يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

الوضع مقبول نسبياً… أين يسهر اللبنانيون ليلة رأس السنة؟

Monday, December 30, 2024 10:16:35 AM

على الرغم من الأزمات التي تعصف بلبنان عاماً بعد عام، يظل اللبنانيون متمسكين بروحهم الفريدة التي لا تعرف الانكسار. ليلة رأس السنة ليست مجرد مناسبة عابرة بالنسبة اليهم، بل هي محطة تجمع بين وداع عام مضى واستقبال آخر جديد بأمل وتفاؤل، حتى في أحلك الظروف. لكن كيف تبدو تحضيرات هذا العام وسط الأزمات الأمنية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على حياة اللبنانيين؟

كما هو الحال في كل عام، تبدأ التحضيرات لاستقبال ليلة رأس السنة في وقت مبكر، بحيث تنشط المطاعم والفنادق في إعداد برامجها الاحتفالية، وتتسابق مكاتب الحجوزات على استقطاب الزبائن. لكن هذه السنة تبدو مختلفة تماماً، فالركود الاقتصادي فرض نفسه بقوة، ما دفع كثيراً من العائلات إلى اختيار الاحتفال في البيوت بموائد متواضعة، بدلاً من إنفاق مبالغ كبيرة على السهرات والمطاعم.


ومع ذلك، لا يخلو الكثير من الشوارع من زينة الأعياد وإضاءاتها التي أصبحت تقليداً سنوياً. والازدحام الذي تشهده الطرقات في المساء يُعطي انطباعاً بالحركة، لكنه لا يخفي واقعاً خجولاً مقارنة بالسنوات الماضية. البلديات، خصوصاً في المناطق التي تأثرت بالعدوان الاسرائيلي الأخير، تواجه صعوبات في إعادة إحياء الأجواء الاحتفالية كما كانت من قبل.


القطاع السياحي، الذي يُعدّ أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، لم يسلم من تبعات الأزمات المتلاحقة. ومع ذلك، لم يتخلَّ أصحاب المطاعم والفنادق عن محاولاتهم لإنعاش الحركة السياحية، ولو بصورة جزئية. ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في أواخر تشرين الثاني، بدأ بعض المؤسسات بتنظيم برامج فنية وغنائية لإحياء ليلة رأس السنة.

تكلفة الحفلات، بحسب جولة على بعض المؤسسات، تبدأ من 60 دولاراً للشخص وقد تصل إلى 400 دولار، حسب طبيعة البرنامج الفني والمطربين المشاركين. وعلى الرغم من الركود الذي يسيطر على القطاع، فإن الأيام الأخيرة من العام تحمل بارقة أمل، خصوصاً مع وصول المغتربين الذين يُعتبرون عصباً مهماً لإنعاش الموسم.

أحد مديري المطاعم في بيروت يشير الى “أننا لم نكن نتوقع أن نتمكن من التحضير لأي شيء بسبب الحرب الأخيرة. لكن، مع توقف العدوان، عدنا للعمل على برامج رأس السنة. صحيح أن الإقبال لا يُقارن بالسنوات الماضية، لكنه مقبول بالنظر إلى كل ما مررنا به. اللبناني بطبيعته عاشق للحياة، ولن يمنعه شيء من الاحتفال، حتى لو كان بطرق بسيطة.”

بالنسبة الى الفنانين الذين سيحيون حفلات رأس السنة، يغيب معظم نجوم الصف الأول اللبنانيين عن المشهد المحلي هذا العام، اذ اختاروا إحياء السهرات في الخارج، ويعود ذلك إلى العقود التي أبرموها قبل شهرين أو ثلاثة، في فترة كان لبنان خلالها تحت وطأة الاعتداءات الاسرائيلية، ما دفعهم الى تأمين ارتباطاتهم خارج البلاد. ومع أن اتفاق وقف إطلاق النار أُنجز منذ أسابيع قليلة، فإن هذه العقود كانت قد حُسمت مسبقاً.


أما عن المشهد العام، فيعتبر الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية، جان بيروتي، عبر موقع “لبنان الكبير”، أن الوضع الحالي لسهرات رأس السنة مقبول نسبياً، معرباً عن أمله في تحسن تدريجي خلال الأيام المقبلة.

ويوضح بيروتي أن لبنان قد يشهد عودة بعض السياح العرب، خصوصاً من العراق والأردن، في الأيام الأخيرة من كانون الأول، ما قد ينعكس إيجاباً على الحركة السياحية، لكنه يشير إلى أن قرارات وقف الطيران فوق الأجواء اللبنانية خلال الفترة الماضية أثرت سلباً على تدفق السياح، لافتاً إلى أن مظاهر العيد حالياً تقتصر إلى حد كبير على المغتربين اللبنانيين والمقيمين. ولا يخفي تفاؤله بتحسن الأوضاع مع اقتراب موسم التزلج وبدء العام الجديد.

لبنان الكبير - عمر عبد الباقي

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

طقس مستقرّ في أوّل أيّام السنة… وهذه التفاصيل!

جعجع لنعيم قاسم: الدولة هي أنتم الآن.. فإتخذوا الموقف المناسب

الجيش ينتشر في شمع.. والعدو يتراجع باتجاه رأس الناقورة

لقاء سعودي - شيعي يحدِّد مصير قائد الجيش

لليوم التاسع على التوالي... دخان من بين أنقاض مبنى الزيلع المنهار في طرابلس

لبنان يترقّب زيارة الوفد السعودي... وحراكٌ داخلي يسبق جلسة الانتخاب

سوريا ولبنان: الإقامة بين الأقليّات والأكثريّات

جوزف عون: الاستثناء يصنع القاعدة