خاص اللبنانية

لا يُخفى عن أحد هدف الكنيسة في لبنان.. تاريخها طويل في لمّ الشمل المسيحي، والعمل على تقوية الوجود المسيحيين لما فيه خير البلاد.. هذا هو دور بكركي وكذلك المطران أنطوان بو نجم، الذي يعمل ليلا نهارًا وبكافة الإمكانات المتوافرة لديه على جمع السياسيين المسيحيين وبالأخص الموارنة على طاولة واحدة محاولا تقريب وجهات النظر، وردم هوة الخلافات، لأجل السير على طريق واضح يضمن تواجد المسيحيين في لبنان، ويضمن معه الحفاظ على هذه الرسالة والهوية في الشرق.

ما يقوم به المطران بو نجم في المرحلة الراهنة ملفت وضروري، إذ يحاول بالتوازي مع عمل الكنيسة لناحية جمع السياسيين على استنباط الآراء والمواقف لكل طرف سياسي مسيحي على حدة، حيث يقوم بجوجلة الأفكار، والتعمّق بالمسائل الأساسية الشائكة التي تحول دون الوصول إلى حل نهائي بين الأطراف.

هذه اللقاءات التي اتخذها المطران بو نجم على عاتقه لناحية جمع السياسيين قبل جمعهم في بكركي، لخّصها بمسودة واحدة تتضمن كافة الأفكار والنقاط الشائكة أو التي تشكّل عائقا بين التواصل بين الأطراف مع بعضهم البعض أو أقلّه الوصول إلى نتيجة إيجابية لختم هذه الملفات، إذ رفع المسودة إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حيث تحوّلت من فكرة إلى جمعة، استقبل سيد بكركي من خلالها الأطراف السياسيين على طاولة بكركي والتي صدر عنها وثيقة تتضمن نقاطاً من شأنها معالجة كافة الإشكالات بعدما أبدى كل طرف رأيه.

وبانتظار الردّ على هذه الوثيقة من قبل جميع الأفرقاء السياسيين المسيحيين، سيكون البطريرك الراعي مستعدًا ليستكمل مساعي بو نجم، من خلال نقل هذه الوثيقة إلى الفاتيكان، حيث ستصبح بمثابة خارطة طريق للعمل المستقبلي.

بدوره، يعوّل المطران بو نجم على هذه الوثيقة، ويرى من خلالها فرصة للوصول إلى النقطة الإيجابية التي يتوخاها من خلالها، إذ يلتمس أن هذه المرة ثمة أمل بالخرق والوصول إلى توافق أكثر بكثير من أي مرة أخرى.

من هنا يبرز دور المطران بو نجم، الذي تميّز عن غيره من المطارين إذ يكاد المطران الوحيد الذي أخذ على عاتقه إدارة الجلسات والدعوة إلى لقاءات وحوار مع السياسيين وحتى الإعلاميين والناس.. فباب المطرانية دائمًا مفتوح للجميع، بخاصة للإعلاميين الذين يعتبرهم المطران بو نجم رُسل سلام، ودورهم أساسي في بناء التواصل ونقل الحق والقيم.. فهو كذلك رسول، قدّم نفسه لينقل رسالة الحق وينجّح المشروع الكنسي الوطني الإنساني وليس السياسي، لكي يتشارك الجميع بالمحافظة على وطن الرسالة كما قال البابا يوحنا بولس الثاني.

وعلى الرغم من التحدي الكبير والمهمة الصعبة والشاقة التي يقودها المطران بو نجم إلا أن صبره طويل، ولن يعلن الإستسلام، إيمانًا منه بدور الكنيسة في الجمع والتوجيه نحو الأفضل.