يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

شبكة “QMA” للفتيات: الليلة بـ1500 دولار

Thursday, February 20, 2025 6:42:27 AM

اختارها من بين العشرات، بعدما شاهد لها صوراً ومقاطع فيديو إباحية على تلغرام، اختار الخدمات الجنسية المشمولة بالعرض “À la carte” من تدليك وغيره. رجل ناطق بالإنكليزية، تسلّم منه 200 دولار مقابل “ساعة” مع الفتاة الشقراء، عند غرفة باب الفندق. لم يكن الفندق من الفنادق “المصَيتة”، بل فندق “4 نجوم”، وفي قلب العاصمة بيروت، كما روى لنا الشاب قصته، لليلة مع “فتاة روسية”.

تؤكد لنا مصادر قوى الأمن الداخلي أنه في لبنان، بعد 5 أعوام من الانهيار الاقتصاديّ “تغيّرت الدعارة في لبنان بين الماضي والحاضر”، ليس على مستوى اصطياد الزبائن وحسب (من الشارع والبارات إلى السوشال ميديا)، بل أيضا لناحية جنسيات الفتيات اللواتي يتصدّرن السوق في لبنان: إذ تراجع سوق الأوكرانيات والرومانيات (دعارة السوبر نايت كلوب)، لصالح سوق العاملات المنزليات (أثيوبيات وسوريات). وماذا بعد؟ وصلنا إلى قناة Queens Models Agency على تلغرام، أو ما سنسميها شبكة QMA، التي تعرض عشرات الفتيات، المُعرّف عنهنّ على أنهن روسيات، وتصل الليلة الواحدة مع بعضهن إلى 1500 دولار.

تؤكد المصادر الأمنية في قوى الأمن الداخلي معلوماتنا حول إقفال 3 فنادق في الحمرا عام 2024، جراء الدعارة، أما بعض الفنادق “فوق الشبهة”، فقد نجت من الإقفال. تحدثنا مع رقم واتساب للملقبة بـ “Nastya”، المذيّل اسم قناة إنستغرام لشبكة QMA باسمها.

فماذا عن تفاصيل حجز ليلة مع فتاة روسية عبر Nastya؟ وما هي شروط الحجز؟ وماذا عن سجل النزلاء في الفندق؟ وهل يمكن الجزم بتورط إدارات الفنادق بجرم الدعارة الذي يحصل في غرفها المظلمة والذي قد يمتد للإتجار بالبشر في حالة شبكة QMA؟

التسويق للمرأة كالتسويق لـ”السلعة”!

في سياق بحثنا عن “أساليب” سوق الدعارة عبر السوشال ميديا، وصلنا إلى قناة على تطبيق تلغرام، اسمها Queens Models Agency (in Beirut by Nastya)، والتي تعرض فتيات روسيات كما تزعم (غالبيتهنّ شقراوات، بملامح آسيوية)، بهدف قضاء من نصف ساعة إلى ليلة كاملة مع رجل مقابل المال، أي بهدف ممارسة الدعارة.

وبما أن إدارة هكذا أنشطة، من قبل قناة لهذا الغرض، أشبه بـ”شبكة” للإتجار بهؤلاء النساء وتنظيم وتسهيل الدعارة، المجرمة قانوناً، دخلنا قناة تلغرام تلك، من دون الإشتراك بها (عدد مشتركيها يتخطى الـ800)، قبل التواصل بشكل مباشر مع رقم الواتساب الموضوع لغرض الإيحاء بمحاولة حجز لقاء مع فتاة مقابل المال.

من Margo إلى Rosa وAlexa وDianka وMunar… تخصص القناة في كل منشور، “تسويقاً” لفتاة من هذه الفتيات، فتعرض لها صوراً وفيديوات إباحية (شبه عاريات مع إيحاءات جنسية)، مع هاشتاغات Russian Models Beirut و massage in Beirut، وEscort Beirut.

كـ”السلعة” أو “الخدمة” التي يسوق لها على السوشال ميديا، تسوق شبكة QMA للنساء عبر قناة تلغرام. ومن 14 كانون الثاني إلى 14 شباط، أي في خلال شهر واحد، أعلنت القناة عن 10 فتيات “جديدات”، عبر جملة تكررها في كل منشور: new beautiful girl in Beirut,msg me now my dears.

القناة التي أطلقت بتاريخ 15 تشرين الثاني الماضي (عمرها 3 أشهر)، لا نعرف ما إذا كانت تقصد بـ”new girl in Beirut”، دخول تلك الفتيات لبنان مؤخراً، أو أنه مجرد تسويق لهنّ، على غرار new arrivals، ما يجعل التسويق لهن أشبه بالتسويق للمنتجات. والأغرب من ذلك، أن غالبية الفتيات من هذه الجنسيات، تدخل لبنان بصفة “أرتيست” للعمل وفق عقد في سوبر نايت كلوب، حيث الدعارة “مقوننة”. فكيف تحررت هؤلاء النساء من عقود عملهنّ؟ إن كان هناك عقد أساساً؟

“أنا ناستيا وهذه قناتي”. هكذا تعرّف القناة عن نفسها. وفي بحث صغير على غوغل حول اسم Nastya، يتضح لنا أن الاسم “ناستيا” هو من أصول يونانية وروسية، ومختصر لاسم “أناستازيا”.

اتصلنا بـ”ناستيا” عبر رقم واتساب خاص لحجز موعد مدفوع مع فتاة. وأدناه تفاصيل أسلوب حجز موعد للدعارة عبر قناة QMA by Nastya!

الشبكة تحتاط من “الأمن”.

لا لزبائن الـ Black list

نرسل إلى رقم واتساب المخصص للتواصل، صورة إحدى الفتيات الشقراوات ذات الملامح الآسيوية المنشورة على قناة QMA، ونسأله “كم تكلفة قضاء ليلة مع هذه الفتاة؟”، ليوضح بأن حسبة الليلة هي 8 ساعات، وتتراوح بين 1300 إلى 1500 دولار.

نسأله عن كيفية الدفع، فيرسل لنا التعليمات باللغة الإنكليزية. وترجمتها:

1- تخبرنا أي فتاة تريد وفي أي وقت (وقت القدوم المحدد للأوتيل).

2- نحدد الوقت، ثم نحجز موعداً.

3- تأتي في الوقت المناسب.

4- تراسلني.

5- ترسل صورة سيلفي مع مستندات (لأسباب أمنية، كونها أول مرة نتعامل سوياً).

6- أعطيك رقم الغرفة.

7- تأتي إلى الغرفة، الدفع يداً بيد.

هذا ويرسل لنا صورتان: الأولى تتضمن معلوماتنا الشخصية المطلوبة، وأبرزها بطاقة تعريفية كالهوية أو دفتر السواقة، مرفقة بصورة سلفي، مرفقة بعبارة “لنثبت أنك لست شخصاً من اللائحة السوداء”، مكتوبة بالإنكليزية. وهذه الإجراءات المحكمة، هدفها تفادي وقوع الشبكة في شباك قوى الأمن. إذ يبدو أن مكتب الآداب هو المقصود بـ”اللائحة السوداء” أو الـBlack list.

أما الصورة الثانية، فتشمل الخدمات التي تترافق مع الدعارة.

خدمات إكسترا: 50 دولاراً زيادة

ووفق صورة الخدمات المرسلة لنا، فإن 30 دقيقة مع فتاة عبر قناة QMA تبدأ بـ 100 دولار، والساعة بمئتي دولار. وهناك خدمة تجتمع فيها فتاتان ورجل، بدءاً من نصف ساعة، كلفتها 250 دولاراً.

الجنس المدفوع، أو الدعارة، تأتي معها “خدمات مجانية”. ويمكن “ترقيتها” بخدمات “مسبقة الدفع”. ومن الخدمات المجانية، نذكر: “التقبيل في الشفاه أو ما يعرف بالقبلة الفرنسية French kiss”، وخدمة التدليك erotic massage، والجنس نفسه بطبيعة الحال.

أما بعض الخدمات مسبقة الدفع، التي يمكن إضافتها، مع دفع 50 دولاراً عن كل خدمة، فمن بينها: الجنس الفموي غير المحميّ، حمّام ذهبي Golden shower و”سيطرة خفيفة” أو light domination.

وتختلف الأسعار بحسب الموقع الجغرافي، علماً أن اللقاء لا يحصل إلا في “فنادق فقط”.

Delivery الدعارة

ترسل لنا “ناستيا”، عنوانين لفندقين “4 نجوم” في بيروت. وبتقنية الـreply على الرسالة في الواتساب، تكتب “هذا الفندق”، على أحد الفندقين، في إشارة إلى أن الفتاة التي “اخترناها” متاحة في ذلك الفندق.

كنا نحاور الرقم عند قرابة الساعة إلى الـ12 مساء، عبر تقنية الشات على واتساب باللغة الإنكليزية. بدا في ذروة انشغاله، وعندما حاورناه باللغة العربية بحروف لاتينية، أو لغة الإنترنت، ردّ علينا، “ماذا؟” أو what ولكن باللغة الروسية.

قاطعنا “شروط” حجز ليلة مع فتاة عبر قناة QMA، مع الشروط التي “اجتازها” أحد الشبان، الذين قضوا ليلة بالفعل مع إحدى الروسيات عبر هذه الشبكة، ليتبين أنها هي نفسها: طلبت منه صورة سيلفي وصورة بطاقة تعريفية، أما الدفع، فكان بالفعل كما هو مذكور: عند باب غرفة الفندق.

أما الجزء الأكثر تشويقاً، فكان تطابق الفندق الذي ذهب إليه الشاب، مع أحد الفنادق الذي أرسلت لنا ناستيا أسماءها وعناوينها. وكذلك جنسية الرجل أو “ديليفري الدعارة” الذي استلم بدل ساعة الدعارة. فقط كان ناطقاً بالإنكليزية، وكأنه هو نفسه الذي حدّثنا عبر واتساب، ولا يجيد التكلم بالعربية.

والسؤال: هل تكون “ناستيا” و”ديليفري الدعارة” ومن حدثنا عبر واتساب، شخصاً واحداً؟ أم أن “ناستيا” هو أو هي “صاحب/ة الشبكة برمتها”؟

“سجل النزلاء”… هل إدارات الفنادق متورطة؟

سيناريوات عدة: أحلاها مرّ

قد لا تستغربون حصول دعارة في فندق، بين طرفين يحجزان غرفة “أونلاين”. لكن “استلام” ثمن الدعارة عبر رجل وسيط، عند غرفة فندق، محاط بالكاميرات، ومصنف 4 نجوم في بيروت، هو أمر بالغ الخطورة!

تتقاطع مصادر عملت سابقاً في مكتب الآداب، وأخرى خبيرة بعمل الفنادق، في الجزم بأن “إدارة تلك الفنادق على علم بما يحصل، أو على أقل تقدير، فهناك موظفون متورطون دون علم إداراتهم”.

فمجرد “الدفع عند باب الغرفة” عبر ديليفري الدعارة، يسقط فرضية علم موظفي تلك الفنادق، بطبيعة ما يجري داخل الغرف.

أكثر من ذلك، في نظام الفنادق اللبنانيّ، هناك سجل يسمى بـ”سجلّ النزلاء”، يخضع لرقابة الأمن العام اللبناني وهو على اتصال به، وهو بمثابة عقد إيجار أمام الجهات الرسمية لـ24 ساعة، بين الفندق كمؤجر، وشاغل الغرفة كمستأجر أمام الدولة، وجميع النزلاء يجب إدخال أسمائهم في هذا السجل.

في حالة الرجل الذي يدخل إلى الغرفة دون حجز باسمه، ليمارس الدعارة، فهو يكون “ضيفاً” لدى الفندق وليس نزيلاً، ويكتفى بأخذ هويته، ويحتفظ باسمه لأيام في الفندق. لكن هذا لا ينطبق على الفتاة الروسية.

مصدر عمل سابقاً في مكتب الآداب، يرجح من جهته أنه “ربما لا يتم إدخال أي من تلك البيانات لا في سجل النزلاء ولا في أي سجل آخر في الفندق، أي كأن الغرفة لم تحجز أصلا”.

أما المصدر الخبير بعمل الفنادق، فيرجح أن تكون “الدعارة تحصل ضمن سويت وليس غرفة واحدة، حيث يمكن استضافة ضيوف في صالون السويت، لكن هذا لا يغير شيئاً من حقيقة علم إدارة الفندق بما يجري في غرفها”.

وتستغرب المصادر التي خبرت العمل في مكتب الآداب، وجود فتيات روسيات تحت إمرة شبكة مشغلة للدعارة، فهؤلاء غالبا يأتين إلى لبنان “كفنانات” عبر عقود عمل في سوبر نايت حيث الدعارة “مقوننة”، وممنوع بالقانون خروجهنّ بعد الثامنة مساء، ما يزيد من الشكوك حول سيناريو أن تكون تلك الشبكة “محمية”!

إقفال 3 فنادق في الحمرا

روح على فندق “X”، هون ما منستقبل هيك شي”. هي إجابة موظفي فنادق تعمل وفق القانون في شارع الحمرا، عندما يحاول زبائنهم مخالفته وممارسة الدعارة فيها.

وتؤكد المصادر الأمنية الرسمية، معلوماتنا حول إقفال ثلاثة فنادق: عام 2024، بسبب الدعارة. علماً أن غالبية زبائنها، كانت تحجز الدعارة “أونلاين”، فيما رئيس شبكة الدعارة، الذي يسمى بـ”الديليفري”، كان يحضر الفتاة إلى الفندق.

في الآخر، نضع تفاصيل هذا التحقيق، بمثابة إخبار للقوى الأمنية، سيما وأن هذه الشبكة قد تخفي إتجاراً بالبشر، تفاصيله غير مكشوفة.

نداء الوطن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

البيطار يستجوب رئيس أمن مرفأ بيروت ومدير شؤون الموظفين ويتركهما رهن التحقيق

قارورة سيتمّ وضعها مع جثمان نصرالله... ماذا تحتوي؟

لبنان بيْن التغيير الخارجي والإدمان الداخلي

بشأن ساعات الدوام خلال شهر رمضان... مذكرة من سلام

رجل الاعمال عيسى علوه يقود ISSA Group نحو آفاق جديدة مع افتتاح أول فرع في بيروت

أبي خليل: سنشارك في مراسم التشييع الأحد عبر وفد نيابي

فضل الله: "حزب الله" أعاد بناء هيكليته القيادية وبيئته باتت أكثر ارتباطا به

مدعيًا انتماءه لحزب الله...هكذا خدع الجنوبيين!