يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

جبهة المساندة تطيح بحلم "وادي الجليل"!؟

Saturday, September 28, 2024 8:57:20 AM

قبل الحرب، كانت إسرائيل تأمل تحوّل منطقة الجليل إلى مركز تكنولوجي جديد في المنطقة. وكان مقرراً أن تكون كريات شمونة المركز الأمّ لهذا المشروع. لكن بعد انطلاقة «جبهة الإسناد» في 8 تشرين الأول 2023، طار الحلم الإسرائيلي وتعطّلت الحركة الاقتصادية على كامل مساحة الجليل الذي بات مهجوراً من مستوطنيه العاملين في المصانع والمزارع.في السنوات العشر الأخيرة، تركّزت في شمال فلسطين المحتلّة عشرات شركات التكنولوجيا الفائقة. مستوطنة كريات شمونة تحوّلت إلى مركز للشركات المتخصصة بتطوير تكنولوجيا الغذاء والزراعة. فيها 15 شركة تكنولوجيا، منها اثنتان فقط تعملان في مجال البرمجيات، و11 في قطاعات العلوم الحيوية، التكنولوجيا الزراعية/ الأغذية، والتكنولوجيا النظيفة. ونتجت هذه الطفرة من حلقة أوسع ظهرت في العقود الأخيرة في الكيان الصهيوني، حيث أصبح قطاع التكنولوجيا الفائقة الحجر الأساس للاقتصاد الإسرائيلي. يرتكز هذا القطاع على الشركات الناشئة (Start-ups) التي تعتمد اعتماداً كاملاً على جولات التمويل. تتدفق الأموال في شرايين هذه الشركات من خلال عرض حصّة من أسهمها للبيع على مدى جولات. تستخدم الشركات الناشئة الناتج من المبيعات لتطوير التكنولوجيا التي تعمل عليها. هذه الآلية، بحسب عدد كبير من الدراسات والتقارير الإعلامية الإسرائيلية كانت أساساً لاستمرار وتطوير قطاع التكنولوجيا محفّزاً ليكون قطاعاً يتّسم بـ«المرونة». إلا أنه مع اندلاع جبهة المساندة واشتدادها، لم يعد الضرر يقتصر على ما أصاب قطاع التكنولوجيا فحسب، إنما صار الحلم الإسرائيلي بتحويل منطقة الجليل ولا سيما مستوطنة كريات شمونة، إلى مركز تكنولوجي رهناً بما تقرّره هذه الجبهة، إلى حدّ يمكن القول فيه إنّ الحلم نُسف عن بكرة أبيه. فما مضى من الحرب وانعكاساته على قطاع التكنولوجيا هو شيء، وما هو قادم شيء آخر.

والركيزة المالية للشركات الناشئة في «وادي الجليل» (نسبة إلى وادي سيليكون أو سيليكون فالي) لا تقتصر على جولات التمويل، بل تشمل استقطاب الاستثمارات عبر آليات التمويل التقليدية. وبحسب تقرير أصدرته جمعية Startup Nation Central في 12 أيلول الحالي، فقد أجرت تقييماً لآليات التمويل، وتبيّن أن نموّ القطاع سجّل تباطؤاً ملحوظاً، وقد بدأت مؤشرات التراجع تتلمّس طريقها إليه. فبحسب تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست، فإنه بعد 7 أكتوبر 2023، غادرت من منطقة الشمال (شمال فلسطين المحتلّة) أكثر من 90% من شركات تكنولوجيا الأغذية والتكنولوجيا الزراعية البالغ عددها 81 شركة. وأوضحت أنه إذا لم تعد هذه الشركات أو لم يتم استبدالها بشركات التكنولوجيا أو غيرها من الشركات التي تقدم وظائف ذات جودة عالية، فسوف يتراجع الشمال 10 سنوات إلى الوراء لجهة خيارات التوظيف وجاذبية الشباب. كما أظهر استطلاع فرعي أعدّته جمعية Start Nation Center بعد إرساله إلى نحو 60 شركة تكنولوجيا، مقرّها في الشمال، أن %45 من تلك الشركات فقط تعمل بكامل طاقتها، و%41 اضطرّت إلى نقل عملياتها من الشمال، و%20 من الشركات التي انتقلت لن تعود، و%70 ما زالت لا تعرف و43% فقط أفادت بأنها تلقّت دعماً حكومياً. وتقف الثقة بقدرة الحكومة على قيادة التعافي الاقتصادي عند أقل من 10%. وبالنسبة إلى العديد من تلك الشركات، فإن احتمال البقاء غير واضح. ونظراً إلى أن صناعة التكنولوجيا هي محرّك مهم للنموّ الاقتصادي والازدهار، فإن تأثير الحرب عليها سيكون هائلاً على المنطقة الشمالية وقدرتها على التعافي.

أما في المؤشرات الإجمالية عن قطاع التكنولوجيا، فإنه منذ السابع من تشرين الأول 2023 لغاية آب 2024 تباطأ النمو التمويلي في قطاع التكنولوجيا الفائقة لدى الكيان الصهيوني، إذ جمع تمويلاً خاصاً بقيمة 7.8 مليارات دولار من خلال 577 جولة تمويل، مقارنة بـ 8.2 مليارات دولار في الفترة نفسها من السنة السابقة، أي بتراجع نسبته 4%. وتوزّعت هذه المبالغ على قطاعات هي: التكنولوجيا الصحية وعلوم الحياة. وتركّزت جولات التمويل الضخمة على مجال الأمن السيبراني، بقيمة تفوق 100 مليون دولار للجولة الواحدة، وقد استحوذت شركة Wiz على جولة بقيمة مليار دولار تقريباً، إذ إن هذه الشركة تعدّ رأس حربة في الكيان الصهيوني، وذلك ناتج من كون مؤسسها، أساف رابابورت، ضابطاً سابقاً في الوحدة العسكرية الاستخباراتية 8200، ما جعلها تسهم في إعداد القادة لمئات الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا لتسهيل تحويل إسرائيل إلى المركز التكنولوجي الثاني على مستوى العالم بعد «وادي السيليكون» أو «سيليكون فالي».
أما على مستوى عمليات الدمج وشراء الشركات التكنولوجية، التي تعدّ مصدراً لتمويل القطاع أيضاً، فإنه بحسب أرقام تقرير Startup Nation Central، بلغت قيمة أنشطة الدمج والاستحواذ في قطاع التكنولوجيا في كيان العدوّ منذ بداية الحرب 9.6 مليارات دولار عبر 73 صفقة، مقارنة مع 10.6 مليارات دولار عبر 108 صفقات للفترة نفسها من العام السابق. وتصدّر قطاع برمجيات الأعمال نشاط الدمج والاستحواذ بقيمة 3.4 مليارات دولار، بما في ذلك صفقات كبرى مثل استحواذ شركة SAP (مركزها ألمانيا) على شركة WalkMe، واستحواذ Nvidia الأميركية على AI:Run مقابل 700 مليون دولار، واستحواذ صندوق Blackstone الاستثماري الأميركي على Software Priority مقابل 400 مليون دولار. وقد حلّ قطاع الأمن السيبراني في المرتبة الثانية بقيمة 3.3 مليارات دولار، فيما شهد قطاع التكنولوجيا الصحية نشاطاً ملحوظاً بثلاث صفقات ضخمة بلغ مجموعها أكثر من 1.2 مليار دولار.

ماهر سلامة - الاخبار

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

الأبيض ينوه باستثمار ابراهيم سلوم في القطاع الصحي

هذه آخر المعطيات بشأن "سبليني" الذي دهس الشرطي في بيروت

مراهقٌ لبناني يسلب 1700$!

أسلحةٌ حربية ومخدرات... الجيش يوقف مواطنًا في الفنار

وزير الدفاع السعودي التقى قائد الجيش.. وهذا ما تم بحثه

افرام بعد لقائه البخاري: الاستحقاق الرئاسيّ يحمل فجراً جديداً للبنان

للناجحين في الاختبار الرياضي... بيانٌ هام من "الأمن العام"

وزير الطاقة بحث مع السفير التركي في تعزيز التعاون بين البلدين