أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن العدوان على لبنان وغزة "كان بدعم أميركي غربي بلا حدود، ولنعترف بأن هناك تفوّقاً عسكرياً استثنائياً إسرائيلياً وأميركياً في مقابل القدرات العسكريّة الموجودة لدى المقاومة. وفي المقابل المقاومة خيار عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال وأطماعه وتحرير الأرض المحتلّة". وتابع "بسبب الإمكانات التي راكمناها ظن الكثيرون أننا سنهزم إسرائيل بالضربة القاضية في أي مواجهة مع هذا الكيان، ولم يتوقع جمهورنا أن نخسر هذا العدد من القيادات وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصرالله في هذا الوقت السريع". وأكّد أنّ "الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطّى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثّرة في الضربات التي وُجّهت للمقاومة، هذه ثغرة كبيرة جداً، ونجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة".

أقر اذا قاسم، بأن تحالف إسرائيل- الولايات المتحدة، اقوى من تحالف اذرع الممانعة. وفي هذا الموقف، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية"، إنما قطع، من حيث يدري او لا يدري، الطريق، امام اي حل بالعسكر، للنزاع اللبناني - الإسرائيلي تحديدا وللقضية الفلسطينية عموما.

لكن وفق المصادر، اللافت والجديد في خطاب الحزب وأدبياته، هو الاقلاع عن تسويق البطولات وسرديات "التفوق والانتصار واقتلاع إسرائيل ورميها في البحر وارعاب الإسرائيليين ووقوفهم "على اجر ونص".

هذه الروايات الوهمية التي اعترف قاسم انها ضللت جمهوره، وجعلته يعتقد انه فعلا سينتصر وان حزب الله سيدافع عنه بحيث لن يتمكن الإسرائيلي من إلحاق اي اذى باللبنانيين لأن "الردع مؤمّن"، هذه الروايات غابت لأول مرة منذ عقود، عن خطاب الحزب، ليحلّ مكانها إقرار بالخسائر الكبيرة التي اصابت الحزب في الحرب الاخيرة، ولو أن قاسم أراد إعطاء هذه الهزيمة طعمَ الانتصار، لان الإسرائيلي لم يقتل كل الناس!

على اي حال، بعد اعترافات قاسم هذه، ايُ دور للسلاح وايُ وظيفة له، بما ان إسرائيل اخترقته وبما ان الحزب عاجز عن الوقوف في وجه تفوُق تحالف تل ابيب – واشنطن، باعتراف من أمينه العام؟!