يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

بالصور- هذا ما خلفته الوحشية الاسرائيلية... عيتا الشعب الحدودية: عودة أقوى من الموت والدمار

Tuesday, January 28, 2025 11:24:33 AM

"هنا كان بيتنا، وهناك كانت منازل أجدادنا وذوينا، وهنا كان محل رزقنا وأرضنا المزروعة بشتول التبغ والمروية بعرق الجبين"... عبارة تختصر مشهد البلدات الحدودية في جنوب لبنان، وهمجية آلة الحرب الاسرائيلية ووحشيتها التي طاولت البشر والحجر.
 
رجال ونساء وفتيات وشبان وأطفال، توافدوا في الأيام الأخيرة إلى عدد من البلدات المنكوبة، ومنها عيتا الشعب الواقعة على تماس مباشر مع أكثر من موقع عسكري اسرائيلي في أقصى قضاء بنت جبيل (القطاع الاوسط)، وقرب عدد من القرى الحدودية الأمامية  في قضاء صور (القطاع الغربي) راميا والقوزح والبستان وعلما الشعب والضهيرة. "هنا كان بيتنا، وهناك كانت منازل أجدادنا وذوينا، وهنا كان محل رزقنا وأرضنا المزروعة بشتول التبغ والمروية بعرق الجبين"... عبارة تختصر مشهد البلدات الحدودية في جنوب لبنان، وهمجية آلة الحرب الاسرائيلية ووحشيتها التي طاولت البشر والحجر.
رجال ونساء وفتيات وشبان وأطفال، توافدوا في الأيام الأخيرة إلى عدد من البلدات المنكوبة، ومنها عيتا الشعب الواقعة على تماس مباشر مع أكثر من موقع عسكري اسرائيلي في أقصى قضاء بنت جبيل (القطاع الاوسط)، وقرب عدد من القرى الحدودية الأمامية  في قضاء صور (القطاع الغربي) راميا والقوزح والبستان وعلما الشعب والضهيرة. 
 
ما من أحد من الذين حضروا تباعاً ومشوا بين الركام لتفقد بيوتهم المدمرة إلا فوجيء بهول الدمار الواسع. الطفلة غزل باجوق كانت تقف على أنقاض منزل ذويها، حيث أحضر والدها بضعة كراسي وطاولة صغيرة جلس حولها مع زوجته وأولادهما، تقول لـ"النهار" بحزن: "هنا كان بيتنا، وإسرائيل فجرت قبل انسحابها من البلدة منذ يومين منزلاً أيضاً كان لعائلتنا".
 
اما المزارع موسى حيدر، فيقول: "كنت متوجساً بعد حرب تموز عام 2006 من أن بلدتنا، ستكون مستهدفة أكثر من غيرها، وأنا مدرك تماماً أن هذا الجار هو دولة احتلال، في عقيدته الإجرام والتوسع والتحكم بالعالم"، مشدداً على "تصميم أبناء البلدة على إعادة بناء عيتا وإعمارها بأفضل مما كانت مهما طال الوقت". 
 
                                                                                                                          
ويشير أحد شبان البلدة الذي رفض الكشف عن اسمه، قالى "أن العدو الإسرائيلي يدرك جيداً أن المقاومة الإسلامية هزمت جيشه الذي لا يقهر أثناء تحرير الجنوب عام 2000, وفي تموز عام 2006, عندما تمكنت إحدى مجموعاتها خلف الشريط الشائك عبر خلة وردة القريبة من الشريط والجدار الاسمنتي، من تدمير قوة إسرائيلية مؤللة كانت في دورية روتينية، وأوقعت أفرادها بين قتيل وأسرت ثلاثة جنود منهم، مما أدى إلى اندلاع ما تعرف بحرب تموز التي خرجت منها المقاومة منتصرة، كما انتصرت اليوم وأجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب".
 
ويلفت الى "أن العدو الإسرائيلي صبّ جام حقده على عيتا الشعب منذ اليوم الأول لمعركة دعم المقاومة وإسنادها في غزة، من خلال الغارات المتواصلة والقصف المدفعي والصاروخي من الجو والبر، ولم يتمكن من الدخول الى بعض أحيائها نتيجة المقاومة التي كانت تجبره على التراجع وعدم تمكنه من السيطرة إلا بعد تدمير العديد من الأحياء السكنية والبنى التحتية. والمؤسف انه واصل بعد قرار وقف النار، ليل نهار تدمير كل المنازل والاماكن الخاصة والعامة وتفجيرها وجرفها، بما فيها المساجد ودور العبادة والمراكز الصحية والتربوية".                                                
 
وواكبت "النهار" في الساعات الأخيرة حركة العودة إلى البلدة، بعد يومين من دخول قوة من  الجيش اللبناني اليها، تمركزت قبالة مدخلها الرئيسي بعد انسحاب آخر جندي اسرائيلي منها. 
واضطر جرف الطرق الرئيسية  والداخلية وتخريبها العائدين الى التوجه نحو منازلهم البعيدة مشياً، بحيث تبين أنها سوّيت بالأرض وأن أحياء كاملة تحولت آلى كتل من الركام، كأن زلزالاً ضربها. 
فئة من الأهالي مكثت لبعض الوقت فوق ركام منازلها، فيما ألقت فئة أخرى نظرة سريعة، من دون تكبد عناء البحث بين الانقاض عن أغراض قد تكون سلمت. 
 
 
أحد الشبان عثر على فردة حذاء لشقيقه الشهيد، فرفعها مع بعض الورود على مقدم سيارته.  كذلك حمل عائدون صور شهدائهم وتوجهوا الى الجبانة حيث تلوا الفاتحة عن أرواحهم.
 
 
 
 وأفيد بأن الهيئات الصحية تواصل البحث عن عدد من المفقودين الذين لم يغادروا البلدة بعد احتلالها. وباشرت إحدى الجرافات العمل على إزالة الركام وسط الطرق المحفرة، وإعادة فتحها أمام السيارات والمشاة. 
 
  
ستبقى عيتا الشعب، كما غالبية القرى والبلدات الحدودية الامامية على غرار الضهيرة وطيرحرفا والجبين ومروحين والناقورة ويارون ومارون الراس وعيترون وبليدا ومركبا وعديسة وكفركلا والخيام... في حاجة ماسة عاجلة إلى ورش عمل ضخمة لإعادة بناء كل المرافق والبنى التحتية من طرق وشبكات مياه وكهرباء، ومراكز صحية وتربوية ودينية، لكي يتمكن الأهالي من العودة بسلام والعيش تحت سقف يحفظ كرامتهم واستقلاليتهم، وبناء مستقبل لأولادهم، لأن كل هذه البلدات والقرى الامامية والقريبة منها تحولت مكاناً غير قابل للحياة، وأولى خطوات العيش فيها من جديد إصرار الأهالي على العودة التي واكبهم فيها الجيش اللبناني.
 
 
ما من أحد من الذين حضروا تباعاً ومشوا بين الركام لتفقد بيوتهم المدمرة إلا فوجيء بهول الدمار الواسع. الطفلة غزل باجوق كانت تقف على أنقاض منزل ذويها، حيث أحضر والدها بضعة كراسي وطاولة صغيرة جلس حولها مع زوجته وأولادهما، تقول لـ"النهار" بحزن: "هنا كان بيتنا، وإسرائيل فجرت قبل انسحابها من البلدة منذ يومين منزلاً أيضاً كان لعائلتنا".
 
اما المزارع موسى حيدر، فيقول: "كنت متوجساً بعد حرب تموز عام 2006 من أن بلدتنا، ستكون مستهدفة أكثر من غيرها، وأنا مدرك تماماً أن هذا الجار هو دولة احتلال، في عقيدته الإجرام والتوسع والتحكم بالعالم"، مشدداً على "تصميم أبناء البلدة على إعادة بناء عيتا وإعمارها بأفضل مما كانت مهما طال الوقت". 
 
                                                                                                                          
ويشير أحد شبان البلدة الذي رفض الكشف عن اسمه، قالى "أن العدو الإسرائيلي يدرك جيداً أن المقاومة الإسلامية هزمت جيشه الذي لا يقهر أثناء تحرير الجنوب عام 2000, وفي تموز عام 2006, عندما تمكنت إحدى مجموعاتها خلف الشريط الشائك عبر خلة وردة القريبة من الشريط والجدار الاسمنتي، من تدمير قوة إسرائيلية مؤللة كانت في دورية روتينية، وأوقعت أفرادها بين قتيل وأسرت ثلاثة جنود منهم، مما أدى إلى اندلاع ما تعرف بحرب تموز التي خرجت منها المقاومة منتصرة، كما انتصرت اليوم وأجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب".
 
ويلفت الى "أن العدو الإسرائيلي صبّ جام حقده على عيتا الشعب منذ اليوم الأول لمعركة دعم المقاومة وإسنادها في غزة، من خلال الغارات المتواصلة والقصف المدفعي والصاروخي من الجو والبر، ولم يتمكن من الدخول الى بعض أحيائها نتيجة المقاومة التي كانت تجبره على التراجع وعدم تمكنه من السيطرة إلا بعد تدمير العديد من الأحياء السكنية والبنى التحتية. والمؤسف انه واصل بعد قرار وقف النار، ليل نهار تدمير كل المنازل والاماكن الخاصة والعامة وتفجيرها وجرفها، بما فيها المساجد ودور العبادة والمراكز الصحية والتربوية".                                                
 
وواكبت "النهار" في الساعات الأخيرة حركة العودة إلى البلدة، بعد يومين من دخول قوة من  الجيش اللبناني اليها، تمركزت قبالة مدخلها الرئيسي بعد انسحاب آخر جندي اسرائيلي منها. 
واضطر جرف الطرق الرئيسية  والداخلية وتخريبها العائدين الى التوجه نحو منازلهم البعيدة مشياً، بحيث تبين أنها سوّيت بالأرض وأن أحياء كاملة تحولت آلى كتل من الركام، كأن زلزالاً ضربها. 
فئة من الأهالي مكثت لبعض الوقت فوق ركام منازلها، فيما ألقت فئة أخرى نظرة سريعة، من دون تكبد عناء البحث بين الانقاض عن أغراض قد تكون سلمت. 
 
أحد الشبان عثر على فردة حذاء لشقيقه الشهيد، فرفعها مع بعض الورود على مقدم سيارته.  كذلك حمل عائدون صور شهدائهم وتوجهوا الى الجبانة حيث تلوا الفاتحة عن أرواحهم.
 
 
 
 وأفيد بأن الهيئات الصحية تواصل البحث عن عدد من المفقودين الذين لم يغادروا البلدة بعد احتلالها. وباشرت إحدى الجرافات العمل على إزالة الركام وسط الطرق المحفرة، وإعادة فتحها أمام السيارات والمشاة. 
  
ستبقى عيتا الشعب، كما غالبية القرى والبلدات الحدودية الامامية على غرار الضهيرة وطيرحرفا والجبين ومروحين والناقورة ويارون ومارون الراس وعيترون وبليدا ومركبا وعديسة وكفركلا والخيام... في حاجة ماسة عاجلة إلى ورش عمل ضخمة لإعادة بناء كل المرافق والبنى التحتية من طرق وشبكات مياه وكهرباء، ومراكز صحية وتربوية ودينية، لكي يتمكن الأهالي من العودة بسلام والعيش تحت سقف يحفظ كرامتهم واستقلاليتهم، وبناء مستقبل لأولادهم، لأن كل هذه البلدات والقرى الامامية والقريبة منها تحولت مكاناً غير قابل للحياة، وأولى خطوات العيش فيها من جديد إصرار الأهالي على العودة التي واكبهم فيها الجيش اللبناني.
 

النهار

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

تسريع التأليف واجب للاستفادة من الزخم العربي والدولي

“الاشتراكي”: ليس بين المكونات اللبنانية درجات تفضيل

ما جديد عقدة “المالية”؟

مخزومي في لقاء ودّي مع أهالي بيروت لمناقشة القضايا المحلية والإقليمية

بهاء الحريري يبارك للشرع تنصيبه رئيسا انتقاليا لسوريا

بشأن "المالية".. رسالة دبلوماسية للبنان ونصيحة

المغرب وبلجيكا يشيدان بالعلاقات الثنائية التاريخية والمتميزة وبأهميتها الاستراتيجية

لقاء بين الدويهي ومعوض لمناقشة قضايا عقود البيع والتعديات على الأملاك