يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

رجل دولة...

Saturday, May 9, 2020 11:31:47 AM

بقلم سمير جرجي نعيمه

يتساءل الناس اليوم ... لماذا هذه الغطرسة التي تمارس على (مسؤول) هو على تماس مع المواطن؟ دون واسطة أو تمني لخدمة دون حدود .
لن أشير إلى العديد من قضايا الفساد التي وقف بوجهها وهي كثيرة وكبيرة ، ولكن سأرسم للقارئ مشهد آلفته أسبوعيا وتحديدا صباح كل يوم جمعة.

كان كل مواطن بيروتي او ساكن في بيروت، يزور محافظ بيروت، القاضي زياد شبيب، ليعرض له مشكلته او مراجعته بمعاملة من أجل تلبية حاجة ما.
كنت أتقصد زيارتي للرئيس شبيب في مكتبه في "يوم الابواب المفتوحة" عنوان هذا النهار، لأعاين عن كثب ما يدور في هذه اللقاءات.

كانت الناس تأتي، من كل صوب وحدب، دون موعد مسبق تدخل مكتب المحافظ، فيستقبلها مساعدوه بترحاب اخوي محبب.
ما رأيت مسؤولاً في الدولة اللبنانية منذ عقود يجمع كل إدارته، من أجل تلبية طلبات المواطنين كما القاطنين الأجانب منهم.

صدف يوم ما أن شاهدت واقعتين انطبعاتا في ذاكرتي.
الأولى عندما رأيت رجلاً نقشت فيه سنواته الثمانين بشكل واضح.
اقترب هذا الرجل من المحافظ بخطى واثقة، تساعده عصا يتكئُ عليها، على الفور وقف المحافظ شبيب وتقدم نحوه فاجلسه بقربه، فبادره المحافظ بسؤال كيف يستطيع أن يخدمه.
بلهجة بيروتية متأصلة رصف كلماته، بأنه يأتي إليه شاكرا له تلبية طلبه و كل ما يعمله للناس دون تميز وأضاف بصوته الجهور : " سعادة المحافظ، اذا خلصو القوادم بالبلد بدنا ناخد روبي منك لنعمل قوادم". هي ليست المرة الاولى التي اسمع هذا القول الشعبي للدلالة على عمق إنسانية المتعاطي بالشأن العام.
الواقعة الثانية، لرجلٍ في عقده السابع أسمر البشرة، مربوع القامة، أنيق المظهر. بعد تحيته للجميع، أخذ بالتوجه إلى المحافظ بلهجة خليجية محببة، فعرفت بأنه مواطن سعودي طاب له السكن والاستثمار في بيروت منذ عقود، أتى الى المحافظ طالباً مشورته لانقاذه من براثن فساد من تعامل معهم في استثماراته في العاصمة وأشار إليه قائلا: " سعادة المحافظ القوادم متلك بيخلوني ابقى ببلدي الثاني لبنان".

"ريس" ، كما يحلو لي أن اناديه، انت رسمت نعش دفن الزبائنية في لبنان، آمنت بالإنسان الحر فقطعت ارتزاق مستثمري الزبائنية منها.

في عائلة مؤمنة ترعرعت كما كل اخوتك في حضنِ امٍ وأبٍ مؤمنين كما غرفُت من الوالد ( ابونا الياس) فلسفة الحس الوطني كما الايمان المستقيم، ونحن كذلك.

سعادة المحافظ
اردد مع ما أشار إليه الفيلسوف الاميركي جيمس فريدمان كلارك عن الفرق بين السياسي و رجل الدولة : "السياسي يفكر في الانتخابات المقبلة ام رجل دولة ينظر الى الجيل القادم".
وانت... تعمل للأجيال المقبلة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟