يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

سلام إلى جنوبي الحبيب الذي في السموات

Monday, December 30, 2024 11:03:04 AM

بقلم سيندي أبو طايع
من حقّ الجنوب أن يستريح. ومن حقّنا أن نمدحه ونبكيه ونرثيه. لكن لا سبب يدعو الى شيء من هذا البتّة. فالجنوب هذا مات، لكنّه لن يموت. وكذا أقول عن شجره وحجره وبيوته. هم الآخرون، لكنّهم أيضاً وخصوصاً غادروا ولم يموتوا. فلنقل: هذا جبلٌ يغفو حالماً، كمثل إيمان تُهيّء صلاة الشكر لأعجوبة كاملة.

ليس الجنوب أرض ولا وطن ولا هويّة. هو أكثر وأعمق وأبعد من هذا كلّه. فكيف لأرض مرّغتها الحرب، دون أن تتنازل عن كبرياء الجبل؟ وكيف لأرض استفحل بها الموت وظلّت تنبض حبّاً، وهي التي قد وطأتها أقدام مريم العذراء وهي تنتظر وحيدها؟ وكيف لأرض كلّما احترقت، اقتربت من السماء وانبعثت من الرماد؟ وكيف لأرض لم يبقى منها شيء للاحتفال، أن تقوم في اليوم الثالث كما جاء في الكتب؟
الحقّ أقول لكم، هو الجنوب، أوّل المعجزات، ووقف الله من البداية والى الأزل.
أكتب ما أكتب، عشيّة بداية العهد الجديد وأنا أعلم أن ليس لنا في الحنين يد إنّما لنا في القلب ألف يد ويد. أكتب ما أكتب، وأنا أدرك تمام الإدراك أن جنوبي الحبيب صار هناك في السماوات، رفقة البقاع وبيروت، يعانقون الشهداء الذين يتبرّجون في النور اللامتناهي، ويحيطون بخاصرة لبنان من البعيد الذي ليس ببعيد، يستعدون للإحتفال الأنيق مع قديم الأيّام.
الحقّ الحقّ أقول لكم، لا شيء يقتل ضحكة العيد سوى لعنة الذكريات. فسلامٌ الى الجنوب والباقون ما بقي التراب والصعتر والزيتون، وقبلةٌ لياسمينة جدّتي ولزيتون جدّي ولتراب أبي.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

الإعلان عن الحاجة إلى تعيين ضباط إختصاصيين

طقس مستقرّ في أوّل أيّام السنة… وهذه التفاصيل!

جعجع لنعيم قاسم: الدولة هي أنتم الآن.. فإتخذوا الموقف المناسب

الجيش ينتشر في شمع.. والعدو يتراجع باتجاه رأس الناقورة

لقاء سعودي - شيعي يحدِّد مصير قائد الجيش

لليوم التاسع على التوالي... دخان من بين أنقاض مبنى الزيلع المنهار في طرابلس

لبنان يترقّب زيارة الوفد السعودي... وحراكٌ داخلي يسبق جلسة الانتخاب

سوريا ولبنان: الإقامة بين الأقليّات والأكثريّات