يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

خاص - مخزومي رجل دولة لا رجلاً في دولة

Sunday, January 12, 2025 2:22:19 PM

خاص اللبنانية

كان منتظرا ان ترشح قوى المعارضة رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة الاولى في عهد رئيس الجمهورية الجديد العماد جوزف عون، لما لديه من مواصفات تؤهله لتولي الموقع الثالث في هرم السلطة، وهو راكم على مدى السنين من الخبرة السياسية والعملية ما يليق بهذه الموقع الكبير ويغنيه، معززا بما يملكه من علاقات عربية ودولية تمكنه من تسييلها دعما للبنان للخروج من حال الانهيار السائدة على كل المستويات.

وقد جاء خطاب القسم الرئاسي بما احتواه من بنود ووعود اصلاحية ليتطابق مع ما ينادي به مخزومي في طروحاته الاصلاحية والتغييرية، الامر الذي سيؤهله إن تمكن من الفوز في الاستشارات النيابية الملزمة من ان يشكل مع رئيس الجمهورية ثنائي متناغم ومتعاون يعمل على ايقاع واحد يجسد مضامين خطاب القسم برنامجا لحكومة فاعلة تعمل على تنفيذه عمليا بعيدا من منطق التحاصص الذي غالبا ما جعل من الحكومات السابقة حكومات تقاسم مغانم السلطة وتوابعها بين اطراف طبقة سياسية فاسدة اوصلت البلاد الى الانهيار وعطلت كل محاولة اصلاحية لاقامة الدولة العصرية العادلة التي يتطلع اليها اللبنانيون منذ الاستقلال وحتى اليوم.

فمخزومي، حسب عارفيه عن كثب، بما يملك من مواصفات وخبرات وعلاقات وقدرات، يستطيع ان يحدث نقلة نوعية وعملية في العمل الحكومي، ويخرج موقع رئاسة مجلس الوزراء (اي السلطة النتفيذية الجامعة حسب الدستور) من التقليد ومن القيود الموروثة الى رحاب العمل الفعال ببعديه التنفيذي والوطني، لان السلطة التنفيذية هي التي يجب ان تكون مؤسسة الانجاز في الاصلاح والتغيير وفق روح العصر في ظل هذا العالم المتغير وما تشهده الساحتان الاقليمية والدولية اللتين تؤثران لبنان ويتأثر بها. علما ان مخزومي في مسيرته ضمن العمل النيابي لم يتقوقع او يتحجر في اطار اللعبة السياسية اللبنانية الضيقة، بل كسر التقليد النيابي واخرجه من القوقعة الداخلية وطاف على العالم مترئسا وفودا نيابية ما مكنه من تقريب المحافل الدولية من لبنان وجعلها على تماس مع قضاياه في ضوء ما قدمه من افكار وطروحات حاكت التجارب الدولية الناجحة في العمل النيابي لتطوير الانظمة والدول.

ولذلك، يقول عارفو مخزومي، ان ترشيحه لرئاسة الحكومة جاء طبيعيا ومنسجما مع طبيعة المرحلة الجديدة ومع ما تضمنه خطاب القسم الرئاسي من "العناوين الانقاذية التي تحتاجها الدولة اللبنانية، والتي تتطلب مواكبة حكومية، ونهجاً واسلوباً جديداً في ادارتها"، وذلك دفعا في اتجاه الخروج من "ارث الماضي في المحاصصة والفساد"،الذي تحدثت عنه قوى المعارضة في بيان ترشيحها لمخزومي مشددة على
"ضرورة فتح صفحة جديدة في موقع رئاسة الحكومة".

وبالاضافة الى كل هذه المعطيات، فإن مخزومي يتميز باعتداله وتعاليه عن المصالح الفئوية والضيقة من دون لين او ضعف ازاء ما يعتنقه من عقيدة تغييرية واصلاحية، ولديه برنامجا ورؤيا كثيرة لانقاذ البلاد وهو المشهود له نجاحه في مجال اعماله حيث انه هدّاف مثابر ومتابع ولا يضيع وقتا ولا بوصلة، وعندما بدأ خوض غمار العمل العام عمل للجميع بلا تمييز عابرا الافق الضيق الى الافق الوطني العام، وهذه احدى الميزات المطلوبة لكل من يريد ان يكون رجل دولة وليس رجلاً في دولة... وعندما قررت المعارضة ترشيح الرجل لرئاسة الحكومة انما رشحته لانها خبرت فيه من خلال الممارسة رجل الدولة بكل ما للكلمة من معنى، حسب عارفيه.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مخزومي رجل دولة لا رجلاً في دولة

خاص- 3 أسماء لرئاسة الحكومة.. ومخزومي يتصدر السباق

خاص- كارثة إنسانية في لبنان: تقارير تكشف معاناة النازحين ودمار واسع رغم الهدنة

خاص - مبادرة بيئية على الثلوج لتعزيز الوعي بحماية الطبيعة

خاص- وداعًا 2024.. عامٌ مرّ بثقله ولكن الأمل باقٍ..

خاص- بعد رئاسة الجمهورية.. أسماء مطروحة لقيادة الحكومة المقبلة

خاص- حركة الأسواق اللبنانية خجولة في موسم الأعياد: الركود يطغى على المشهد الاقتصادي

خاص- سوريا تشهد لحظة تاريخية: سقوط نظام الأسد بعد نصف قرن من الحكم الديكتاتوري