رأى محللون سياسيون لبنانيون أن رسائل الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، التي خرجت مؤخراً، حول استمرار الحزب واستعادته عافيته، بمثابة استقواء على الداخل.

أخبار ذات علاقة

معاريف: "ثورة الجولاني" تصل لبنان والأرض تهتز تحت أقدام "حزب الله"

وأشاروا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه الرسائل تحمل تحذيراً بتفجير الوضع الداخلي في حال انتخاب رئيس للجمهورية، يعمل على نزع سلاح حزب الله.

ومن المنتظر أن يعقد البرلمان اللبناني جلسة لانتخاب رئيس للبلاد، يوم 9 يناير / كانون الثاني الجاري، في ظل الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه لبنان منذ 31 أكتوبر / تشرين الأول 2022، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال عون.


وكان قاسم أكد أن حزب الله استعاد عافيته في لبنان ويمتلك ما يمكنه من أن يصبح أقوى، معتبراً أن "المقاومة" استطاعت عدم تمكين إسرائيل من التقدم، وأن الوقت الحالي يمثل فرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها بالعمل السياسي.

تهديد للداخل
ويقول المحلل السياسي اللبناني، طوني بولس، إن هذا النوع من الحديث الصادر من قاسم هدفه تهديد الداخل اللبناني والاستقواء عليه وتقديم رسائل للأحزاب السياسية، بأن حزب الله قوي ومازال يمسك بزمام الأمور.

وأوضح بولس أن "التهديد من قاسم موجه بشكل كبير إلى المراهنين على عودة الدولة وتغيير المعادلة، وأن يكون هناك سيادة للمؤسسات، بالقول لهم إن حزب الله سيظل مسيطراً، في ظل التمسك من جانبه هو وطهران، باستمرار لبنان كـ"دويلة إيرانية"، والانقضاض على أي شرعية حقيقية، يحملها الرئيس القادم.


وأشار بولس إلى أن "هذه التهديدات ستأخذ أشكالاً عدة في ظل الخسائر التي لحقت بالحزب وإقفال الحدود السورية التي كان يهرب منها السلاح والمال لحزب الله، وسقوط نظام الأسد الذي كان سنداً وداعماً رئيساً، الأمر الذي جعل التنظيم وقياداته يعيشون اليوم في حالة إنكار سياسي، ويظن الحزب أنه قادر على فرض شروطه على الداخل اللبناني".

وتابع بولس أن "هذه الرسائل التي تحمل تهديدات للقوى السياسية اللبنانية، تتعلق بانتخاب الرئيس وتوجيه تحذيرات للأحزاب اللبنانية، بألا يكون الرئيس الجديد الذي من المنتظر انتخابه في البرلمان، معارضاً لسياسات حزب الله، حتى لا يكون هناك عقاب للداخل اللبناني، في حال قدوم رئيس لا يعمل لصالح الحزب".


وشدد بولس على "ضرورة أن يمتثل حزب الله للدولة اللبنانية وسيادتها وأن يكون حاضراً في العمل السياسي اللبناني، أسوة بباقي الأحزاب، وأن يترك السلاح ليكون ذلك مهمة الدولة ومؤسساتها، بعد ما تسبب به من جلب الضغوط على لبنان وجر البلاد إلى فتنة داخلية؛ لأن سلاحه مرفوض، لا يمثل اللبنانيين وليس له أي شرعية".


واتفق معه، الباحث في الشأن اللبناني، بسام رخيني، الذي أكد أن "قاسم يوجه هذه الرسائل التهديدية للداخل اللبناني في ظل ما يستهدفه الفترة الحالية من إعادة هيكلة قدرات حزب الله العسكرية مرة أخرى، وهذه الهيكلة قد تصطدم بالرئيس القادم، في حال انتخابه بعيداً عن المحور المساند للحزب".

وبين رخيني أن "إعادة الهيكلة تتطلب بعض الوقت، وأيضاً عدم فرض تضييقات أكثر من أي طرف على عمل التنظيم داخلياً، في حين أن انتخاب رئيس للبلاد بعيد عن محور حزب الله، سيقطع الطريق أمام محاولات يتم العمل عليها لإعادة ترميم التنظيم".

وذكر رخيني أن "الرسالة واضحة من نعيم بأن أي رئيس قادم، إذا جاء من خارج المنظومة التي يريدها الحزب، سيكون هناك مواجهة في الداخل مع الرئيس والأحزاب الداعمة له في حال الذهاب إلى المساس بسلاح حزب الله أو العمل على نزعه".

أخبار ذات علاقة

خاص- إسرائيل تنفذ إجراءات صارمة لتجفيف منابع تمويل حزب الله


وأشار إلى أن "أحزاباً سياسية تعمل على انتخاب رئيس يمتلك صلاحيات دستورية في دولة مؤسسات ويعمل على إعادة بناء الجيش، وألا يكون هناك سلاح سوى ما في يد الدولة، أي الجيش والأمن العام".

واستكمل رخيني أن "أكثر شي يشدد عليه حزب الله في هذا التوقيت، لاسيما بعد الضربات التي وجهت له، وانعدام التمويل، والتضييق عليه بهذا الشكل، هو عدم المساس بسلاحه نهائياً".