يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

الجيش داخل المخيمات الفلسطينية بعد المعسكرات... الإستراتيجية الوطنية الصحيحة في عهدة الشرعية

Tuesday, December 24, 2024 3:44:56 PM

يبدو أن فرحة أهالي قوسايا بتسلم الجيش اللبناني آلاف الدونمات من الأملاك الخاصة والبلدية التي صادرتها منظمة "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" الفلسطينية الموالية لنظام الأسد قبل قرابة 42 عاماً في جرود قوسايا ستنتقل في غضون 48 ساعة إلى أنفاق الناعمة لتختتم بذلك صفحة المراكز العسكرية للتنظيمات الفلسطينية خارج المخيمات والتي كان يفترض أن تتم قبل حوالى 20 عاما وفق مقررات طاولة الحوار الأولى.

بدخول الجيش المعسكر الاستراتيجي الذي كان يشغله الفصيل الفلسطيني على قمم سلسلة جبال لبنان الشرقية الفاصلة بين لبنان وسوريا، يكون البقاع قد خلا من المعسكرات الفلسطينية لـ"القيادة العامة" و "فتح الانتفاضة" المواليتين لنظام الأسد المخلوع. سبق ذلك تسلم الجيش معسكرات "القيادة العامة" في حشمش وجبيلة عين البيضا في البقاع الأوسط وموقع السلطان يعقوب في البقاع الغربي، وموقع "فتح الانتفاضة" في بلدة حلوى - قضاء راشيا. والسؤال:هل تكون الخطوة اللاحقة داخل المخيمات الفلسطينية؟

الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي يقول لـ"المركزية" أنه "بات واضحاً ومحسوماً أن المرحلة التي تلت الحدثين المحوريين: الأول وهو الصدمة التي تلقاها حزب الله والتغيير الميداني الذي أجبر عليه، والثاني المتمثل بالإنقلاب الإيجابي على النظام السوري في دمشق، بدأت الأمور تتخذ المنحى الصحيح بالنسبة إلى الدولة اللبنانية التي كانت على مدى عقود من السنين مصادرة سواء من الإحتلال الفلسطيني وبعده السوري وأخيرا الوصاية الإيرانية وسطوة حزب الله".

يتابع الزغبي"ترجمة هذا التغيير بدأت في مسألة السلاح الفلسطيني مضيفاً أن السلاسة التي استطاع بها الجيش اللبناني السيطرة على المعسكرات الفلسطينية في البقاع والتابعة إلى "الجبهة الشعبية-القيادة العامة" ذات الإرتباط بالنظام السوري ناتجة عن الهزيمة التي مُنيَ بها النظام السوري وأذرعه، وربما خلافاً ما حصل مع إيران بحيث يتم بتر أذرعها تمهيداً لمرحلة لاحقة يكون فيها النظام الإيراني مباشرة تحت المجهر العسكري والسياسي".

ووفق الزغبي فإن "استلام الجيش للمعسكرات الفلسطينية في البقاع ليس سوى خطوة أولى لبسط سلطة الدولة على سائر المخيمات الفلسطينية لإنقاذها من الفوضى المسلحة التي يذهب الفلسطينيون ضحاياها قبل سواهم". ويوضح أن خطة تسلم الجيش أمن المخيمات لن يقتصر على مداخلها إنما أيضا في داخلها لما هو أبعد من أحد قرارات طاولة الحوار التي انعقدت عام 2006 وتحدثت عن معالجة السلاح الفلسطيني في المخيمات. هذا القرار كان ينقصه الوضوح والحسم. أما اليوم فستكون مهمة الجيش واضحة وحاسمة في مسألة ضبط سلاح المخيمات وليس فقط الإنتشار في خارجها".

هذه العملية التي يقوم بها الجيش على مراحل ستصل تباعاً إلى كل المنظمات المسلحة في لبنان وعلى رأسها طبعاً سلاح حزب الله ومعسكراته وترساناته وهذا بتنفيذ مندرجات القرارات الدولية 1701 و1559 و1680. ويتابع الزغبي"ليس صدفة ان يسيطر الجيش على الحدود اللبنانية في البقاع الأوسط والبقاع الشرقي (راشيا). فهذه المسالة ترتبط حكماً بالقرار 1680 الذي ينص على بسط سيادة الدولة على حدودها مع سوريا.

وتباعا "ينوه بموقف السلطة السورية الجديدة عبر تصريحات أحمد الشرع وغيره من المسؤولين عن طي صفحة السيطرة على القرار السيادي وفتح صفحة جديدة من الإحترام المتبادل تمهيداً لترسيم الحدود بشكل واضح وثابت".

"أما بالنسبة إلى سلاح حزب الله فهو خاضع حكماً لمندرجات الإتفاق الواضح الذي أنهى الحرب الأخيرة تحت الرعاية الدولية وبالتالي لا يستطيع الحزب أن يفسِّر هذا الإتفاق على سجيته، ويعتبر كما سبق وقال امين عام حزب الله نعيم قاسم أن الإتفاق محصورٌ فقط في منطقة جنوب الليطاني" .

مطمئنا إلى ما ستكون علية الدولة اللبنانية مستقبلا يقول الزغبي"إن لبنان ذاهبٌ حتماً إلى التحرر من سطوة سلاح حزب الله ليس فقط لأن طرق إمداده قُطعت ، ولا أيضاً بسبب خسارته أكثر من 70 في المئة من ترسانات سلاحه، بل لسبب لبناني بحت وهو أن جميع المكونات اللبنانية الأخرى خارج حزب الله ترفض إعادة إنتاج مرحلة السلاح أو تلك الثلاثية البائدة "شعب،جيش، مقاومة"أو حتى مسألة الإستراتيجية الدفاعية كما كان حزب الله يتمناها ويرفضها في الوقت نفسه. فتلك الإستراتيجية كانت خدعة لإبقاء سلاح الحزب مهيمنا على القرار السيادي للدولة والجيش. أما اليوم فإن الإستراتيجية الوطنية والصحيحة هي فقط في عهدة الجيش اللبناني وتحت القرار السياسي الشرعي الذي تتخذه المؤسسات الدستورية العليا وصولاً إلى سائر مؤسسات الدولة وتحديدا القضائية والأمنية".

نقطة أخيرة يتوقف عندها الزغبي وهي موقف منظمة التحرير الفلسطينية من خطوة بسط سلطة الدولة على المعسكرات الفلسطينية من قوسايا إلى الناعمة ويختم" الخطوة الإيجابية تمثلت بتعاطي منظمة التحرير الفلسطينية وتحديدا منظمة فتح مع تسلم الجيش اللبناني هذه المعسكرات، ولاحقا أمن المخيمات الفلسطينية ليس فقط من خارجها بل في داخلها أيضا".

المركزية

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

أسماء الأسد تموت.. والسرطان يهاجمها بشراسة

استغل نزوح سكان راشيا الفخار في الحرب... وهذا ما فعله!

إيران تتراجع عن فتح سفارتها بدمشق.. "تصريحات أسيء تفسيرها"

ميقاتي يزور المطران عوده

بعد فيديو الكاهن الذي يحمل سلاح... توضيح من أبرشية أنطلياس المارونية

البستاني: لا غالب ولا مغلوب وإنما المنتصر هو لبنان الرجاء

فضل الله: لتكن ذكرى ولادة المسيح عنوانا للالتقاء حول القيم

محمد غادر ولم يعد... هل من يعرف عنه شيئًا؟