تمكنت حركة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان من خلق تأثيرات إيجابية ولو محدودة على بعض القطاعات الاقتصادية وفي طليعتها قطاع المواد الغذائية وقطاع الإيجارات وقطاع المفروشات والأدوات المنزلية والكهربائية، حيث أكدت المعطيات أن حركة النزوح هذه تمكنت من خلق طلباً مرتفعا في هذه القطاعات المذكورة.

وفي هذا الإطار، أكد أحد كبار تجار الأدوات المنزلية والكهربائية ورئيس مجلس إدارة شركة عبد طحان توفيق طحان في حديث لموقع Leb Economy أن “سوق الأجهزة الكهربائية في لبنان قد تأثر بشكل كبير في الفترة الأخيرة، أكان بشكل سلبي في مناطق العدوان أو بشكل إيجابي في المناطق الآمنة”.

وأشار طحان على أنه “تبعاً للمناطق، هناك بعض فروع المحال المختصة ببيع الأجهزة الكهربائية قد تحسنت الحركة لديها، في المقابل هناك فروع قد أقفلت أو شهدت تراجعاً كبيراً في الحركة”.

وقال “هذا هو حال فروعنا المنتشرة في الأراضي اللبنانية، ففي حين شهدت فروعنا المتواجدة في طرابلس وجونية والمنصورية والمزرعة تحسناً بالمبيعات، كان مصير فروعنا المتواجدة في مناطق أخرى خطرة كالجناح، الضاحية، صور، والبقاع إما الإقفال أو إنعدام في الحركة، حيث أننا قمنا بإقفال فروعنا المتواجدة في هذه المناطق بإستثناء فرعي الجناح وشتورا اللذين يشهدان حركة ضعفية جداً”.

واضاف طحان “كنتيجة لأعمالنا، يمكن القول أنه فيما يخص البيع بالتجزئة كانت الحركة شبيهة بالعام الماضي، أما فيما يخص البيع بالجملة فقد تراجعت الأرقام بشكل كبير مقارنة بالعام الفائت، فحتى ولو كان الزبون يقطن في منطقة آمنة فهو يتجه فقط لشراء ما هو ضروري وذلك بهدف الحفاظ على ماله خوفاً من اي طارئ”.

وأشار إلى أن “الذين يتّجهون لشراء الأجهزة الكهربائية في المناطق الآمنة هم النازحين وذلك بعد ان إنتقلوا إلى مراكز الإيواء او قاموا بإستئجار شقق وأضحوا بحاجة لشراء الأجهزة الكهربائية الاساسية”.

وإذ لفت طحان إلى أنه “في ظل الوضع القائم إزداد الطلب على الغسالات التي تحتوي حوضين نظراً لأنها لا تستهلك الكثير من الكهرباء، برادات صغيرة الحجم، وغاز صغير ذات 3 عيون”، أكد أن “هذه الأجهزة الضرورية أرقامها منخفضة وقيمتها المادية ضئيلة”.

وشدد على أن “السوق تحسن مع بداية العدوان الاسرائيلي على لبنان نتيجة إقبال النازحين على الأدوات الكهربائية صغيرة الحجم”، لافتاً إلى أن “حركة السوق قد إنخفضت حالياً، فالذين تركوا منازلهم قسراً قد قاموا بشراء ما يحتاجون إليه من مستلزمات وأجهزة كهربائية”.

وقال طحان “نأمل كشركات تعمل بشكل قانوني في ظل الوضع القائم وحالة الحرب أن يتم إصدار قرارات لوقف التهريب، فذلك سيكون بمثابة خطوة مساعدة لضبط السوق ولتسيير الأمور بشكل جيد”.