خاص اللبنانية

بشبه إجماع وطني، تمكن القاضي نواف سلام من حسم معركة التكليف، ليدخل بمعركة التأليف بعد نيله عدد الأصوات الذي يسمح له بالذهاب نحو تشكيل حكومة جديدة تعتبر الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون، والتي يُنظر إليها بعين العمل والتفاؤل..

وعلى الرغم من تعدد المرشحين صباح يوم الإثنين، إلا أن المصلحة الوطنية كانت أهم من المصلحة الشخصية، وهذا ما قرّره النائب فؤاد مخزومي، المرشح التي كانت لا زالت أسهمه مرتفعة حتى قبل إعلان انسحابه من السباق، حرصًا منه على استكمال الانجاز الرئاسي، وتعبيد الطريق لنواف سلام لأجل إدارة هذه المرحلة تحت مظلة الجو التوافقي، القائم على التغيير.

من هنا، تؤكّد المعلومات أن تضحية مخزومي بمصلحته الشخصية لأجل المصلحة الوطنية كان قد سبقها زخم كبير لمخزومي، خاصة وأن آخر الأرقام التي كان يحظى بها قبل الانسحاب فاقت الثلاثين صوتًا، وهذا ما كان يعطيه دفعة قوية للأمام.

وتشير المصادر إلى أن انسحاب النائب فؤاد مخزومي لم يكن مجرد خطوة سياسية عابرة، بل تعبيرًا صريحًا عن التزامه بمبدأ المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. هذه الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية، حيث اعتُبرت مثالًا نادرًا للتضحية بالذات في سبيل استقرار الوطن.

وتؤكد مصادر مقربة من مخزومي أن قراره لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة دراسة معمّقة للوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، حيث ارتأى أن دعمه لنواف سلام في هذه المرحلة قد يكون الحل الأنسب لإعادة الثقة داخليًا وخارجيًا.