يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

لبنان يفصل نفسه عن الخارج...نحو دولة اقوى من معرقليها

Wednesday, January 15, 2025 3:39:26 PM

سيل جارف من التهانئ والدعم يتدفق الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومثله الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام الذي اطلق في اول مواقفه من قصر بعبدا ما يندرج في سياق انسيابي مع خطاب القسم الرئاسي .دعم لا يقتصر على السياسة بل يتعداه الى الاقتصاد والمال والاعمال لانهاض الدولة الغارقة منذ ثلاثين عاما في وحول المحاصصة والزبائنية وتقاسم الجبنة بين المافيا السياسية الحاكمة. دعم تجلت اولى تباشيره باعلان شركة موديز المالية العالمية ان لبنان الجديد سيحظى بدعم المانحين الدوليين. دعم لم يعد معه من مجال للمعرقلين وجماعة رهن الدولة لمصالح الاقليم لفرملة عجلات قطار التغيير المنطلق بدفع فائق القوة.

مجالات العرقلة اقفلت. ليس لرغبة مَن رهن البلاد للخارج بالعودة الى الوطن وتغليب مصلحته على اي امر خارجي، بل للتبدّل الاقليمي الواسع حيث لا مجال لأحد، اي احد، بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، بمقاطعة او بغير مقاطعة، وبسيناريوهات "صبيانية" ،فقطار الانقاذ سينطلق سريعا لجملة اسباب ابرزها:

-اندحار تقاسم النفوذ الخامنئي-الاسدي الذي منع طوال ثلاثة عقود قيام دولة فعلية في لبنان من خلال سيطرته على مفاصل اللعبة السياسية، ودخول لبنان العصر الجديد، مع رفع اليد الاقليمية التي حولته الى ساحة للمرة الاولى منذ اغتيال الرئيس رينيه معوض.

- خسارة الفريق اللبناني الذي ربط لبنان مع البعدين الاسدي والخامنئي، اي حزب الله، عمقه الاقليمي وخروجه من حرب دفع فيها اغلى الاثمان. اغتيل رمزه التاريخي ووقع على اتفاق يعجز عن التنصل من بنوده في ظل وضعية تفرض عليه شروطا قاسية ،تضعفه وتقلص امكانيته الى الحد الادنى.

- مقابل خروج النظام الايراني المُسيطر على لبنان، ثمة من سيملأ الفراغ وهو الجانب العربي الخليجي والسعودي في شكل خاص من خلال الدعم والاستثمارات والودائع واستتباعا الازدهار والنمو والاستقرار.

تبعا لذلك ، تقول مصادر سياسية في المعارضة لـ"المركزية" ان النظام الذي حرم لبنان قيام الدولة سقط الى غير رجعة وقدرة التعطيل الداخلية انعدمت، وها ان "الثنائي" باختياره اليوم اعلان مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ، يؤكد استمرار انكاره للواقع المستجد وانعدام قدرة التأثير. كل ذلك في مقابل تصميم خارجي عربي وغربي على تعويم وضعية لبنان الدولة سياسياً. وقد لاقى اللبنانيون التواقون الى بناء دولة التصميم هذا بايصال رئيس قوي تؤكد مسيرته القيادية قوته وترجمها بخطاب قسم يعكس تطلعات الشعب، ورئيس حكومة نظيف الكف يشهد له تاريخه ومواقفه الجريئة في اكثر من اتجاه . مجمل هذه المتغيرات تدفع الى الاعتقاد ان ما اطلق من وعود سيشق طريقه الى التنفيذ في ظروف مؤاتية، خلافا لكل ما حصل سابقا.

الرهان على فقدان الدعم الخارجي او تحوّل اهتمامات الخارج الى مكان آخر في العالم قد يكون صائباً، الا انه لا يؤذي لبنان، ما دام نظام الاسد سقط ونفوذ ايران انتهى كما اذرعها في الدول التي تمددت اليها، ولئن تراجع الاهتمام الدولي، لبنان الجديد انطلق، بمعزل عن كل مشاريع الاقليم، والوضع المحلي بات اقوى من الخارجي وتاثيراته.

اما مصير ايران فيبقى على المحك ، ومع دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض ، سيستكمل رئيس حكومة اسرائيل مشروعه ولن يوقف معاركه قبل ضمان التخلص من ملف ايران النووي واذرع طهران في المنطقة . ولكن خلال كل ذلك، سيكون لبنان بمنأى وبعيدا من الارتدادات التي انهكته طوال الحقبة الماضية، تختم المصادر.

المركزية

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

هاشم : بأي جمهورية تعدون وانتم عن الحق والحقيقة مبتعدون؟

رازي الحاج لـ"الحزب": للعودة الى كنف الدولة

الجولة الثانية من الإستشارات النيابيّة غير المُلزمة.. إليكم ما قاله النواب بعد لقاء سلام

بقرادونيان: لدينا كلّ الإستعداد للمشاركة في الحكومة

الجميّل: ما يهمنا هو تسهيل مهمّة رئيس الجمهوريّة وتشكيل الحكومة

ما حقيقة إنضمام عبد المسيح إلى الكتائب؟

لبنان يفصل نفسه عن الخارج...نحو دولة اقوى من معرقليها

المبعوث الأميركي آدم صباغ: انتخاب جوزاف عون خطوة بناءة للبنان لتحقيق الاستقرار