يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الى القابضين على ساحة عبد الحميد كرامي ( النور): "رفقاَ بالطرابلسية"

Saturday, March 14, 2020 6:54:01 PM


جميل ما حققه أبناء طرابلس مع انطلاق “الثورة” حين جعلوا من مدينتهم منارة وشعلة مضيئة تنير درب المنتفضين على واقع وطنهم البالي. والأجمل أنهم صُنفوا قدوة لأهل الحراك أينما كانوا في بيروت أو في الجبل أو في البقاع والجنوب، حتى استحقوا عن جدارة بأن يطلق على الساحة التي تجمعوا فيها، وهي ساحة عبد الحميد كرامي (النور)، اسم “عروس الثورة” تحية لعرسانها وفرسانها وفارساتها، الذين أزالوا عن الفيحاء تلك الصورة البشعة التي ارتسمت في أذهان الناس، حتى كادت ذات يوم أن تُمحى من الخارطة اللبنانية. ولا نود العودة إلى تلك الحقبة ونتذكر ألسنة السوء التي نعتت مسقط رؤوسنا ب”قندهار”.

ما لنا والماضي الذي علينا أن نتخذ العبر منه لمواجهة الحاضر .وقد أراده الطرابلسيون مشرقاً وواعداً ونجحوا في مبتغاهم الى حد كبير، مما أثار غيظ الحاقدين الذين حاولوا تشويه”العروس” ووُفق البعض أحيانا _ ولنقلها صراحة_ في رمي البقع السوداء على ثوبها الأبيض الذي سرعان ما يسترد وهجه وبريقه من دون أن يدع المتربصين شراً بنا معاودة الكرّة.

لذلك وحفاظاً على “العروس” وأهلها نتوجه الى القيمين على الساحة، الذين حافظوا على وطنيتها برموش العيون، ألا يدعوا يد الفتنة تطالها، بعد أن برزت في الآونة الأخيرة افتعال الحوادث، كان آخرها ما حصل على أرضها أمس وقيل أنه خلاف على “بسطة” أدى الى عراك بالأيدي أودى بحياة شاب توفي إثر تلقيه طعنات بالسكين أردته أرضاً مضرجاً بدمائه.

ما جرى ويجري في” ساحة النور” لا يطمئن. من هنا تصاعدت أصوات طرابلسيين تنادي بإعادة الساحة الى ما كانت عليه قبل “الثورة”، مع التأكيد بأن حصول ذلك_في حال تحقق_ لا يعني إطفاءاً لهذه “الثورة”، التي لا تعبر عنها خيم منصوبة ولافتات وشعارات.. إذ هي محفورة في القلب والوجدان. لذلك فان المناشدة ب “فتح الساحة” ما هي سوى حرص على سلامة أبناء المدينة بعد أن اجتاح فيروس قاتل العالم، وبينه لبنان، وباتت التجمعات خطرا على الصحّة العاملة على حياة الناس كل الناس. وهذا ما فتئ الأطباء والمتخصصون يحذرون منه. و نظن أن ما من أحد في”الساحة” إياها الا وسمع بتلك التحذيرات. لذلك من الأفضل للقيمين عليها والقابضين على زمامها ان يبادروا الى إجراء ما يلزم من تلقاء أنفسهم، وإن كان على الدولة أن تفعل ما يتوجب عليها بهذا الخصوص.

طرابلس، كغيرها من المدن، تعيش حالة طوارئ انعدم التجول معها كما بدا ظاهرا للعيان. لذا بات السؤال ملحا: ماذا تفعل البسطات عند”العروس”؟!. أوَ لا تؤذيها التجمعات وتصيبها بمكروه لا قدر الله؟!.

وإن أخفق ” الخفافيش” في أذيتها فمن البديهي ألا يلحق الضرر بها على أيدينا.


(الإنتشار)

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟