يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الى متى تبقى الجمهورية أسيرة أسياد الحرب؟

Tuesday, March 31, 2020 3:00:08 PM

بقلم سيزار معوض

منذ التسعينات والجمهورية اللبنانية تئن من فرط تصديها للكمات وللضربات التي تلقتها تباعا من أهل البيت والأولياء، قبل الأعداء والخوارج.. ما يضاعف أوجاعها أن مفاتيحها، بحكم الاحتلالات المتتالية، تسلمها بعض المجانين الذين أحرقوها فأضحت جمهورية موبوءة ومسرطنة... 
أشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى، أني أكتب وسط النيران المستعرة والملتهبة التي ستحرق تباعا كل شيء، لا محال..
تخيلوا معي  أنكم وسط حريق كبير، يرقص حوله المجانين.. فيم تفكرون؟ 
**
هذا ما أنا عليه وانا أكتب، أشعر أن المجانين الذين أحرقوا لبنان، أفلت منهم زمام الأمور والعقل والحياة وبالتالي زمام القدرة على إطفاء الحريق، في لبنان كل لبنان... من الشمال الى الجنوب مرورا بكسروان وبيروت والاقليم..
أجلس وسط الحريق الكبير، أفكر بالحلول والسبل لاطفائه او للخروج منه وإنقاذ ما تبقى من الجمهورية المسلوبة والمرتهنة والمحتلة..  أفكر وأعلل دون جدوى ودون أن أجد عذرا للذين أشعلوه.. ذاك لأن الوطن بكامله سيحترق، بمدنه وبلداته وتاريخه..
ترى ماذا تقول لأمراء الحرب؟ 
الانفجار الكبير بات قريبا جدا، والسقوط المدوي كذلك، البحر الجارف قادم فالمآسي والجوع لا تعرف حدود، وليس عندها مقامات أو عمامات.. 
**
ما المطلوب اذا لفك أسر الجمهورية؟ 
لتطويق الحريق وإطفائه ولو جزئيا فيما بعد، على الرئيس ميشال عون أن يصبح بالفعل رئيس كل لبنان، فلا يحكم بعد اليوم من مرشد الجمهورية الملحق بالخامينئي.. على عون أن يكون رئيسا فعليا للجمهورية، رئيسا للأحياء ولما تبقى من حياة فيها وشرعية... أن ينقذ مؤسساتها، فلا تبني نفسها على شرعية الميليشيات والدويلات.. على الجمهورية أو ما تبقى منها أن تنفض عنها غبار الذل والعبودية  فتثور على الميليشيات وأمراء الحرب الذين نهبوها واغتصبوها واحرقوها بدم بارد.. 
على الشرعية أن تحطم القيود، بحيث لا تبقى البندقية السياسية، وبقية الأسلحة من خفيفة وثقيلة أقوى من شرعية الدولة..
**
على الرئيس عون أن يلملم  الجمهورية ولو كانت أشلاء أشلاء، فتكون الكلمة الفصل للدولة لا للدويلة وجيشها البديل!! فلا تبقى إذ ذاك الدولة تحت رحمة أسياد الدويلة  وأمرة أسياد الأسياد والأمراء، ولا تعود مكتسبات الميليشيات المسماة أحزابا وتيارات (المشاركين في الحكومات والحكم) وحقوقها واقتصادها كذلك الأمر فوق اعتبارات الدولة والشرعية.. 
آن الأوان لتوبة البعض واستفاقتهم وتنبههم وخروجهم من جحيم الحريق الذي فيه يرقصون مجانين.. 
**
ختاما، جملة مفيدة، مقتضبة الى الرئيس عون.. عدد أمراء الحرب في لبنان لا يتخطى أصابع اليدين، أحرقهم فيخفت وهج الحريق ويذكرك التاريخ.. وإلا فالطوفان الجارف آت، والحريق الكبير في طريقه إلينا، سيحرق الكراسي والمناصب وكل شيء.. 
العد العكسي بدأ واقتربنا من ساعة الصفر.. 
سلام..

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟