تُشعل صفقة انتقال محمد صلاح المحتملة إلى نادي الهلال السعودي حماسة الجماهير العربية، وتُثير تساؤلاتٍ مُلحة حول المكاسب التي قد يجنيها النجم المصري من هذه الخطوة التاريخية، والتي قد تتخطى بكثير ما حققه كريستيانو رونالدو، في تجربته مع النصر.

لا يخفى على أحد سعي المملكة العربية السعودية الحثيث لجعل دوريها وجهةً كروية عالمية، وجذب أنظار عشاق الساحرة المستديرة من كل حدب وصوب.

ويبدو أن محمد صلاح هو القطعة الأهم في هذه الأحجية، فمع انتقاله المحتمل إلى الهلال، سيُصبح صلاح رمزًا للكرة السعودية الجديدة، وسيُلهم جيلًا كاملًا من اللاعبين الشباب في المملكة وفي جميع أنحاء الوطن العربي.


يتمتع الهلال بتاريخ عريق وحافل بالإنجازات، ويُعتبر أحد أقطاب الكرة الآسيوية بلا مُنازع، وبانضمام صلاح إلى كتيبة "الزعيم"، ستزداد قوة الفريق الهجومية بشكل هائل؛ ما يُمهّد الطريق أمام حصد المزيد من الألقاب، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

وربما يتفوق صلاح على رونالدو في هذا الجانب، خاصة أن "الدون" لم يُحقق أي لقب رسمي مع النصر حتى الآن، بينما يُمكن لصلاح أن يُضيف إلى خزائنه بطولات الدوري السعودي، وكأس الملك، ودوري أبطال آسيا للنخبة، وكأس العالم للأندية.


المملكة العربية السعودية هي مستضيفة كأس العالم 2034، ومن المُؤكد أن وجود نجم عالمي بحجم محمد صلاح في الدوري السعودي سيعزز وضعها في استقبال هذا الحدث الكبير.

وقد يلعب صلاح دورًا محوريًّا كسفير للملف السعودي؛ ما يمنحه مكانةً عالمية مرموقة، ويُرسخ صورته كأحد أبرز الشخصيات الرياضية في العالم.


ريال مدريد.. فرصة الثأر وتحقيق الحلم المؤجل

سيُتيح انتقال صلاح للهلال فرصة المشاركة في كأس العالم للأندية، وهو ما يعني مواجهة جديدة محتملة ضد ريال مدريد الإسباني، الفريق الذي حرمه من دوري أبطال أوروبا 2018 بعد الإصابة التي تعرض لها على يد سيرجيو راموس، ثم عاد وكرر الأمر بعدها بعدة أعوام.

وبالتالي، ستكون هذه فرصة ذهبية لصلاح لمواجهة "الملكي" من جديد، وربما الثأر منهم وتحقيق حلمه بالتسجيل في شباكهم، وإضافة فصل جديد من الإثارة إلى مسيرته الكروية الحافلة، بالأخص لأنه لم يسجل حتى في ليلة انتصار ليفربول بثنائية نظيفة عليهم هذا الموسم في دوري الأبطال.


عوائد مالية تفوق الخيال

لا شك أن الجانب المالي سيكون حافزاً قوياً لصلاح للانتقال إلى الهلال، فالعرض السعودي يتضمن راتباً خيالياً يفوق بكثير ما يتقاضاه في ليفربول، بالإضافة إلى العديد من الامتيازات الأخرى، مثل عقود الرعاية والإعلانات، وحقوق الصور.

وربما يحصل صلاح على عوائد مادية تفوق ما سيحصل عليه لو استمر في صفوف ليفربول لعشر سنوات مقبلة؛ ما سيُمكنه من تأمين مُستقبله ومُستقبل عائلته بشكل أفضل.


سيُمثل الانتقال إلى الهلال تحدياً جديداً ومُثيراً في مسيرة صلاح، وفرصةً لاكتشاف ثقافة جديدة وبيئة مُختلفة، كما سيُتيح له اللعب في دوري مختلف، وأمام جماهير جديدة، وهو ما قد يُنعش مسيرته الكروية ويُضيف إليها بُعداً جديداً من الإثارة والتحدي.

في نهاية المطاف، يبقى قرار الانتقال من عدمه بيد محمد صلاح، ولكن لا يُمكن إنكار أن الانتقال إلى الهلال سيُحقق له مكاسب هائلة على جميع الأصعدة، وقد يتفوق من خلالها على ما حققه رونالدو في تجربته السعودية.


فهل يُغامر صلاح ويُقرر خوض هذه التجربة الجديدة، أو يُفضّل البقاء في أوروبا ومُواصلة كتابة التاريخ مع ليفربول؟