يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

جمعية المصارف تقاضي الدولة... الحرب بدأت على الحكومة!

Thursday, February 20, 2025 11:24:44 AM

قرار مفاجئ اتخذته جمعية المصارف حيث طلبت من أعضائها من حملة اليوروبوندز اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن السندات، وأبلغتهم أن مجلس الإدارة عقد اجتماعًا مع المحامي بيرج ستراكيان بحضور محامي الجمعية إيلي شمعون، واتخذ القرار بضرورة قيام المصارف الحاملة لسندات اليوروبوندز برفع دعوى ضد الدولة اللبنانية في أسرع وقت ممكن، حفاظًا على حقوقها وحقوق حاملي السندات المودعة لديها، وذلك نظرًا لضيق الوقت وقبل موعد 9 آذار.

واستفاقت الجمعية على حقوقها، ولكنها غفلت عن حقوق المودعين الذين أودعوا كما تدعي أموالهم لدى الدولة التي قامت بهدرها وصرفها على مشاريع إنمائية خاسرة، ولم تُحاسب على هذه الأمانات التي أودعها الناس لديها، وهي تريد اليوم مقاضاتها على حقوقها الخاصة.**


ويأتي هذا القرار الاستباقي لانتهاء مهلة رفع الدعاوى من الدائنين في 9 آذار، رغم أن مجلس الوزراء بتاريخ 7 كانون الثاني 2025 وافق بالإجماع على قرار تعليق حق الدولة اللبنانية بالدفوع بمهلة مرور الزمن أمام حاملي سندات اليوروبوندز ريثما يتم الاتفاق على خطة لإعادة هيكلة الدين العام، وتجنبًا لأي نزاعات قضائية بين حملة السندات والدولة اللبنانية أمام المحاكم.

ويعتبر الكاتب والخبير الاقتصادي منير يونس في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "ما تقوم به جمعية المصارف هو محاولة ضغط على حكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث شعرت الجمعية أنها قوية وباستطاعتها فرض بعض شروطها".

ويقلل يونس من تداعياتها الملموسة في المحاكم الخارجية، لأنه لا يمكن للمصارف التي ترفع قضايا أن تضع يدها على أصول خارجية للدولة اللبنانية، لأنه ليس لدى الدولة أصول خارجية ثمينة يمكن وضع اليد عليها.

أما بالنسبة لممتلكات الدولة اللبنانية في الداخل، فيؤكد يونس أنه "لا يمكن حجز ممتلكات الدولة في لبنان، لأن اليوروبوندز مصدرها خارجي والمعنية بها هي محاكم خارجية لا سيما في اميركا".

فما الهدف من هذه الدعوى؟ يوضح يونس بأنها "محاولة ضغط من جمعية المصارف على نواف سلام، حيث يربك هذا الضغط الانتهازي عملية التفاوض مع صندوق النقد، وتحاول المصارف فرض شروطها وهي تعتقد انها بذلك لا تتحمل الجزء الأكبر من الخسائر التي تسببت بها".

ويقول: "المصارف تسببت بالجزء الأكبر من الخسائر وتحاول الهروب من مسؤوليتها بهذا النوع من الألاعيب والضغط على السلطات السياسية والنقدية والمالية، وهناك في تلك السلطات من هو حليف البنوك وله فيها مصالح".

ويكشف عن أنه "تواصل مع بعض حملة سندات يوروبوندز خارجيين استغربوا تصرف جمعية المصارف، فهم لم يرغبوا في حشر لبنان، بينما تقدمت مصارف لبنانية على ذلك، رغم أن هذه الجهات الخارجية هي أكبر حاملة للسندات وقد اتخذت القرار المبدئي بعدم حشر الدولة اللبنانية في هذه المرحلة، فكيف لمصارف لبنانية محاولة الإضرار بحكومة نواف سلام وهي في مهدها؟".

ويعتبر أنها "حرب على حكومة نواف سلام حتى لا تحملهم الخسائر التي تسببوا بها، ويستبعد أن تلجأ الجهات الخارجية من حملة اليوروبوندز إلى رفع دعاوى، لأنهم أكدوا له أنهم بانتظار بدء تفاوض حكومة نواف سلام مع صندوق النقد ليبنوا على الشيء مقتضاه"، واذا فعلوا ذلك ورفعوا دعاوى قبل ٩ آذار المقبل فان ذلك سيعد مفاجأة لم تكن في الحسبان.

ويصف يونس ما يحصل بـ"الكباش المحلي" لتفرض "عصابة المصارف" بعض شروطها على نواف سلام، وإرغامه على الموافقة عليها.

ليبانون ديبايت

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

تراجع حركة مرفأ بيروت أقل من المتوقع عام 2024

جدول جديد للمحروقات.. إليكم الأسعار

تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاما

الدولار يتجه لتسجيل انخفاضا

حبيب يُطلع رئيس الجمهورية على نتائج جولته في الدوحة: بعثة قطرية إلى لبنان لمتابعة الأمور التفصيليّة

جمعية المصارف تقاضي الدولة... الحرب بدأت على الحكومة!

الثقة بالدولار تتراجع وإقبال على الذهب رغم ارتفاع أسعاره

هل يُصبح الحدّ الأدنى للأجور 1000 دولار؟