يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

انهيار الأسد يخلط الأوراق في الشرق الأوسط

Thursday, December 12, 2024 12:40:22 PM

قال بول ر. بيلار، محرر سياسي وضابط استخبارات أمريكي سابق، إن النظام السوري كان سيئ السمعة لأسباب عديدة منها الطريقة الوحشية التي قمعت بها قوات الرئيس السوري بشار الأسد احتجاجات عام 2011، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية استمرت حتى يومنا هذا.

وكان يُنظر إلى الأسد على نطاق واسع على أنه حاكم مستبد سيكون العالم أفضل حالاً بدونه.

وفي خطاب السياسة الخارجية الأمريكية، كان الأسد شخصاً لا ينبغي لأحد أن يصافحه، ويستخدم معارضو ترشيح دونالد ترامب لتولسي غابارد كمديرة للاستخبارات القومية الأمر كنقطة نقاش منذ أن التقت بالأسد في رحلة "تقصي الحقائق" إلى سوريا قبل 7 سنوات.

أضاف الكاتب: "يُنظر إلى نظام الأسد على أنه جزء من المحور الذي تتزعمه إيران، وهو المحور الذي يُنظَر إليه بدوره على نطاق واسع باعتباره أصل الشر في الشرق الأوسط، والذي ينبغي أن تكون معارضته على رأس أولويات أي سياسة تجاه الشرق الأوسط".

وتشكّل هذه النظرة الأساس الذي استند إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الاحتفال علناً بسقوط الأسد بعبارات لا شك أنها ستتردد في واشنطن في الأيام المقبلة.

كشف المفكر الاستراتيجي، اللواء دكتور سمير فرج، أن الجيش العربي السوري "انتهى"، ولم يعد له وجود تقريباً، جرّاء استيلاء الفصائل المسلحة على السلطة، والهجمات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت القوات المسلحة السورية.
لكن مع اجتياح قوات هيئة تحرير الشام لدمشق، فإن الوضع في سوريا يستحضر ضرورة توخي الحذر، إذ ظل نظام الأسد، بقيادة حافظ الأسد أولاً ثم ابنه بشار، في السلطة منذ قاد حافظ انقلاباً في عام 1970.

ومن المؤكد أن تعطيل ما كان قائماً لأكثر من نصف قرن من الزمان من شأنه أن يخلف موجات مزعزعة للاستقرار، ولن تكون كل الموجات لصالح الخير.

دواعي القلق
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع "ناشونال إنترست": من بين الأسباب الرئيسية للقلق طبيعة الحركة المتمردة "هيئة تحرير الشام"، فهي منظمة جهادية متطرفة كانت تابعة لتنظيم القاعدة وما زالت مدرجة على قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

أجبرت الفصائل السورية المسلحة الرئيس بشار الأسد على الخروج من سوريا حفاظاً على حياته الأحد، ومنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسد حق اللجوء لأسباب إنسانية.
وسعت الهيئة إلى تقديم وجه أكثر براغماتية واعتدالاً في الآونة الأخيرة، وخاصة في كيفية حكمها لمحافظة إدلب، التي كانت بمنزلة معقل لها في شمال غرب سوريا على مدى السنوات القليلة الماضية.

ومع ذلك، لا يوجد سبب لاستنتاج أن نظام حكمها في إدلب يشير إلى تغيير حقيقي في طبيعة الجماعة بدلاً من استراتيجية لكسب الدعم وتخفيف المعارضة لها بينما لا تزال تسعى إلى السيطرة على كل سوريا.

ورأى الكاتب أن النظام الذي تسيطر عليه "هيئة تحرير الشام" لن يختلف عن نظام الأسد من حيث الاستبداد. وأضاف أن وجودهم على رأس النظام لن يسهم في تحقيق أي توازن في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن ما يقوم به هذا النظام هو فرض هيمنة جهادية على دولة ذات حدود معترف بها ومقعد في الأمم المتحدة، وهو أمر لم يتمكن حتى تنظيم "داعش" من تحقيقه عبر مشروع "الخلافة" الذي أعلنه.



مخاوف بشأن التسامح الديني
ورغم بعض الجهود المبذولة لطمأنة المسيحيين في سوريا، استبعد الكاتب أن يتحول النظام الجديد إلى ملاذ للتسامح الديني. وأوضح أن نظام الأسد، رغم تفضيله للأقلية العلوية، كان علمانياً في جوهره وغير مدفوع برسالة دينية، وهو ما لا ينطبق على السلفيين الذين يسيطرون على "هيئة تحرير الشام".

وأضاف الكاتب: "ستبقى الانقسامات الدينية والعرقية تعزز حالة عدم الاستقرار الداخلي في سوريا، إذ لم يتم التوصل إلى حلول لاحتواء الاستياء والصراعات التي أشعلت الحرب الأهلية لأكثر من عقد. ولذلك، فإن استمرار الحرب يبدو أمراً حتمياً".

وفي ظل هذه البيئة المتزايدة في عدم استقرارها، يتابع الكاتب، ستواجه الولايات المتحدة قرارات حاسمة بشأن وضع 900 جندي موجودين حالياً في شمال شرق سوريا، وهي مسألة تم تأجيلها مراراً. ومع توسع مقاتلي هيئة تحرير الشام خارج إدلب، يبدو أن القتال بين أطراف متناحرة، وكلاهما غير مرغوب فيه أمريكياً، يفتح الباب أمام صراع جديد.

وأشار الكاتب إلى أن هذا الموقف لا يقدم خيارات مريحة للولايات المتحدة. فامتداد حالة عدم الاستقرار إلى المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية قد يثير مجدداً الجدل حول ضرورة سحبها.

وعلى الجانب الآخر، يخشى البعض أن يؤدي هذا الانسحاب إلى إحياء تنظيم الإرهابي "داعش" في ظل حالة الفوضى الجديدة، وهو التنظيم الذي يمثل محاربته المبرر الرسمي للإبقاء على القوات الأمريكية.

وأكد الكاتب أن دور تركيا يضيف تعقيداً آخر إلى حسابات السياسة الأمريكية، مشيراً إلى الفجوة المستمرة بين أنقرة وواشنطن بشأن قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية. إذ تعتبرها الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً، بينما تراها تركيا امتداداً لجماعة إرهابية تهدد أمنها القومي.



وأضاف: "قد يمتد العنف في سوريا عبر الحدود ليصل إلى إسرائيل. ورغم خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاحتفالي، تدرك الحكومة الإسرائيلية أن الوضع الحالي يشكل تهديداً أكبر. ويظهر ذلك من خلال استيلاء إسرائيل على منطقة عازلة كانت منزوعة السلاح سابقاً على طول حدود الجولان".

أوضح الكاتب أن نظام الأسد كان يتبنى موقفاً سلبياً تجاه الهجمات الجوية الإسرائيلية على أهداف مرتبطة بإيران داخل سوريا، وهو ما لا يتوقع أن يتكرر مع نظام جهادي في دمشق. كما أشار إلى أن مثل هذا النظام لن يغض الطرف عن سياسات إسرائيل في غزة ولبنان.

تناول أستاذ العلوم السياسية سيرغي رادشينكو الوضع الروسي في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية بموسكو، مشيراً إلى أنه من الصعب أن يتخلى بوتين عن موطئ قدمه المهم على ساحل البحر المتوسط عبر نافذة دمشق، مؤكداً أن تطور الأوضاع يكشف على ضعف النفوذ الروسي في المنطقة على أي ...
وأضاف: "قد تكون إسرائيل بدأت خطوات أكثر عدائية تجاه سوريا بقصف أهداف في دمشق وضواحيها، تزامناً مع دخول هيئة تحرير الشام العاصمة. ويُعتقد أن الدافع وراء ذلك هو منع وقوع أسلحة نظام الأسد في أيدي المتمردين".

24.AE

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

نووي ايران تحت مجهر واشنطن وتل ابيب.. كل السيناريوهات واردة!

هجوم سيبراني على شركة الطيران اليابانية

تقرير يكشف تفاصيل الحالة الصحية لأسماء الأسد

وزير الداخلية السوري: سنلاحق من يرفض تسليم السلاح

سوريا… أولوية تحصين الداخل سياسيًا وأمنيًا

هاليفي يهدد إيران: جاهزون للضرب في كل زمان ومكان

هل يمكن محاكمة بشار الأسد رغم لجوئه إلى روسيا؟

خوفاً من مُخابرات بشار الأسد... هكذا كان السوريّون يتواصلون في ما بينهم