بقلم سامي شريف

هل تصف نفسك:

١) قليل الثقة بالنفس
٢) حذر
٣) شديد الثقة بالنفس

أغلب الناس ترى أن شديد الثقة بالنفس هو الشخص الأمثل. ولو سألتني عن رأيي في الموضوع فإنني أرى أن الإجابة على هذا السؤال ليست بديهية، وأضع السؤال برسم خبرتي في حياتي المهنية وعدد الناس التي قابلتها وتعاملت معها خلال السنوات الماضية.

١) ترى قليل الثقة بالنفس شخص مقهور، مساير، يخشى المواجهة، يدرك نقاط ضعفه ومستسلم لها، سريع الحرج، كثير الإعتذار، يتجنب النظر في عينيك ولو نظر إليك تقرأ فيها لغة الرجاء والإسترحام. لا شك أن هذا النوع من الشخصية لا تحظى بالإعجاب بل تثير الشفقة. باختصار تصفه بذو الشخصية الضعيفة.

٢) في المقابل، تصادف الشخص شديد الثقة بنفسه. المشكلة الرئيسية لدى هذا النوع أنه لا يدرك مدى جهله بالأمور فيظن مخطئا أنه ملم بكل شيء. وبينما يكون السن عاملا أساسيا في علاج المشكلة إلا أن هناك من كبر سنا فزاد طغيانا. عند إجراء مقابلة للتوظيف يدخل عليك هذا الشخص والثقة بالذات تملأ عينيه إذ ينظر إليك نظرة ثاقبة ولكن تستشعر من لغة جسده التكبر والإعجاب بالذات. كيف لا وهو غير مدرك لما يجهله. وما أن يبدأ هذا الشخص بالحديث حتى تكتشف مطباته وضعفه وجهله بينما هو مزهوا بما يخرح من فمه. هو كثير التصنع إذ يصطنع الذكاء والمعرفة والحديث ويميل للنرجسية. هكذا شخص تصفه بالعنفواني المتهور. ولو كان أمامي أن أختار واحدا من الصنفين: ضعيف الشخصية أو المتهور العنفواني فكلاهما مر إلا أن ضعيف الشخصية هو أقل الأمرّين.

٣) خبرتي العملية علمتني أن أُفضّل الشخص الحذر. فالشخص الحذر له سجل من النجاحات تفوق الإخفاقات فيخاف من الفشل. هو شخص واسع المعرفة ولكنه يعلم ما يعلمه، والأهم أنه يعلم ما لا يعلمه. هو شخص يثق بنفسه بهدوء ليس لأنه يظن أنه على علم بكل شيء ولكنه يدرك ما يجهل فيسعى لاكتساب المعلومات التي تنقصه. هو شخص لا يخاف ان يجيبك ب"لا أدري" إذا كان لا يدري ولا يشعر بالحرج لأنه لا يدري. هذا الشخص يكسب ثقتك وهذا أهم بكثير من الثقة بالذات.

باختصار: هناك الضعيف والحذر والمتهور. والحذر هو الجدير بأن يكسب ثقتك.