خاص اللبنانية - بقلم غابريال خزّاقة

بالرّغم من عدم وجود عوائق قانونية امام عمليات بيع العقارات الحاصلة اكان لأجانب ام لبنانيين الاّ انّ مخالفات وتجاوزات كثيرة ترافقت مع هذه الظاهرة !

من المعلوم انّه على اثر الأزمة الاقتصادية الحاصلة ،شرع العديد من اللبنانيين لبيع عقاراتهم لتسديد متطلّبات الحياة من استشفاء او تعليم وغيرها من الاحتياجات، غير انّ هذه الظاهرة اختلفت من منطقة الى اخرى.

اذ لفت رئيس حركة الأرض اللبنانية طلال الدويهي النّظر الى التغيّر الحاصل نتيجة حركة البيع هذه، موضّحاً انه يحق لأي اجنبي ان يتملّك عقاراً تتجاوز مساحته ال 3000 متر مربّع دون الحاجة الى مرسوم تملك الأجانب يصدر عن مجلس الوزراء ثمّ يضيف بقوله ان القانون على هذا المستوى ظالم بحد ذاته مذكّراً ان الأمور "فالتة" منذ العام 1996 حين الغت الحكومة براءة الذّمة البلدية وحق الشفعة وهذا ما سمح بانتشار عمليات البيع االكبيرة.

ويشير الدويهي الى انّ مثل هذه العمليات تتركّز بشكل خاص في بيروت وتحديداً في الأشرفيّة ، المتن الشمالي، المتن الجنوبي وكسروان وكأنها خطة مبرمجة ينفذّها عقل استراتيجيّ لاستملاك الأراضي من عقارات مبنية و غير مبنية في هذه المناطق المعروفة بانتمائها.

ويكشف انه بالنسبة الى العقارات غير المبنيّة يتم تقديم طلبات الى التنظيم المدنيّ من اجل رفع نسبة الاستثمار التي تصل الى 40% من اجل رفع مساحة البناء في مرحلة لاحقة، مستغرباً كيف تتم الموافقة على الرّغم من ان اجراءات مثل هذا النوع هي مخالفة للقانون، مستطرداً بالقول:" لكن ما يحصل هو على غرار كل المخالفات للدستور ولكافة القوانين التي اصبحت سائدة في البلد".

ويتابع: علماً ان الهدف من رفع قيمة استثمار الأرض يؤدي الى خلق عدد كبير من الوحدات السكنية وبالتالي بيعها الى جهة محددة سيؤدّي الى تغيير ديموغرافي ّ في بعض المناطق.

اما بالنسبة لطريقة حصول المخالفات : يشير الدويهي الى قرار سابق لمحافظ بيروت بمنع شراء العقارات، ولكن تمّ تجاوزه من خلال الاعفاءات وفترات السماح ،وهذا الأمر ليس مستغربا في لبنان نسبة لوجود المرجعيات المسهّلة للمخالفات.

بالرغم من العلم ان من يعرضون عقاراتهم للبيع هم من الفئة التي فقدت الايمان بالوطن الا ّ ان هناك العديد من الاغراءات الكبيرة تأتي ضمن مخطط ومؤامرة من اجل تركيب عمليات بيع لفئة معيّنة وذلك بمساعدة بعض من كتاب العدل والسماسرة والمحامون المساهمين في المأساة التي ستظهر تداعياتها في المستقبل القريب.