يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

لبنان بين سلامة وماكرون والحرتقات السياسية

Friday, October 2, 2020 1:56:22 PM

بقلم عماد جودية - "اللبنانية"

رجال السياسة في لبنان يستعجلون المحظور ويتسابقون على الوقوع في الانهيار الكبير المتوقع طالما ان كل الفرقاء يتحاربون لتحقيق اجنداتهم المشبوهة . فشل مصطفى اديب في تشكيل الحكومة جاء نتيجة سيطرة نادي الرؤساء السابقين على عملية التسمية والتشكيل . والضغط على الرئيس المكلف للاعتذار قبل اجتماعه الاخير مع الخليلين صدر موقفه ليلتها من تصريح عرّابه الرئيس ميقاتي فأتى الاجتماع سببا لتغطية اعتذاره .

تغطية عملية التكليف اتت بعد المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة تسيطر عليها السنية السياسية انجاحا لتنفيذ مقررات اقليمية عاجلة تواكب عمليات ترسيم الحدود و تمهيدا للتطبيع و غطاء لهجوم جهات خارجية وازنة على حزب الله قبل التسوية النهائية للمنطقة لاضعافه ومنع مشاركته في قرار الاتفاق النهائي والضغط لتقزيم دوره الداخلي وفك الارتباط بينه وبين المكون المسيحي الاكبر في الداخل ولمنعه من تحقيق اية مكتسبات له من الممكن العمل على تحسين موقفه في القرار النهائي .

تأتي احداث المجموعة الارهابية في الشمال و بدايتها تحديدا من منطقة الكورة في هذا الوقت كاستعراض قوة للجناح المسلح التكفيري السني في لبنان و تلويح هذه المجموعات بالقوة العسكرية لتحاول الموازنة مع القوة العسكرية لحزب الله و تقليل شأن سلاحه الذي يردع ويرعب الجميع محليا واقليميا . المحاولات هنا تأتي لخلق سلاح يدعم السنية السياسية مقابل قوة سلاح الشيعية السياسية و ابعاد الحزب عن طاولة المفاوضات.

كل هذه الاحداث بالمختصر سيواكبها انهيار مالي اضافي خصوصا ان تكليف رئيس جديد للحكومة سيشهد ضغطا لافشاله من قبل الرئيس الحريري و الرؤساء السابقين من أجل اكمال الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير جبران باسيل لفك ارتباطهما وحلفهما مع حزب الله . كل هذه العوامل لن تؤثر فقط على الوضع السياسي في الداخل انما ستؤدي الى مزيد من الانحدار نحو الهاوية الاقتصادية ولن تترك سوى مسؤول واحد يتحمل لوحده عقبات التدهور ويجابهه منفردا بقدراته الذاتية التي تتناقص يوما بعد يوم .

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة شئنا ام ابينا الوحيد الذي يعمل لصالح البلد والشعب من خلال سياسة الدعم التي تستنفذ قدراته دون اية مواكبة سياسية تدعمه و توفر له الغطاء المناسب لعمله . معظم السياسيين لم يهدفوا من خلال تحركهم الاخير في عملية تشكيل الحكومة التي لم تبصر النور سوى المساعدة على احلال الفوضى وتسريع الانهيار تنفيذا لتعجيل فرض الشروط التي تناسبهم لتحقيق مآربهم الخارجية . ولا يغيب عن بالنا سكوت معظم صقور ١٤ اذار عن ما حدث خلال الشهر المنصرم سوى انهم يتحينون الفرص للدخول في هذه المعمعة لقطف ثمار الانهيار المنتظر .

المطلوب العمل لايجاد جبهة موازية تحارب من اجل تمكين رياض سلامة من الامساك بالوضع النقدي والمالي واطالة فترة الدعم الحالية والا فان البلد سيشهد متغيرات قاسية سينزل معها كل الشعب الى الطرقات وستترجم الاموال التي انفقتها الولايات المتحدة على مجموعات الحراك ثورة قد يتخللها صدامات مسلحة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟