يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

ضبابية وفيتوات قبيل جلسة الخميس...الدخان الأبيض مؤجل وكلمة السر في اللحظة الأخيرة!

Monday, January 6, 2025 7:22:21 PM

جوانا فرحات - المركزية

ثلاثة عناوين مفصلية تضع استحقاق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في التاسع من كانون الثاني الجاري على المحك. الأول موقف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا من أن لا فيتو على ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية... الفيتو الوحيد هو على سمير جعجع.والثاني زيارة الموفد الاميركي آموس هوكستين الى لبنان وما سيحمله في جعبته من مسألتي الانتخابات الرئاسية والوضع العسكري. والتسريبات الإسرائيلية عن عدم الانسحاب من لبنان في نهاية مهلة الستين يوما، وتمديدها لـ60 يوما.

تفسيرات موقف صفا بحسب المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحمل في طياتها أكثر من عنوان. أولا توزيع الادوار بين الثنائي أمل – حزب الله بما يسمح لبري بهامش أوسع من التفاوض لتحسين شروط الثنائي في التعاطي مع طروحات الموفدين العرب والأجانب، ومحاولة لتغطية تراجع حزب الله في موضوع ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون. وفي هذه الحالة يكون حزب الله قد توصل الى قناعة باستحالة مواجهة الضغوطات العربية والدولية الهادفة الى ايصال العماد جوزف عون الى رئاسة الجمهورية من خلال اختلاق معركة وهمية مع جعجع للخروج بشعار "انتصار جديد" وهمي أمام بيئته على قاعدة: "انتصرنا سياسيا بمنع وصول جعجع الى رئاسة الجمهورية"، على غرار: "انتصرنا عسكريا بعدم السماح لاسرائيل بالقضاء على وجود حزب الله".

ثانيا تمسك حزب الله بالتحكم بالقرارات الداخلية السياسية والأمنية والعسكرية والادارية والقضائية، وبأنه لا يزال يمتلك القدرة المطلوبة للتأثير على القرارات الأمنية والقضائية، ملوحا بتظاهرات الدراجات النارية واحتمال تكرار تجربة 6 شباط 1984، أو تجربة 7 أيار 2008 أو بعملية "القمصان السود" في بيروت في 18 كانون الثاني 2011 لمنع الرئيس سعد الحريري من تولي رئاسة الحكومة.

وفي قراءة لدلالات زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان ودائما بحسب المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن المباحثات بين اموس هوكشتاين ونبيه بري ستركز على إصرار الإدارة الأميركية إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته، يعني القرار 1559 الذي ينص في مادته الخامسة على "عملية انتخابية حرة ونزيهة في الانتخابات الرئاسية المقبلة وفقا لقواعد الدستور اللبناني".

وفي ملف اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق بنود الإتفاق، ينقل هوكشتاين معلومات عن ملف تعده اسرائيل يتضمن ليس فقط خروقات حزب الله للاتفاق، وإنما توثيقات لتصاريح ومقابلات وخطابات للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ونواب حزب الله ومسؤوليه يؤكدون فيها رفضهم الكامل لتنفيذ القرار 1701، من خلال رفضهم لأي اجراء يستهدف تفكيك البنية والامكانات العسكرية لحزب الله على كل الأراضي اللبنانية، ومعلومات استخباراتية عن قواعد حزب الله وأسلحته وانتشاره وبنيته وعلاقاته وامتداداته وحضوره وخلاياه على كل الأراضي اللبنانية وخارج لبنان.

بالنسبة الى مهلة الستين يوما ، سيبلغ هوكشتاين بري بأن الانسحاب الإسرائيلي يتطلب إقراراً واضحا من حزب الله بنزع سلاحه وتفكيك بنيته العسكرية، وترجمة هذا الاقرار بخطة تبدأ بنشر 10 آلاف جندي لبناني جنوب الليطاني مع كامل الصلاحيات والمهمات الخاصة بتفكيك منظومات حزب الله القيادية والعسكرية والتنظيمية واللوجستية.

يأتي كل ذلك على مسافة ثلاثة أيام من موعد انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. وحتى اللحظة يبدو ان الكتل تصر على التريث قبل أن تحسم موقفها في اختيار مرشحها لرئاسة الجمهورية. في ما تستعد المعارضة لعقد اجتماع موسع في الساعات المقبلة للتداول في مقاربة ملف الترشيحات من دون أن تحسم أمرها في الأسماء والمهم أن لا يدور "المرشح" في فلك حزب الله.

النائب بلال الحشيمي يشير عبر "المركزية"إلى التباينات الداخلية والخارجية في ملف رئاسة الجمهورية ويصوّب على الداخلية معتبرا أن "الأمور مش واضحة. ولا يجوز أن تكون هناك مواقف وسطية في هذه المرحلة، إنما يجب اتخاذ قرار واضح من أجل لبنان مع الأخذ طبعا برأي المملكة العربية السعودية لأن من المهم جدا أن يعود لبنان إلى الحضن العربي وخصوصا الخليجي".

متخطياً "عقدة" الأسماء وانسجاما مع طرح الغالبية مسألة التركيز على مواصفات الرئيس السيادي والإصلاحي، "لكن علينا أن نذهب إلى ترشيح رئيس قادر على التعامل مع رئيس الحكومة العتيد لتفادي سيناريوهات التعطيل". ويلفت الحشيمي إلى ضرورة الأخذ بمرحلة المتغيرات التي حصلت في سوريا والتحولات التي أراحت لبنان كثيرا من الضغط الإيراني. وانطلاقا من هذا الواقع لم تعد هناك حجة للمواقف الضبابية. لكن المؤسف أن الأسلوب لم يتغير. من هنا أرى أن السؤال الأكثر إلحاحا هو هل من نوايا لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وإذا صح أننا نريد رئيسا للجمهورية فما هو المطلوب من هذا الرئيس؟".

لا يضع الحشيمي فيتو على أسم أي مرشح، "المطلوب أن يكون "سياديا وإصلاحيا". لكنه يفضل ألا يكون الرئيس العتيد من السلك العسكري" وعليه، لا أرشح العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية. الرئيس العتيد يجب أن يتمتع بشخصية سياسية إقتصادية تتلاقى وتحاور الآخرين. وأرى العماد جوزف عون الذي له مكانة واحترام كبيرين، في موقع وزير الدفاع . ويختم الحشيمي" ثمة شخصيات مؤهلة لرئاسة الجمهورية لكن المرحلة لا تتطلب رئيس تحدي".

في انتظار موعد التاسع من كانون الثاني يبدو أن التغيرات والتحولات مستمرة حتى اللحظة الأخيرة من موعد انعقاد الجلسة. لكن في ظل الضبابية والتباينات يبقى مصير الدخان الأبيض معلقا إلى ما بعد هذا التاريخ.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

مكتب ميقاتي ينفي ما يحكى عن فيتو أميركي على فرنجية وجورج خوري

مديحة رسلان مشاركةً في نداء 7 كانون الثاني: شراكة المرأة والرجل هي الحل لإصلاح لبنان

البستاني: اموال المودعين مقدسة ولا يحق لأي كان شطبها بشخطة قلم

"لم تسلم من إسرائيل" ... تحاليل "مميتة" من مياه نهر الليطاني

إشكاليّة تسعيرة المولدات تتفاقم في الشمال... وأمن الدولة تحرّكت

ترامب يجدد تهديده للشرق الأوسط: سيكون هناك جحيم!

تعميم أوصاف جثة سيدة تعرّضت للصدم.. هل تعرفون عنها شيئًا؟

ميقاتي: نركز على الفراغ في رئاسة الجمهورية.. و”إسرائيل” ستنسحب بالكامل