من دون اي جزم، ما دام مسار تشكيل الحكومات في لبنان يمر بمطبات في لحظات مخاضه الاخيرة، حينما يطل الشيطان في التفاصيل، يتوقع ان تولد حكومة الرئيس المكلف نواف سلام الاولى خلال الايام القليلة المقبلة، وسيصل للغاية الى بيروت مساء، بحسب معلومات "المركزية" الموفد السعودي يزيد بن فرحان للمساعدة في دفع مسار الولادة واجراء عملية قيصرية ان استلزم الامر.

في اعقاب الولادة ، يتوقع ان يزور بيروت عدد الوفود العربية والغربية والشخصيات السياسية لمواكبة ورشة الانطلاقة الحكومية والاصلاحات المفترض الشروع فيها. وفي السياق، تحط في لبنان وفق معلومات "المركزية" الدبلوماسية الاميركية "مورغان اورتاغوس" كوسيطة بين لبنان و"اسرائيل"، خلفا لآموس هوكشتاين، بعدما عينتها في المنصب ادارة الرئيس دونالد ترامب.

واورتاغوس هي نائبة المبعوث الاميركي الخاص للسلام الى الشرق الاوسط، ورئيسة للجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية، وقد شغلت منصب الناطقة باسم وزارة الخارجية في عهد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.

وستتجه الانظار حال وصول الموفدة الاميركية الجديدة الى بيروت في اتجاه عين التينة وكيفية تعاطي الرئيس نبيه بري، صديق سلفها هوكشتاين، معها بعدما تبدّلت المعطيات الميدانية التي رفعت هوكشتاين الى منصب الصديق، اثر توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل اذ كانت له اليد الطولى في بلوغ الاتفاق اثر جولات مكوكية بين العواصم الثلاث بيروت وتل ابيب وواشنطن. حرب ايلول قلبت المقاييس وقيادة حزب الله اغتيلت بنسبة 90 في المئة منها ولا سيما امينها العام السيد حسن نصرالله إبان حرب ضروس ذهب ضحيتها نحو 5 الاف قتيل و20 الف جريح والاف الاعاقات بين شباب الحزب ،ولم تبق حجرا على حجر جنوبا وبقاعا وفي الضاحية الجنوبية، اضف الى كل ذلك ان بنود وقف اطلاق النار لم تنفذ بالكامل فاسرائيل ما زالت تحتل اراض لبنانية والجيش لم ينتشر في كامل منطقة جنوب الليطاني والحزب لم يسلم سلاحه بعد.

مجمل هذه المعطيات ستحضر بقوة في لقاء بري مع اورتاغوس حينما تزور لبنان ولا بدّ سيكون لها وقعها ، والتفاوض بعد اليوم والكلمة الفصل للدولة فعلا وقولا، لا للحزب او الثنائي، فهل يستدرك الرئيس بري الوضع و"يُصادق " السيدة مورغان تماشياً مع التحولات اللبنانية والاقليمية، لبدء مرحلة جديدة من الترسيم البري بعد انسحاب اسرائيل الكامل وتطبيق مجمل بنود اتفاق الهدنة ، فينخرط وحليفه حزب الله في السياسة من دون العسكرة،ام يعاديها والعداء لن يكون لمصلحته وهو سيّد العارفين ؟