يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

أهالي كفرشوبا لـ”الحزب”: لا نريدكم

Friday, January 3, 2025 8:02:58 AM

نالت بلدة كفرشوبا نصيباً كبيراً من الدمار خلال الحرب بسبب موقعها الجغرافي، كونها نقطة التقاء بين سوريا وإسرائيل ولبنان، ما جعلها عرضة لحروب الآخرين على أراضيها. ودمّرت إسرائيل فيها أكثر من 150 منزلاً من أصل 700 وحدة سكنية لم تعد صالحة للسكن. وكل ما يريده الأهالي ويتمنّونه بعد هذه الحرب، هو العيش بسلام وأمان وعودة آمنة إلى بلدتهم وإعادة إعمار منازلهم ولو على حسابهم، على الرغم من ظروفهم المعيشية الصعبة.

يقول رئيس بلديتها قاسم القادري إنّ “كفرشوبا تدفع ضريبة موقعها الجغرافي الذي جعل أهاليها يدفعون ثمن الحرب، على الرغم من أنّ سكانها لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فمن يريد إشعال الحرب يجب أن يحسب قدراته، وكذلك إمكانيات العدو وما يحيط به من حلفاء ومصالح دولية وإقليمية. ومن لا يعرف شروط الحرب وطرق استرجاع الأرض يلقي بنفسه في التهلكة، كما حصل في هذه الحرب الخاسرة التي بنيت على أوهام وتقديرات غير صحيحة ودمّرت كفرشوبا وغيرها من البلدات اللبنانية”.

وعن الوضع الاجتماعي، أشار القادري إلى أنّ “مقوّمات العيش مفقودة في كفرشوبا، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا هاتف والبنى التحتية مدمّرة بالكامل. أعمدة الكهرباء على الأرض، والكابلات مقطوعة، والجور الصحية مدمّرة ومياهها الآسنة تسيل على الطرقات. نحن بحاجة إلى تعويضات عاجلة غير استنسابية”. وكشف عن أنّ “حزب اللّه” و “جهاد البناء” حاولا دفع تعويضات بشكل فوضوي عبر الاتصال المباشر بالأفراد، لكن البلدية منعتهم وفرضت عليهم التواصل معها مباشرة على أن يتم التعويض على الجميع وبالتساوي. لكنّ محاولات الاتفاق بين البلدية و “الحزب” على آلية موحّدة للتعويض على المنازل المهدّمة باءت بالفشل، وبالتالي توقّفت آلية التعويضات”.

تابع: “هناك عائلات لم يعوّض عليها منذ بداية الحرب، وهي تعاني من مشاكل كثيرة. واستدان بعض الأهالي والبعض الآخر حرم أولاده من المدارس. بالتالي لم يحصل قسم كبير من النازحين على المساعدة الضرورية التي تمكّنهم من دفع الإيجارات طيلة فترة نزوحهم”.

وتطرّق القادري إلى الوضع الاقتصادي، لافتاً إلى أنّ “السكان بغالبيتهم يعتمدون في معيشتهم على الزراعة، أبرزها الزيتون (حوالى 85 ألف شجرة زيتون) لم يتمكن أصحابها من الوصول إليها وجني المحصول للعام الثاني، إضافة إلى بساتين التّين والتفاح والكرز. كما تتميّز البلدة بثروتها الحيوانية، نظراً للمساحة الواسعة والمشاعات الكبيرة الموجودة في المنطقة، وهنالك ما يقارب 10 آلاف رأس ماعز وغنم، وكل هذه الثروة تعرّضت لخسائر كبيرة نتيجة الحرب التي قضت على هذه القطعان، وأصحابها باعوها بنصف ثمنها وما تبقّى من المزارعين نزحوا إلى مناطق البقاع وكذلك تعرّضت قوافل النحل والطيور ومزارع الدجاج لخسائر فادحة”.

وتمنّى رئيس البلدية السماح لأبناء كفرشوبا بالوصول إلى البلدة لإصلاح منازلهم بهدف حماية ما تبقّى من محتوياتها، لا سيّما أنّ إسرائيل لم تحتل كفرشوبا وبقيت على التلال المشرفة عليها، وبالتالي، فإنّ وضعها مختلف عن بقية القرى، لذلك على الدولة تسهيل عودة الأهالي بالتنسيق مع القوى المشرفة على اتفاق وقف النار أسوة ببلدة شبعا التي انتشر فيها الجيش اللبناني”.

إلى ذلك، قال علاء سعد الدين (صاحب مهنة حرة): “إننا خسرنا كلّ شيء. دُمّرت منازلنا، ونزحنا خلال الحرب إلى صيدا لنحمي أنفسنا وعائلاتنا وأولادنا. صرفنا كلّ ما نملك من أموال وحتى بعنا “دهباتنا” كي نبقى على قيد الحياة، كما أصيب البعض بأمراض مزمنة. في المقابل، لم يرحمنا أحد في هذا الوطن، الإيجارات مرتفعة جدّاً، كلفة المعيشة باهظة، ولا من يعوّض أو يسأل عن أوضاعنا وظروف معيشتنا، لا الدولة ولا “حزب اللّه” الذي كان السبب في ما حلّ بنا. لمن نشتكي؟ لمن نرفع صوتنا؟”. واعتبر أنّ “حزب اللّه” أدخلنا في حرب طويلة لم نكن قادرين على تحمّل نتائجها، فتركنا منفردين في مواجهتها. كما أنّ الدولة تتحمّل مسؤولية وصولنا إلى الوضع الراهن”.

“الله يعوّض علينا لا حزب الله ولا أي جهة حزبية”. هذا ما قاله خيراللّه الذي كان يملك محلاً تجاريّاً في كفرشوبا. كما قال: “خسائرنا كبيرة جدّاً ولا يمكن أن تعوّض، لذا نقول لجميع الأحزاب كفى مغامرات غير محسوبة النتائج في بلدتنا. لا يجوز أن نبقى عرضة لأهواء ورغبات وأهداف هذا الحزب أو غيره. كل ما نريده هو أن تبتعدوا عن بلدتنا كفرشوبا. نريد العيش بأمان وسلام، ولا نريد حماية من أحد إلّا حماية الجيش اللبناني والسيادة اللبنانية ولن نرفع إلّا العلم اللبناني في كفرشوبا وتلالها”.

نداء الوطن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

إيران: العلاقات مع السعودية في مسار جيّد

لبنان يتعامل بجدية مع تلويح إسرائيل بالبقاء جنوبًا

غموض المواقف يحيط بجلسة 9 ك2

متى يستوعب لبنان المتغيرات السورية؟

جولة صامتة للوفد السعودي.. وأسبوع حاسم!

رجال الأعمال اللبنانيون: تفاؤل حذِر بمستقبل لبنان وسوريا!

الأرثوذكسية ليست بقايا عرقية للإمبراطورية الرومانية! بقلم نقولا أبو فيصل

السيّد: انتخاب رئيس يوم الخميس يحتاج إلى "معجزة"