يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

الملايين مقابل المليارات.. أسرار مخفية وراء تطبيق "ديب سيك" الصيني!

Sunday, February 2, 2025 9:25:41 PM

أحدثت شركة "ديب سيك DeepSeek" الصينية، وهي روبوت محادثة للذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، اضطرابًا في صناعة الذكاء الاصطناعي.

تأسست الشركة التي تتخذ من الصين مقراً لها في عام 2023، ولكن حتى 24 يناير، لم يكن أحد قد سمع عنها تقريبًا، ثم بين عشية وضحاها تقريبًا، أصبح "ديب سيك" الموضوع الأكثر سخونة للمناقشة في عالم الذكاء الاصطناعي.

ما جعل "ديب سيك DeepSeek" موضوعًا للحديث عنه هو الادعاء بأن نموذج الذكاء الاصطناعي تم بناؤه مقابل 5.58 مليون دولار فقط باستخدام 2000 وحدة معالجة رسومية من طراز Nvidia H800 وأنه يعمل بنفس جودة GPT-o1 من "OpenAI"، وهو نموذج تكلف مليارات الدولارات لتصنيعه، بحسب تقرير نشره موقع "coingeek" واطلعت عليه "العربية Business".

إذا كان فريق "ديب سيك DeepSeek" يقول الحقيقة، فإن هذا يثير سؤالًا كبيرًا للمستثمرين والشركات التكنولوجية الأميركية، لماذا تنفق الشركات الأميركية مليارات الدولارات بينما من المفترض أن "ديب سيك DeepSeek" نجحت في ذلك مقابل عدة ملايين من الدولارات؟.

لعب المطورون أيضًا دورًا حاسمًا في جعل "ديب سيك DeepSeek" شائعًا، خاصة لأنه من الأرخص البناء على نموذج "DeepSeek" من البناء على نماذج "OpenAI".

يشعر البعض بالقلق بشأن خصوصية البيانات، حيث ظهرت تقارير تفيد بأن "ديب سيك" يلتقط بيانات المستخدم من الأميركيين ويخزنها على خوادم صينية.

علاوة على ذلك، لا أحد يعرف كيف يتم استخدام البيانات التي يلتقطها نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الصيني أو لمن يتم بيعها.

بالإضافة إلى ذلك، يتساءل المتشككون عما إذا كانت الشركة قد بنت هذا النموذج حقًا مقابل 5.58 مليون دولار فقط أو إذا كانت تخفي التكاليف الفعلية.

إذا أنفقت الشركة المزيد لبناء النموذج، فهذا يثير تساؤلات حول كيفية التحايل على قيود الرقائق الأميركية.

نقطة أخرى مثيرة للجدل هي تحقيق جديد تقوده شركة مايكروسوفت حول ما إذا كانت "ديب سيك DeepSeek" قد سرقت أبحاث وبيانات "OpenAI" لتطوير نموذجها.

كل من هذه العناصر لها آثار عميقة على "ديب سيك DeepSeek"، إذا تحايلت الشركة بطريقة ما على قيود تصدير الرقائق الأميركية، فمن المحتمل أن تكون هناك عواقب قانونية أو نوع آخر من العقوبة لقيامها بذلك.

أما في حال إذا كانت "ديب سيك DeepSeek" قامت بنسخ عمل "OpenAI"، فسوف تبدو أقل ابتكارًا مما كان أشُيع عنها في البداية، ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى فقدانها لبعض مصداقيتها، حيث سيتم وضعها في إطار أنها مقلدة بدلاً من كونها شركة جديدة مبتكرة في صناعة الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من المخاوف التي أعرب عنها قطاع التكنولوجيا والمستثمرون بشأن شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة في أميركا التي يتم تقييمها بشكل مبالغ فيه والإنفاق الزائد، لا يبدو أن هذا الاتجاه سيتوقف في أي وقت قريب.

وأعلنت شركات التكنولوجيا العملاقة بالفعل أنها ستضاعف إنفاقها بدلاً من التراجع وسط هذه الأخبار.

أنفقت "مايكروسوفت" و"ميتا" ما مجموعه 37.4 مليار دولار، بشكل أساسي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، في الربع الرابع من عام 2024 وحده.

ذهبت الأموال في المقام الأول إلى الرقائق ومراكز البيانات وكل ما هو مطلوب للحفاظ على استمرار عمليات الذكاء الاصطناعي وتوسعها.

بالنسبة لعام 2025، التزمت "مايكروسوفت" بإنفاق 80 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتخطط "ميتا" لإنفاق ما يصل إلى 65 مليار دولار.

يقول مارك زوكربيرج إن كل هذا الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هو لعبة طويلة الأجل ستكون ميزة استراتيجية على المدى الطويل.

يأتي هذا الإنفاق الضخم في وقت تزعم فيه شركة ديب سيك DeepSeek أنها بنت نموذجًا على مستوى GPT-o1 مقابل 5.58 مليون دولار فقط، مما دفع العديد من الأشخاص إلى التساؤل عن سبب احتياج شركات مثل "OpenAI" و"مايكروسوفت" إلى مليارات الدولارات.

والسبب هو أن عمليات الذكاء الاصطناعي تتطلب قدرًا كبيرًا من الحوسبة والبيانات والطاقة للتدريب والنشر - وهو مبلغ يمكن أن يصل بسهولة إلى المليارات لعملية واسعة النطاق.

قد يكون الأمر في الواقع أن الشركات الأميركية ليست وحدها التي تحتاج إلى جمع وإنفاق المليارات، بل إن جميع شركات الذكاء الاصطناعي التي تتنافس بجدية في هذا المجال تحتاج إلى إنفاق هذا القدر من رأس المال.

يعتقد المتشككون أن ادعاءات "ديب سيك DeepSeek" بشأن التكلفة بعيدة عن الرقم الفعلي وأنهم إما يخفون تكاليف البنية التحتية الحقيقية أو يستفيدون من الدعم الحكومي غير المعلن.

ليس الأمر مجرد زيادة إنفاق "مايكروسوفت" و"ميتا" على الذكاء الاصطناعي، بل إن "OpenAI" تتطلع إلى جمع 40 مليار دولار في جولة تمويل جديدة تقدر قيمة الشركة بـ 340 مليار دولار.

وهذا يدل على أنهم غير قلقين بشأن قدرة منافس منخفض التكلفة على تغيير عمليات الصناعة حقًا.

على الرغم من أن كل الضجة التي أحدثتها "ديب سيك DeepSeek"، أطلقت "OpenAI" هذا الأسبوع ChatGPT Gov.

تم تصميم هذا الإصدار الجديد من "تشات جي بي تي" خصيصًا للوكالات الحكومية، مما يسمح لها بتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على البنية التحتية السحابية الخاصة بها باستخدام Azure Commercial أو Azure Government Cloud.

تتردد الحكومات والشركات الكبرى في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بسبب مخاوف الخصوصية.

لا أحد يريد استخدام بياناته الحساسة لتدريب روبوت الدردشة، وهناك دائمًا خطر أن المعلومات الخاصة المدخلة في أداة الذكاء الاصطناعي قد تنتهي في استجابة مستقبلية، ولهذا السبب حظرت العديد من الشركات والوكالات الحكومية صراحةً على موظفيها استخدام "تشات جي بي تي" للمهام المتعلقة بالعمل.

من خلال ChatGPT Gov، تحاول "OpenAI" حل هذه المشكلة.

يمنح "ChatGPT Gov" الوكالات الحكومية طريقة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على سحابتها الآمنة الخاصة، وبالتالي يمكن للحكومات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بثقة في أنها تستطيع إدارة متطلبات الأمن والخصوصية والامتثال الخاصة بها لتجنب المخاطر والمزالق المحتملة التي كانت تمنعها سابقًا من استخدام هذه الأنظمة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

الملايين مقابل المليارات.. أسرار مخفية وراء تطبيق "ديب سيك" الصيني!

غي مانوكيان يضيء حفل افتتاح “Olive Beirut” في الحبتور بأمسية موسيقية استثنائية

تسرب الحليب لقصبتها الهوائية أثناء الرضاعة.. وفاة مأساوية لطفلة

10 آلاف ضربة برق وحرائق لا يمكن السيطرة عليها في أستراليا

اعتداءات جنسية وصفقات سرية.. أندرو في مرمى تحقيقات الـ«إف بي آي»

مكسيم خليل يهاجم الادارة الجديدة في سوريا برئاسة الشرع.. ما السبب؟!

نانسي عجرم تدحض شائعات طلاقها: حبنا غير قابل للكسر

نانسي عجرم تدحض شائعات طلاقها: حبنا غير قابل للكسر