة دعم" لحليفته حماس وأنه إذا توقفت الحرب، فلن تكون هناك حاجة لهذا الدعم العسكري.

لكن قاسم قال إنه إذا خفضت إسرائيل عملياتها العسكرية دون التوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار وانسحاب كامل من غزة، فإن التداعيات على الصراع الحدودي بين لبنان وإسرائيل ستكون أقل وضوحا.

وأضاف قاسم: "إذا أصبح ما يجري في غزة مزيجاً من وقف إطلاق النار وعدم وقف إطلاق النار، وحرب ولا حرب، فلا نستطيع أن نعرف كيف سيكون رد فعل حزب الله، لأننا لا نعرف شكل هذا الوضع ولا نتائجه ولا آثاره" .

وتناول قاسم تحليل نصر الله للوضع بين حزب الله وإسرائيل. ففي كلمة ألقاها يوم 11 تموز، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن "جبهة جنوب لبنان تؤتي ثمارها بسبب الخسائر العسكرية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي تلحقها بالعدو الإسرائيلي".

وأشار إلى أن "الجميع في العالم بات يعرف أن وقف العمليات في شمال الكيان يتطلب وقف العدوان على غزة"، وأكد أن "كل ما ترضى به حماس نرضى به جميعا فيما يتعلق بالمفاوضات حول آثار العدوان الصهيوني على قطاع غزة".

وقال نصر الله: "لا يستطيع العدو أن يوقف العمليات في رفح ويحقق أي مكاسب، فهل يستطيع أن يجتاح شمال الحدود حتى نهر الليطاني؟".

وتابع: "منذ 10 أشهر ونحن ننفذ عمليات ونضرب مواقع ومستوطنات وعمقا والجولان والشمال والمنطقة كلها مهددة، فهل نسمع العدو يتحدث عن القضاء على حزب الله؟".

وشدد على أنه "يجب أن نبقى حذرين ومستعدين لأسوأ الاحتمالات"، مضيفا أنه "إذا أصر نتنياهو على هذه الحرب فإنه سيأخذ كيانه إلى نهايته".

من يريد ماذا؟
وبتحليل مواقف الإدارة الأميركية وإيران وحزب الله وإسرائيل، يتبين حسب التقرير أن أياً من الأطراف ليس مهتماً بحرب إقليمية. فقد أكد المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً أن تفضيلهم هو التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة على أمل تجنب الحرب. وفي الوقت نفسه، حذروا من أن مشاهد الدمار التي شهدتها غزة سوف تتكرر في لبنان إذا اندلعت الحرب.

ولكن السؤال الرئيسي يظل بلا إجابة. فليس من الواضح ما هو موقف حزب الله إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وبدلاً من المعركة المستمرة، يحل الصراع المنخفض الشدة محل تكتيكات قوات الدفاع الإسرائيلية، وهذا يعني أن الحرب مع حماس لن تنتهي إلا بعد تفكيك حماس.

وهناك سؤال آخر يتعلق بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، وهو ما من شأنه أن يوقف هجمات حزب الله على إسرائيل. وإذا وضعنا في الاعتبار أن الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم أعلنوا أنهم لن يعودوا إلى ديارهم إذا لم ينسحب حزب الله من جنوب لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني، فهل توافق إسرائيل وحماس على التفاوض على ترتيب دبلوماسي قد يستغرق شهوراً حتى ينضج، إن حدث ذلك على الإطلاق، أم أن الحرب الشاملة ستكون الخيار المتبقي؟

وقال نائب نصر الله في المقابلة ذاتها إنه لا يعتقد أن إسرائيل تمتلك القدرة أو أنها قررت شن حرب في الوقت الحاضر. وحذر من أنه حتى لو كانت إسرائيل تنوي شن عملية محدودة في لبنان، وهو ما لن يرقى إلى مستوى الحرب الشاملة، فلا ينبغي لأحد أن يتوقع أن يظل القتال محدودا.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هل يستطيع الجيش اللبناني أن يحل محل "حزب الله" على الحدود الجنوبية مع إسرائيل؟

خاص- بعد تعرض اقتصاده وبنيته التحتية للضرب.. هل يتحمل لبنان أي حرب؟

خاص- مع اقتراب الحرب من لبنان.. كيف سيواجهها اللاجئون السوريون والسودانيون؟

خاص- القنابل الصوتية.. الحرب النفسية التي تستخدمها إسرائيل لبث الخوف في لبنان

خاص- دعم فلسطين في واشنطن.. نتائج ملموسة على أرض الواقع

خاص- الخوف يطارد المجتمعات الإسرائيلية على خطوط المواجهة مع لبنان

خاص- السيناريوهات المرعبة في لبنان

خاص- حزب الله يستعد للحرب ويغير تكتيكاته ضد إسرائيل