خاص اللبنانية

في ساحة الصراع السياسي اللبناني، يقف الفريق الممانع كحجر عثرة أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ليس فقط قبل الحرب ولكن حتى بعد أن جرت البلاد إلى أتون صراع مميت مع إسرائيل. هذه القوى، وفي مقدمتها حزب الله، استمرت في تعطيل عملية انتخاب الرئيس عبر فرض الشروط والتوازنات التي تخدم مصالحها الإقليمية، وليس مصالح لبنان الوطن.

ما يظهر جليًا هو أن حزب الله، بإقحامه لبنان في حرب مع إسرائيل، لم يكن يدافع عن السيادة الوطنية بقدر ما كان يخوض معركة تخدم استراتيجيات خارجية تتجاوز الحدود اللبنانية. ففي فلسفة السياسة الواقعية، يتضح أن هذا الفريق لا ينظر إلى الدولة اللبنانية كوحدة سياسية مستقلة بقدر ما ينظر إليها كأداة لتحقيق مصالح إقليمية، حيث الأولوية ليست للبنان، بل للمشروع الأوسع الذي يقوده محور المقاومة.

تعطيل الانتخابات الرئاسية قبل الحرب، والتصعيد العسكري المتعمد، ما هو إلا دليل على أن الفريق الممانع يفضل إبقاء لبنان في حالة فراغ سياسي وفوضى عسكرية لتحقيق توازنات خارجية، متمترسًا خلف "المقاومة" كذريعة دائمة. هذا الواقع يؤكد أن مصالح لبنان كدولة ذات سيادة واستقرار لا تتصدر أجندة هذا المحور. ففي الفلسفة السياسية، غياب الرؤية الوطنية واختزال الوطن في أدوات صراع إقليمي يحكم على الدولة بالتآكل، وهو ما نراه بوضوح في لبنان اليوم.