يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

مَن الذي يمنع الحكومة من العمل؟

Thursday, May 14, 2020 12:36:55 PM

بقلم المحامي ناضر كسبار

يتوجه مؤيدو الحكومة التي لم أعطها الثقة، ولن اعطيها، بالانتقاد الذي يكون احياناً لاذعاً جداً، الى منتقدي ادائها. وفي الوقت عينه ينتقدون بالمفرق اداء هذا الوزير او ذاك مما يؤشر الى انهم (اي الذين ينتقدون الأداء) يؤيدون الحكومة لاسباب سياسية او حزبية...الخ
الحكومة هي التي تمتلك السلطة. المؤسسات والقطاعات والاجهزة...كلها بإمرتها. فمن الذي يمنعها من اتخاذ القرارات الصحيحة وتنفيذها؟. منذ عدة ايام كتبت عبارة قالها لي احد المسؤولين: "قبل ان اكون مسؤولاً كنت اتمنى. اما اليوم (وهو في سدة المسؤولية) فأنا اقرر وانفذ".
يعلق بعض الاصدقاء بالقول:"لا نتنقدوا الحكومة ودعوها تعمل". او بالقول:"الحكومة تعمل ولكن الشعب اثبت انه ..(كلمات لا احبذ استعمالها). او "هل نستطيع ان نضع دركياً امام كل باب اذا لم يلتزم الشعب؟". وغيرها وغيرها من التعليقات التي نحترم من يكتبها.
اما الجواب عليها فهو بسيط جداً:
1- هل يوافق المدافعون عن الحكومة على ادائها وكل يوم يصدر قرار عن بعض الوزراء ينم عن عدم خبرة. او عندما تستدرك وتتخذ القرار المناسب يعد فوات الأوان؟.
منذ ثلاثة اشهر كتبت مقالة بعنوان: اعلنوا حالة الطوارئ وامنعوا التجول لمدة اسبوعين. لم يتم هذا الامر. والأنكى انهم سمحوا للوافدين الى لبنان بالدخول من دون حسيب او رقيب، وذلك قبل بدعة فحصهم في المطار واليوم يصدرون القرار بإقفال البلد لمدة اربعة ايام. الا يدل هذا الامر على قلة خبرة في ادارة شؤون البلد.؟
2- ينتقد مؤيدو الحكومة الشعب ويصفونه احياناً بصفات غير مقبولة بتاتاً. ونحن نسأل: هل الشعب هو الذي قرر فتح المطار والسماح بدخول الوافدين؟. وهل الشعب هو الذي وضع خطة دخولهم وفحوصهم وحجرهم وغيرها ام الحكومة. فما علاقة الشعب بهذا الامر.؟
اما بالنسبة للتجول وغيره، فالحكومة هي التي تضع الخطط وهي التي تنفذها فمن الذي يمنعها من ذلك هل انتقادات المنتقدين وتعليقات المعلقين.؟
السلطة لا تمشي بالتمني بل باتخاذ القرارات الصائبة والحكيمة والشعب ينفذ. وإلا ما هو مبرر وجود الحكومات في دول العالم.؟
أما القول بأنه لا يمكن وضع دركي امام كل منزل. ففي الصين مليار وخمسماية مليون نسمة هل هناك دركي على كل باب كل واحد منهم؟.
نصيحة اخيرة للحكومة: خذي القرارات الصائبة والحكيمة وغير المنتناقضة والتي لا نحتاج الى عشرين ترجماناً ومنجماً لفهمها. والشعب ينفذ خصوصاً مع تزامنها بإجراءات رادعة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟