تشكل الصور التذكارية، الإطلالة الرسمية الأولى لأي حكومة، بمشاركة رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، أعضاء الحكومة، والسلطة التشريعية ممثلة برئيس مجلس النواب.

الصورة هذه ليست مجرد مشهد رمزي، بل فرصة لتوثيق اللحظات السياسية، تحولت مع مرور السنوات إلى حدث سياسي يعكس التحولات في المشهد اللبناني، وما طرأ عليه من توازنات سياسية وفق ما تقتضيه المرحلة.

شلالا: العادة فرنسيّة

يستعرض مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا تاريخ الصورة التذكارية للحكومة ويقول لـ “نداء الوطن”: “منذ فترة ما بعد الاستقلال، حافظ لبنان على بروتوكول الصورة التذكارية وهي عادة فرنسيّة. انتقلت الصورة من قصر صربا، إلى القنطاري، فسن الفيل ومن ثم إلى قصر بعبدا”.

يشير شلالا إلى أن “ظروف الطقس كانت تؤثر على مكان التقاط الصورة، وفي الماضي كانت تستخدم الألوان الفاتحة، أما اليوم، فبات اللباس داكناً حصراً والأمر ذاته بالنسبة إلى الوزيرات”.

يشرح شلالا تسلسل الصورة ويقول: “في المقدمة يقف الرؤساء الثلاثة ونائب رئيس الحكومة والوزراء الذين تسلموا حقائب وزارية سابقاً، وفي الصف الثاني النواب الذين تسلموا حقائب وزارية، والصفوف الأخيرة للوزراء الجدد بحسب ترتيب السن القانونيّ… وكل صف يتسع لـثمانية أشخاص من دون أن يحجب أي وزير من الصورة التي توزع إلى الإعلام والوزراء في وقت لاحق”.

تختلف البروتوكولات المتبعة في تصوير الحكومات اللبنانية من حكومة إلى أخرى، وعادةً ما تكون الصور الرسمية في مقر الرئاسة الأولى في بعبدا، وتُلتقط بحضور وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

يروي أحد أقدم المصورين المعتمدين في القصر الجمهوري، عبر “نداء الوطن” أنه “قبل الصورة يجلس الوزراء في مكتب رئيس الجمهورية وتكون جلسة تعارف سريعة بين بعض الوزراء، من ثم يطلب مسؤولو البروتوكول من الوزراء الخروج إلى الحديقة لالتقاط الصورة، وذلك بحضور الإعلام المعتمد”.

أضاف: “مرة واحدة منذ عشرات السنوات تم التقاط الصورة التذكارية داخل مكتب الرئيس لحكومة صغيرة، واستمرت العادة بالتقاطها في الخارج، على الدرج لتتسع لكل الوزراء”.

وفي السياق، كشفت مصادر القصر الجمهوري أن “الترتيبات البروتوكولية أنجزت في القصر، ولكن الظروف المناخية قد تؤجل التقاط الصورة لبعض الوقت لأسباب لوجستيّة حصراً، أو يغيّر مكانها إلى داخل القصر”.

المقارنة

تظهر الصور التذكارية حجم المتغيرات التي طرأت على البلاد، بدءاً من الانقسامات السياسية التي كانت تمنع تشكيل الحكومات، وصولاً إلى الحكومات التي كانت تأتي في سياق أحداث غير مستقرة.

إذا قارنّا بين صور الحكومات المتعاقبة على مدى السنوات العشر الأخيرة، يبدو الفارق واضحاً في ميزان القوى، حيث كان لافتاً توجيه الأنظار نحو تنوع الوزراء من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية، بالإضافة إلى التوزيع الجغرافي للوزارات، وكان التمثيل النسائيّ في أغلب الحكومات رمزياً.

تبقى الصورة التذكارية للحكومات ذات قيمة رمزية كبيرة، هي تعبير عن مرحلة زمنية تحمل معها تحولات سياسية، ولطالما كانت شاهدة على اللحظات الحاسمة في تاريخ هذا البلد المعقد.
نداء الوطن