غابي أيوب

انتخاب جوزف عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية قد يكون خطوة مهمة نحو “لبنان الجديد”، بحسب بعض التحليلات والتوقعات. ولكن، ما إذا كان هذا يعني فعلاً ولادة لبنان جديد يعتمد على عدة عوامل معقدة ومتداخلة.

التركيبة السياسية في لبنان: انتخاب جوزف عون، الذي يعتبر شخصية عسكرية مشهود لها بالكفاءة، قد يثير تفاؤلاً لدى البعض نظراً للثقة التي يتمتع بها في الأوساط العسكرية والشعبية. لكن، تظل المشكلة في لبنان أن النظام السياسي مبني على توازنات طائفية معقدة، أي أن الوصول إلى رئاسة الجمهورية يتطلب توافقاً بين مختلف القوى السياسية والطائفية.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية: لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، تراجع في قيمة العملة، وأزمة ديون ضخمة. مهما كانت الرغبة في التغيير أو في “لبنان الجديد”، فإن معالجة هذه القضايا تتطلب إصلاحات شاملة وموافقة من جميع الأطراف السياسية، وهو أمر قد يكون صعباً في ظل الانقسامات القائمة.
دور الجيش والمؤسسة العسكرية: جوزف عون، القائد الحالي للجيش اللبناني، يمثل رمزاً للاستقرار بالنسبة للبعض. ولكن قد يطرح بعض النقاد تساؤلات حول ما إذا كان الجيش يستطيع لعب دور أكبر في السياسة اللبنانية بشكل يساهم في تحقيق تغيير حقيقي دون أن يؤثر ذلك على التوازنات الطائفية والسياسية.
الرغبة في الإصلاح: مع انتخاب رئيس جديد، قد تكون هناك فرصة لتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية، لكن ذلك يعتمد على ما إذا كان الرئيس الجديد قادرًا على إقناع القوى السياسية بالانخراط في عملية إصلاح حقيقية بعيداً عن المصالح الفئوية.

في النهاية، قد يكون انتخاب جوزف عون خطوة نحو بداية التغيير، ولكن لن يكون كافياً بمفرده لولادة “لبنان الجديد” دون أن يصاحبه عمل مشترك مع القوى السياسية اللبنانية، ويشمل ذلك مواجهة التحديات الاقتصادية وإصلاح النظام السياسي المتشعب.