خاص اللبنانية - بقلم يوسف يونس

هل من عاقلٍ يجيب على سؤالنا: "أما تعلّمتم؟" فما حصل على مدى عامٍ ونيف يفترض أن يكون كافياً ليستدرك الناس أين تكمن المصلحة العامّة والمصلحة الفردية. أنتم الذين تهدّمت منازلكم آخر مرّة في العام 2006، وتلقّيتم الهبات وقمتم بإعادة الإعمار وبنيتم هيكليتهم العسكرية وتطاولتم على القرارات الدولية وأخذتم الدولة رهينة بقوّة السلاح... ألا تعلمون أن لكلّ حقبة نهاية؟ وأن الإنسان مهما علا شأنه سيبقى إنسان بقدرات محدودة؟

يكفيكم دماراً وخسارةً، يكفي توجيه شعبكم والشعب اللبناني بأجمعه إلى الموت نيابةً عنكم. في زمنٍ يجب أن يكون للإنسان قيمة، يبقى الفرد عندكم عدداً يستعان به على الجبهات وفي الساحات. ومنازلهم ليست إلّا مخازن ومستودعات موتٍ في الحرب، وبعد الحرب توضع عليها الأرقام بانتظار التعويضات، إن أتت... لم نعد في العام 2006، وحملت هذه السنوات تغيّرات جذرية عليكم مواكبتها والتأقلم معها، أو على الأقلّ ما حلّ في الأشهر الأخيرة من سقوط النظام السوري ووقف إطلاق النار في كلّ من غزّة ولبنان ضمن بنود صارمة وتصرّ الجهات الدولية على تطبيقها، وحتّى إعادة الإعمار والإصلاحات هي مشروطة بحسب سلوككم في الداخل ومع المحيط. ومن يدري كم سيبقى النظام الايراني صامداً، وهو الذي يشكو من مشاكل داخلية، قبل الحديث عن الضغوطات الخارجية عليه وعلى محور الممانعة بأكمله.

عليكم الإقتناع بأن مظاهر السلاح التي تبعت حرب تموز 2006 واحتلال بيروت في أيار 2008 وشلّ الحكومات ونقل مركز القرار إلى الضاحية الجنوبية، كلّها مظاهر لم تعد قابلة ولا مقبولة للتنفيذ في العام 2025، في ظلّ رفضٍ قاطعٍ من المجتمعين اللبناني والدولي، ليس لأن تكرّروها في أحياء وبلدات احتضنتكم في الأمس القريب. فالشعب اللبناني اختار قيادته الجديدة، ويطلب منكم التّنحي جانباً، مكتفين من الأزمات والعلّات التي ألحقتموها بلبنان. حتّى جزء كبير من بيئتكم، يكنّون لكم النقمة إذ أصبحتم ساقطين في أعين ناسكم، وأنتم على إصرار بإكمال النهج المعتاد المليء بالأوهام، ماذا تفعلون لأبناء شعبكم لكي يصدّقونكم، ما ذنبهم تحرمونهم الحقّ بالحياة الحرّة؟