يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

جعجع: إسترحنا من “ضبع” لبنان و”أسد” سوريا

Monday, December 30, 2024 1:33:53 PM

اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “المنظومة لعينة جداً، ولا تزال متماسكة، وإذا ما أردنا توصيفها اليوم، فهي كمثل أناس في الصحراء على شفير الموت يتمسكون بالحياة بكل قوتهم، هذه هي طبيعة المنظومة”.

وقال جعجع خلال العشاء السنوي لمهندسي الاغتراب في حزب “القوّات اللبنانيّة”: “البعض اعتقد أنه مع اتفاق وقف اطلاق النار وسقوط نظام الأسد، انتهى كل شيء. ولكن الحقيقة هي أن ذلك كان نهاية السلبيات لا اكثر، ولكنه في الوقت عينه البداية للإيجابيات. فالآن يمكننا القول أن الأرض الوعرة تم تسويتها بالشكل المطلوب للبناء عليها، ولكن البناء يتطلب جهداً كبيراً وسعياً، باعتبار أن المنظومة لا تزال موجودة كخفافيش الليل، تعمل في الظلام، وتحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة، لكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة”.

وأضاف: “اليوم وعلى الرغم من الخلافات في وجهات النظر التي بدأت تظهر بين أعضاء المنظومة الأساسيين، تقوم هذه المنظومة بإعادة رص صفوفها”.

وأشار إلى أن “المناسبة الأولى التي تحاول المنظومة تأكيد استمرارها فيها هي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، لذلك تعمل وراء الكواليس وفي الغرف المغلقة لمحاولة تهريب رئيس بالحد الأدنى من الخسائر باعتبار أنه لم يعد باستطاعتها إيصال رئيس من الطراز الذي كانت يريدون”.

وتابع: “الفرق هذه المرة أن الرياح العربية والدولية لم تعد مؤاتية للمنظومة، وكلما حاولت أن تمد يدها إلى مسألة معيّنة يقوم بضربها على يدها، لذلك هناك الآن من يردعهم ويوقفهم”، معتبراً أن مجلس النواب الحالي، بتركيبته كما هي، لا يسمح للقوى الحرّة بالتحرّك بشكل فعّال، لكن على الرغم من ذلك”.

وأضاف: نحن نعمل بما هو متاح، وبالتعاون مع المعارضة، ونقوم بإحباط مشاريع المنظومة كلها بشكل مستمر. لذا لن نسمح للمنظومة بأن تتسلل مرة أخرى وتستعيد مواقعها، كي نكون مستعدين لما يجب علينا القيام به في المرحلة المقبلة”.

ودعا “القواتيين لأن يستريحوا قليلاً، والعودة بعدها لمتابعة المسيرة”، قائلاً: “انتهينا الآن من السلبيات، وعلينا أن نبدأ بالعمل على الإيجابيات المتمثلة في لبنان تبعاً لنظرتنا للأمور، بدولة حقيقية وجدية. لم يعد بإمكاننا أن نستمر في العيش في ظل اللادولة، فنحن عشنا في ظلها فترة طويلة جدًا، وهذا لا يمكن أن يستمر”.

وأشار إلى أنه “عندما تشكلت السلطة الجديدة في سوريا، باعتبار أن “القوّات قوّات” وهذه أمور لا يمكن أن ننساها، قمنا بشكل فوري بإرسال إسمي الفارين في سوريا إلى المراجع المعنية هناك، بالإضافة إلى المراجع الدوليّة التي لها سلطة وتأثير في الوقت الراهن في سوريا وخصوصًا الدولة التركية، بغية البحث عنهما وتسليمهما إلى الجهات القضائيّة اللبنانيّة”، مشدداً على أنه “يجب عدم التناسي أن الوضع في سوريا ما زال غير مستقر، ولم تستأنف بعد الإدارات الرسميّة عملها بالشكل المطلوب”.

وتناول جعجع في كلمته مسألة العيد، وقال: “عيدنا هذه السنة ليس كالأعياد السابقة، فبكل صراحة، يمكنكم أن تعيّدوا بارتياح. يمكنكم أن تعيّدوا بكل معنى الكلمة، لكن لا تطيلوا الأمر. يومين أو ثلاثة أيام حدًّا أقصى، إذ يجب أن نعود لنكمل عملنا، لأن عملنا لم ينتهِ ولم نصل بعد إلى ما نريده، فنحن عبرنا المراحل الصعبة من عملنا التي كانت كناية عن درء للخطر عن وطننا ومجتمعنا، لكننا لم ننتهِ بعد”.

تابع: “كان هناك ضبع يجلس هنا وأسد يجلس على كتفنا هناك، هذه كانت وضعيتنا في الأعوام الثلاثين الماضية، هذا الضبع يضرب ضربة من هنا وذاك الأسد يضرب أخرى من هناك. وهذا الأمر ليس ببسيط أبداً، وأنتم رأيتم من كمال جنبلاط مروراً ببشير الجميل ورينيه معوض وصولاً إلى رفيق الحريري وشهداء 14 آذار ومن تبعهم، سلسلة الشهداء الذين سقطوا. اما الذين اغتالوا هؤلاء الشهداء، فقد أصبحوا جميعاً اليوم أمام محكمة الله، والتي من المؤكد أن أحكامها أشد بكثير من أحكام الأرض. لذلك، يمكننا هذا العام أن نعيّد بشكل صحيح”.

أضاف: “أنا لا أحب التبجح أو التفاخر بالنفس، لكن أنتم، القواتيون والقواتيات، يحق لكم أن تعيّدوا، لأن حركتنا التي بدأت في العام 1975، أي منذ قرابة الـ50 عاماً، استمرّت في النضال مرتكزةً على الإيمان فحسب. هل كان أحد يعرف يقين المعرفة الحسيّة أنه في وقت من الأوقات سيسقط نظام الأسد؟ كان نظامًا حديديًا، جائرًا جدًا. كان يقتل الناس ويسجنهم من دون أي سبب أو مسوّغ. ونحن نتابع الوقائع التي تظهر يوماً بعد يوم عن ممارسات هذا النظام الذي كان يمسك كل شيء بالحديد والنار. فهو فعلاً كان كما سُمي: نظام السجون والقبور. فعلى الأراضي السورية الخيارات كانت محدودة جداً، إما أن تكون في السجن، وإما في القبر، أو تصفق للنظام. لا يوجد خيار آخر. إما أن تترك سوريا، وهكذا كان الحال. الشعب السوري خلال الأعوام الأربعين الماضية كان مصيره، إما الحبس، وإما القبر، وإما التصفيق للنظام، أو الهروب من سوريا. لكننا على الرغم من ذلك كله لم نفقد إيماننا يوماً وبقينا وسقط هذا النظام”.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

طقس مستقرّ في أوّل أيّام السنة… وهذه التفاصيل!

جعجع لنعيم قاسم: الدولة هي أنتم الآن.. فإتخذوا الموقف المناسب

الجيش ينتشر في شمع.. والعدو يتراجع باتجاه رأس الناقورة

لقاء سعودي - شيعي يحدِّد مصير قائد الجيش

لليوم التاسع على التوالي... دخان من بين أنقاض مبنى الزيلع المنهار في طرابلس

لبنان يترقّب زيارة الوفد السعودي... وحراكٌ داخلي يسبق جلسة الانتخاب

سوريا ولبنان: الإقامة بين الأقليّات والأكثريّات

جوزف عون: الاستثناء يصنع القاعدة