يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

اشكالية هوية مزارع شبعا..هذا تاريخها وجغرافيتها

Friday, December 27, 2024 2:32:51 PM

يولا هاشم - المركزية

أثار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي جدلاً حول هوية مزارع شبعا، إثر التصريح الذي أدلى به خلال زيارته القيادة الجديدة في سوريا الأحد الماضي عندما قال رداً على سؤال بأن "مزارع شبعا سورية بموجب القرار الأممي 242". فهل هي لبنانية أم سورية؟ وكيف يمكن للبنان أن يحسم هذه الجدلية؟

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان وليد جنبلاط لم يناقش مع أحمد الشرع موضوع سورية او لبنانية مزارع شبعا، بل هو سئل من قبل الاعلاميين أثناء دخوله إلى القصر الجمهوري، فقال ان مزارع شبعا في الوثائق سورية وتتبع للقرار الاممي 242. جنبلاط قدّم مذكّرة من 13 بنداً للقيادة العسكرية بشأن تصحيح العلاقات اللبنانية – السورية، ومن ضمنها ترسيم الحدود من تل كلخ حتى شبعا. جنبلاط منذ 24 عاماً، من العام 2000 صاحب نظرية لنرسم الحدود عبر القنوات الدبلوماسية، وهو لم يهدِ المزارع إلى سوريا
جنبلاط في سوريا تطرق الى موضوع كان يحتمي به الأسد لتشريع وجود غير شرعي في مزارع شبعا، وعندما طولب حزب الله من قبل المجموعات اللبنانية بالقول لبشار الاسد بوجوب بت شرعية المزارع تلكأ لان مصلحته كانت تقتضي بقاء هذه المنطقة مفتوحة من أجل تشريع عمل حزب الله وسلاحه، بالرغم من أنه لم يُشرَّع لبنانيا منذ الـ2000 وحرب الـ2006 و 2024. فكان ردّ الأسد دوماً بالاعتراض والتجاهل على رغم مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بالاعتراف بأن مزارع شبعا لبنانية ام سورية وعبر رسائل خطية . وعندما سئل مباشرة قال "لا فرق بأنها لبنانية أو سورية فهي محتلَّة"، وهذا ما يُشرِّع بقاء السلاح في هذه المنطقة التي كانت تعتبر شمّاعة لعمل المقاومة، وبالتالي كل الاعمال الحربية التي خاضها حزب الله في حرب الـ2006 وحرب الإسناد لم تكن من مزارع شبعا ولم يكن الشعار تحت عنوان تحرير مزارع شبعا، وهذا يُسقِط السلاح، لأن الـ2006 كانت من خلة وردة قرب تلة الراهب في عيتا الشعب عندما تمّ أسر جنود قُتِلوا وأوهم حزب الله اسرائيل بأنه أسر جنوداً أحياء ما تسبب بحرب الـ2006. أما حرب الـ2023 – 2024 فكانت حرب إسناد وحرب هجوم وبالتالي هنا لا نستطيع الوقوف أمام مزارع شبعا فقط لأنها في عهدة اسرائيل وهناك التباس لبنانياً وسورياً في عملية المزارع".

ما هي مزارع شبعا؟

يشير العزي الى ان "هناك خريطتين، الاولى خريطة الـ1923 والتي قدّمها المؤرخ نبيل خليفة وتشير الى رسم الحدود وتضم الخريطة الكثير من المرتفعات والمزارع كما حال القرى السبع وقسم من سهل الحولا الذي ضُمَّ عام 1923 ضمن اتفاقية سايكس – بيكو لاسرائيل وسوريا. الثانية هي المزارع الحالية التي احتلتها سوريا عام 1956 وهي لبنانية قريبة من كفرشوبا وتلال كفرشوبا والأقرب الى شبعا وليست أراض من شبعا وكان مزارعو شبعا يعملون فيها وسميت باسم القرية الأكبر وهي شبعا. هذه المزارع التي هي تقريباً 11 نقطة عسكرية لا يزال الخلاف قائما حولها، لكنها لا توجد في أعالي النقاط التي كانت موجودة في العشرين، أي ان أعلى نقطة في رويسة العلم هي على علو 1200 متر عن سطح البحر. أما نقطة قلعة النمرود ونبع النمرود الذي يصبّ في نهر الاردن فهي أعلى من 1700 متر، والاختلاف على هذه القلعة تاريخياً يعود الى اتفاقية سايكس بيكو، لكن عملياً هي ضمن الحدود السورية. وهنا الالتباس الذي حصل عام 1956، هذه المنطقة تم احتلالها وإنزال العلم اللبناني عنها وطرد كل نواطير الأحراج والمزارعين الذين هم بمثابة موظفي شرطة البلدية ويعتبرون من ضمن الاجهزة العسكرية. وكان هناك مخفر تم طرد موظفيه وصولاً إلى السيطرة على هذه القرى القريبة من كفرشوبا وقرية العباسية. هذه القرى سقطت عام 1956 لأنها كانت ممرا لتهريب السلاح لما كان يُعرف بالمقاومة الشعبية ضد نظام حكم كميل شمعون، وكانت سوريا المورِّد. وبقيت سوريا في هذه المنطقة حتى العام 1967 وكان مقر كتيبة الدبابات في قرية العباسية، القريبة من مزرعة المجيدية وقرية عين عرب حيث حصلت مجزرة بأهالي آل المحمد في بداية معارك الخيام القاسية في العام 2024. وقرى العرقوب بأكثريتها قرى سنّية ويسكنها العرب البدو اللبنانيون السنّة. لهذا السبب تم احتلالها في الحرب العربية – الاسرائيلية في العام 1967 والحقت بما يعرف بالقرار 242 ومن ضمنها احتلت اسرائيل مرتفعات الجولان والقرى الخمس السورية التي لم تهجرها اسرائيل ولم تدمرها، القرى الدرزية الأربعة مجدل شمس وأخواتها وقرية الغجر، وهي قرية علوية قريبة من قرية الوزاني. هذه القرية عندما انسحبت اسرائيل ورسمت الحدود حسب مخططات تلاعب فيها مسؤولون لبنانيون، شُطِرَت القرية الى شطرَين، الشطر الذي تعدّت عليه القرية أثناء وجودها ضمن الاحتلال الاسرائيلي لمنطقة الجنوب حيث تمددت القرية في الاراضي اللبنانية. فاسرائيل خرجت حسب الخطوط التي رسمتها، من نصف هذه القرية، ومن قرية العباسية المهدمة والتي تم إعادة بنائها ومن عين عرب ومن مزرعة المجيدية وحلتا وبقيت في أقرب مزرعة وهي بُسطرا. هذه المناطق وصولاً إلى رويسة العلم وبركة النقار في كفرشوبا تضم 11 نقطة متنازع عليها، إضافة الى نقطة الغجر ونقطة رأس الناقورة، أي ان هناك 13 نقطة محل خلاف ويراد ترسيمها. إذاً هذه المناطق في تلال كفرشوبا ومزارعها كانت تستخدم سابقاً ما بين السوريين واللبنانيين بصفتها قرى حدودية متجاورة متجانسة وأقرب قرية الى كفرشوبا هي جباتة الخشب وجباتة الزيت في قرى الجولان المحتل كانت قريبة جدا من كفرشوبا وشبعا وهناك تزاوج وعائلات منها من ذهب الى سوريا واستقر ومنها من بقي في كفرشوبا".

القرار 242

ويرى العزي ان "المشكلة متعلقة في تنفيذ القرار 242 والقرار الآخر الذي تم انتزاعه عنوة من قبل الاحتلال في فترة رئاسة البعثة اللبنانية في الامم المتحدة ايام الراحل غسان تويني الذي صنع القرارين 425 و424 وكان يناقش وضع الحدود التي تخطتها اسرائيل في العام 1976 و1978 وضمت هذه القرى، ومن هنا بدأ الالتباس الفعلي. عندما تم الانسحاب، اسرائيل حسب تلاعبها أيضاً في الخرائط انسحبت من كل النقاط وبقيت النقطة التي احتلتها من الجيش العربي في العام 1967 أي أثناء الحرب العربية في شهر رمضان التي حصلت بين مصر وسوريا. اسرائيل اذا نفذت القرار 425 من وجهة نظرها ولا يهمها أكانت لبنانية أم سورية إنما احتلتها وفقاً لاتفاقية اوندوف الموقعة عام 1974 وتم استصدار القرار 242. أما بالنسبة للبنان، فإن هذه الأراضي التي تعدى عليها النظام السوري وأسقطها ولم يرسمها الرئيس حافظ الأسد ومنع الترسيم، وثمة إرادة سورية واضحة بإفشال أي نظر في عملية الترسيم، لذلك كانت الامم المتحدة تحاول ان تحلّ هذه العقدة بمطالبة لبنان بالذهاب الى سوريا لانتزاع ورقة بأنها لبنانية، على ان تضم الامم المتحدة هذه الورقة وسوف تعمل بالضغط على اسرائيل لإخراجها من هذه المنطقة تحديداً لأنها تابعة للقرار 425 وهي لم تنفذ القرار. من هنا، عندما جاءت وزيرة خارجية المانيا ايليان باربوك الى بيروت طرحت نقطة ما بين الطرفين، وهي بأن تخرج اسرائيل من مزارع شبعا على ان يبتعد حزب الله عن هذه المنطقة الى شمالي الليطاني وتبقى فيها القوات الالمانية وتعتبر منزوعة السلاح والسيادة ريثما يُحلّ أمرها ، لكن التعنت والرفض كانا واضحين اذ كانت تستخدم شماعة ".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

رسمياً.. “الوطني الحر” يُعلن موقفه من ترشيح قائد الجيش للرئاسة

بعد رصد ومراقبة… توقيف أحد أخطر المطلوبين

البعريني: من المعيب عدم انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون

أبو فاعور: نأمل أن تنشأ سوريا الديمقراطية المستقلة وأن نتعامل معها من دولة الى دولة

تدشين العين الأثرية في لبعا بحضور المونسنيور كيوان

جريمة انسانية تهز طرابلس وفاة طفل في ظروف غامضة

هل سيصوّت ملحم خلف لقائد الجيش؟

إطلاق نار باتجاه صيادين في الناقورة.. وتوغل إسرائيلي واقتحام وحرق ونسف منازل.. ونزوح!