يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

بعد سقوط الأسد.. إيران تبحث عن وكيل جديد

Thursday, December 12, 2024 12:31:07 PM

أجبرت الفصائل السورية المسلحة الرئيس بشار الأسد على الخروج من سوريا حفاظاً على حياته الأحد، ومنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسد حق اللجوء لأسباب إنسانية.

ربما وجدت ذلك الوكيل في حركة الشباب

وكتب موقع ذا هيل الأمريكي، أن إيران وروسيا تجدان نفسيهما الآن، خارج دمشق وتراقبان من بعيد. وتواجه كلتاهما خسارة قواعد عمليات مهمة.

وسحبت روسيا بعض قواتها البحرية من طرطوس، الميناء الاستراتيجي ذي الطقس الدافئ في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وسبق أن استخدمت موسكو هذه المنشأة لإبراز النفوذ الروسي والحفاظ عليه لوجستياً في أنحاء الشرق الأوسط ومنطقة الساحل في أفريقيا والسودان وغينيا الاستوائية.


وعلى نحو مماثل، تستعد القوات الجوية الروسية لسحب أصولها من قاعدة حميميم الجوية في سوريا ــ المطار الرئيسي في سوريا، والذي استُخدم لضرب الفصائل السورية المسلحة دعماً لنظام الأسد على مدى الأعوام الثلاثة عشر الأخيرة.
وخسارة إيران أكبر، إذ شكلت سوريا ملاذاً استطاع الحرس الثوري من خلاله تمويل وإمداد وتدريب وكلاء حماس وحزب الله اللبناني، في دمشق ولبنان والعراق، والآن، لم يعد هذا الملاذ الآمن موجوداً.

ولم يعد وقف النار واتفاقات السلام هدف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبدلاً من ذلك، بات لديه الدافع الكامل لإزالة التهديد المباشر المتمثل في حماس وحزب الله في أسرع وقت ممكن، وتقول "ذا هيل" إن التالي على اللائحة نتانياهو هو إيران، وهي حقيقة يدركها الملالي جيداً.

وفي تحول واحد بالمشهد الإقليمي، اجتاح التغيير منطقة الشرق الأوسط وصار سقوط نظام الأسد الأحدث في الكثير من ترددات الدرجة الثانية والثالثة للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل.

ويعتبر سقوط سوريا خسارة كبيرة لطهران، ولا يمكن إيران أن تجد العزاء في انتصار هيئة تحرير الشام، الفصيل الإسلامي السني المتشدد، الذي أسقط الأسد.

وصرح زعيم هذا الفصيل أبو محمد الجولاني، الزعيم المفترض لسوريا الآن، قائلاً: "نحن منفتحون على الصداقة مع الجميع في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل. ليس لدينا أعداء سوى نظام الأسد وحزب الله وإيران. ما فعلته إسرائيل ضد حزب الله في لبنان ساعدنا كثيراً".

كشف المفكر الاستراتيجي، اللواء دكتور سمير فرج، أن الجيش العربي السوري "انتهى"، ولم يعد له وجود تقريباً، جرّاء استيلاء الفصائل المسلحة على السلطة، والهجمات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت القوات المسلحة السورية.
ونشرت الفصائل الإسلامية التي تحتفل بسقوط دمشق مؤخراً مقطع فيديو "تتوعد فيه بأن هذا مجرد البداية وبأنها ستستولي على القدس بعد ذلك لتحرير جميع سكان غزة".

وفي غضون ذلك، تواصل إسرائيل ضرب أهداف في سوريا "لمنع وقوع الأسلحة في أيدي المتطرفين"، وقد احتلت الآن كل منطقة جبل الشيخ ذات الموقع الاستراتيجي في مرتفعات الجولان.

ولا تمتلك إيران قوة عسكرية قادرة على استعراض عضلاتها، إذ تعتمد على الوكلاء والمسيّرات والصواريخ الباليستية.

ومع ذلك، بعد هجومين مباشرين فاشلين ضد إسرائيل في أبريل (نيسان) وأكتوبر، ونظراً لتدمير شبكة دفاعها الجوي بسبب الضربات الإسرائيلية الجراحية، باتت إيران الآن مكشوفة وضعيفة.

النووي الإيراني
وفي سبيل البقاء، يعمل النظام الإيراني على تسريع سعيه الحصول على سلاح نووي. وعلى رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تواصل محاولتها منع إسرائيل من ضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الإسرائيليين فعلوا ذلك بالضبط في 26 أكتوبر عندما دمروا منشأة أبحاث الأسلحة النووية النشطة في بارشين بإيران.
ولدى إيران أيضاً سبب للخوف من يوم 20 يناير (كانون الثاني)، عندما يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، منصبه في واشنطن، ولقد خططت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقتله قبل الانتخابات.

تناول أستاذ العلوم السياسية سيرغي رادشينكو الوضع الروسي في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية بموسكو، مشيراً إلى أنه من الصعب أن يتخلى بوتين عن موطئ قدمه المهم على ساحل البحر المتوسط عبر نافذة دمشق، مؤكداً أن تطور الأوضاع يكشف على ضعف النفوذ الروسي في المنطقة على أي ...
ويمثل المتمردون الحوثيون في اليمن، الوكيل الإيراني الوحيد المتبقي القادر على تشكيل تهديد للولايات المتحدة في المنطقة.
ويرى "ذا هيل" إن إيران في حاجة ماسة إلى وكيل جديد - وكيل يوفر لها بعض النفوذ لتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة.

وربما وجدت ذلك الوكيل في حركة الشباب، الجماعة الإرهابية المتمركزة في الصومال.

وتلتزم "حركة الشباب"، وهي فرع معترف به رسمياً لتنظيم القاعدة، بـ"الخطاب الجهادي العالمي المناهض للغرب الذي يتبناه تنظيم القاعدة ويروج للعنف الطائفي في القرن الأفريقي ضد أولئك الذين لا يتفقون مع تفسيره الديني المتطرف".


وفي يونيو (حزيران)، علمت الاستخبارات الأمريكية بمناقشات أجراها الحوثيون لتوفير الأسلحة لحركة الشباب، وهو ما وصفه المسؤولون الأمريكيون بأنه تطور مثير للقلق يهدد بزيادة زعزعة الاستقرار في القرن الأفريقي.

ويُعتقد أن المتمردين الحوثيين، قد أبرموا اتفاقاً لتزويد حركة الشباب بالأسلحة، ومن المرجح أن ذلك لم يحدث من دون موافقة إيران.

وستكون "حركة الشباب" بمثابة وكيل خطير ومتمكن لإيران في القرن الأفريقي.

وبالإضافة إلى مواجهة برنامج خامنئي للأسلحة النووية، يجب على إدارة ترامب المقبلة الحفاظ على أقصى قدر من الضغط والوعي الظرفي، في مواجهة مكائد طهران في القرن الأفريقي.

24

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

نووي ايران تحت مجهر واشنطن وتل ابيب.. كل السيناريوهات واردة!

هجوم سيبراني على شركة الطيران اليابانية

تقرير يكشف تفاصيل الحالة الصحية لأسماء الأسد

وزير الداخلية السوري: سنلاحق من يرفض تسليم السلاح

سوريا… أولوية تحصين الداخل سياسيًا وأمنيًا

هاليفي يهدد إيران: جاهزون للضرب في كل زمان ومكان

هل يمكن محاكمة بشار الأسد رغم لجوئه إلى روسيا؟

خوفاً من مُخابرات بشار الأسد... هكذا كان السوريّون يتواصلون في ما بينهم