يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

خاص - بهاء الحريري.. طموح بلا شعبية

Friday, June 28, 2024 3:38:33 PM

خاص اللبنانية

فجأة ومن دون أي سابق إنذار، عاد رجل الاعمال بهاء الحريري إلى لبنان معلنا من مطار الشهيد الرئيس رفيق الحريري أنه عاد إلى أرض الوطن ليستكمل مسيرة والده بعد فشله في الانتخابات الأخيرة التي لم يتمكن من خلالها الحريري أن يسدّ النقص الذي خلّفه غياب وريث تيار المستقبل الرئيس السابق سعد الحريري. أما اليوم، وها هو الحريري قد عاد من زاوية السياسة، يطمح أن يعيد إطلاق العجلة السياسية التي فقدها خلال الانتخابات الأخيرة، مؤكدًا أن المشروع الذي عاد به يشمل كل لبنان من شماله إلى جنوبه، فما الهدف من وراء هذا الطرح والطموح؟ وهل يستثمر بهاء الحريري خلف الكواليس بغياب شقيقه سعد؟

منذ اغتيال والده، الرئيس رفيق الحريري، عام 2005، تبوأ سعد الحريري موقع الزعامة في الطائفة السنية بفضل إرث والده وشبكة العلاقات الواسعة التي بناها على مر السنين. خلال السنوات الماضية، شكل سعد الحريري الابن رمزاً للاستقرار وممثلاً للطائفة السنية في الحكومة والمشهد السياسي اللبناني.
رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة التي واجهها، من ضغوط سياسية وأزمات مالية وصولاً إلى الحراك الشعبي الذي اندلع في 17 تشرين الأول 2019، بقي سعد رمزاً صعباً تجاوزه. وتجلت قوته السياسية عندما أعادته أصوات السنة إلى الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية في 2018، على الرغم من تراجع شعبيته في الأوساط غير السنية، إلى حين غاب بعد تعليقه العمل السياسي.

من هنا، مصادر متابعة للموضوع تساءلت عبر "اللبنانية" عن هل أن عودة بهاء هي استثمار في صحة سعد الحريري وغيابه ليأخذ مكانه، علمًا بأن الأرقام تؤكّد والساحات تشهد على أن سعد الحريري لا يزال الشخصية المحورية في الداخل السني، ومن المستحيل أن يستحوذ بهاء على هذا العطف أو حتى الولاء، باعتبار أن مآخذ عديدة تؤخذ على بهاء أوّلها عدم مساندة الرئيس السابق سعد الحريري في مشواره السياسي، إذ أطلق عليه النار أكثر مما سانده، بالاضافة إلى تجييش المعارضين عليه وإن كانوا من داخل البيت الواحد، وهذا ما أضر كثيرا ببهاء الحريري.

من هنا، وبعيداً عن إدارة أعماله خارج لبنان، يفتقر بهاء إلى التجربة السياسية العميقة والصلات القوية مع الشارع السني. كما أن محاولاته للتواصل مع القوى المحلية لم تؤتِ ثمارها بشكل ملموس، مما جعله في نظر العديد مجرد خيار ثانوي لا يمتلك الجاذبية الشعبية التي يتمتع بها سعد.

في النهاية، يبقى سعد الحريري، رغم كل التحديات، الشخصية الأقوى والأكثر تأثيراً في الشارع السني اللبناني، كيف لا وهو الذي حمل الإرث، وتحمل تبعات أخطاء غيره، وضحّى بنفسه في عزّ الأزمة اللبنانية.
على مقلب آخر، يحتاج بهاء الحريري إلى بناء قاعدة شعبية ودعم سياسي أوسع إذا ما أراد حقاً أن يكون بديلاً ناجحاً لشقيقه. حتى ذلك الحين، سيظل الشارع السني متمسكاً بسعد، مؤمناً بأنه الزعيم الذي يمثل طموحاته وأماله في لبنان المستقبلي.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - أطلقوا النار في عكّار.. الجيش يوقفهم!

خاص- صورة للمر تسقط كل الإشاعات

خاص - اعتداءات متكررة في الحمرا: متسولون يرهبون السكان وسط غياب الدولة

خاص- نجم الذهب يصعد: هل نبيع أو نشتري اليوم؟

خاص- حينما تصبح المياه سلعة حرب: كيف تُباع الأزمات في لبنان؟

ما تبلّغه ميقاتي..خطير!

خاص - أوقف في المطار وشُمع منزله!

خاص- عمليات احتيال موسعة: تذاكر سفر مزوّرة وشركات وهمية