يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

وداعٌ كربلائيّ ووعد… هل تتجدّد الحرب؟

Monday, February 24, 2025 7:28:11 AM

وداعاً سيّد حسن. انتهى التشييع. قلبنا الروزنامة. مرّ 23 شباط. وها نحن في 24 منه. هو يوم جديد في لبنان. فهل دخلنا في لبنان جديد؟ وضع كثيرون البارحة أيديهم على قلوبهم خشية من ألّا تمرّ المناسبة بسلام. فاستسهال «الصهينة» و «الأبلسة» من جمهور السيّد على كلّ الآخرين رفع منسوب التوقّعات من مجموعات قد تجرؤ على اقتحام عين الرمانة أو طريق الجديدة أو الأشرفية وتصبغ المناسبة بالدم. مرّ القطوع.

البارحة، في موازاة مشهدية مدينة كميل شمعون الرياضيّة، تزامنت المناسبات. مثل البارحة استشهدت مايا بشير الجميّل. والبارحة كان أحد الموتى عند المؤمنين المسيحيين الذين أمّوا الكنائس. والبارحة أيضاً سمعنا عن وفاة شاعرة القصيدة مها بيرقدار الخال. كان أحداً مليئاً بالمناسبات الحزينة. السيّد حسن، ومعه السيّد هاشم صفي الدين، شُيّعا.

الملعب امتلأ بالمناصرين الذين تحدّوا البرد ونزلوا. مئة ألف. مئتان. ثلاثمئة ألف. أكثر بقليل أو أقلّ بقليل؟ الأرقام قد لا تهمّ أمام الحزن الكبير لكننا في لبنان، حيث لغة الأرقام ضرورة، لتحديد الحجم والحضور والمصير. فالمليونية العددية ذُكرت على ألسنة المنظّمين قبل أن يبزغ الفجر حتى استباقاً لأي رقم آخر. لا يهمّ. فما حدث قد حدث.

منذ الصباح، انتشر الجيش اللبناني بين منطقتين ومنطقين. في الأشرفية، من نبض الأشرفية، رفعت راية: كلّ الثقة والدعم للعهد الجديد. وفي مدينة كميل شمعون الرياضية رفع الهتاف: «الموت لأمريكا».

«النصر للإسلام». و «إنّ القتل لنا عادة»… وكما العادة، أعطى المحتشدون- أو أعطوا- كل الحقّ بتجاوز العهد- عهد الدولة اللبنانية، وتقديم الولاء، كل الولاء، إلى آخرين. فلماذا كلّ هذا الإصرار على الاستهتار بالدولة والاستقواء على إرادة كل اللبنانيين الآخرين الذين تعاطفوا البارحة معهم؟ ولماذا الإصرار على الاستسلام إلى من باعوهم تحت عين الشمس؟

قبل الظهر، وصل الوفد الإيراني الذي قال وزير خارجية طهران عباس عرقجي بالفارسية: «إيران ستواصل تحدّي إسرائيل». نبتسم؟ كيف وصل هو يا ترى إلى مطار بيروت؟ هل رفع عن الطائرة اسم إيران؟ هل حصل على إذن من إسرائيل؟ أهكذا يواصل التحدّي؟ الكلام سهل. البارحة صدح كثير كثير من الكلام. واليوم، يوم آخر.

«كلمة الشيخ نعيم قاسم مفصلية». كلامٌ آخر انتشر. تكلم قاسم ليقول: «المقاومة باقية. لن نتخلى عن خيار المقاومة». وزاد: «يا دعاة السيادة استيقظوا». طالباً من الحشود أن يكرّروا بعده عبارة سيقولها ثلاث مرات: «إنا على العهد يا نصراللّه». قالها مرتين وانتقل ليعيد: استيقظوا أيها النائمون. المقاومة قوية ومستمرّة و «فشر» ما رح ياخدوا بالسياسة يلي ما أخدوه بالحرب».

التحدّي سهل، لكن أين كان الشيخ نعيم ساعة التشييع ما دام قوياً جداً؟ وكيف يقبل أن يجمع مئات آلاف الشيعة- مع عناصر من الرضوان- مع الأخ الأكبر، مع وفد إيراني رفيع، في مكانٍ تحلّق في سمائه إسرائيل وهو محميٌّ في مكان ما؟ هذا ما حصل…

هو مأتمٌ مهيب. السيّد حسن مات. الشيعة في لبنان عاشوا في اليومين الماضيين كربلاء حقيقية. البارحة، لا بُدّ أن تكون كل الطوائف في لبنان قد تذكّرت يوماً- أو حتى أكثر- في تاريخها الحديث: المسيحيون والسنّة والدروز.

الكلّ خسروا قادة كباراً. مع فارق أن المتهم إما «الحزب» الذي دفن البارحة زعيمه أو من دافع عن نظامه هذا «الحزب». لكن، نحن أصبحنا في يومٍ آخر؟ بيئة «حزب اللّه» كرّرت هذا مراراً في آخر 48 ساعة أن بعد التشييع لن يكون كما قبله. هي تعليمة نشرت بين مناصريهم وردّدوها كما الببغاء من دون أن يعرفوا: ماذا بعد؟ أو يفكروا على الأقل أيّ مستقبل يتمنّونه؟

هو تشييع مهيب. لكن، بحثنا ملياً فيه عن 79 دولة مشاركة فلم نجد إلّا دول المحور: إيران والعراق واليمن وبقايا النظام السوري الذي طار وبعض الباكستانيين. وماذا بعد؟ ليس أقسى من أن تدفن جماعة من اختارته قائداً. اسألوا السنّة يخبروكم. واسألوا المسيحيين يجيبوكم. واسألوا الدروز يجيبوكم.

البارحة، ودّعت «الجماعة الشيعية» وحيدة السيّد حسن. اليوم، يوم آخر لعلّه يكون- عكس كلّ التوقّعات والهتافات- بداية الانخراط في عرين الدولة.

نداء الوطن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

أزمة مالية تكبّل الحزب.. تجميد تعويضات عناصره!

كركي: تعليق المهل القانونيّة والقضائيّة والعقديّة في الضّمان حتّى هذا التاريخ

تصعيد إسرائيلي ورسائل سياسية في وداع نصر الله وصفي الدين

الخناق يشتد على حزب الله.. أبواب المال أقفلت برا وجوا

المفتي دريان دعا الى التماس هلال شهر رمضان غروب الجمعة

بالفيديو والصور - تسونامي ثلجي يجتاح لبنان والآتي هو الأقسى..

نقيب محرري الصحافة اللبنانية يعود من الرياض بعد مشاركته في "المنتدى السعودي للإعلام 2025"

النتائج ظهرت.. هل من فوسفور في زيتون الجنوب؟