أكّد مدير شؤون مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، الدكتور جيمس ليندسي، أنّ "الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أوضح أنّه ينوي العودة إلى سياسة الضغط الأقصى على، وذلك يعني تشديد العقوبات، وتطبيقها والالتزام بها"، مشدداً أن "ترامب ليس متحمّساً لتوريط أمريكا بصراعات جديدة".

وقال ليندسي، في حديث خاص مع "إرم نيوز": "أعتقد أنّ إحدى عواقب ذلك ستكون زيادة الضغط الاقتصادي على إيران، وقد رأينا ذلك خلال إدارة ترامب الأولى، لكن ما ليس واضحاً هو ما إذا كان ذلك سيؤدّي إلى سلوك إيراني أفضل أم لا، بينما السؤال بالنسبة لإدارة ترامب، ماذا يحدث إذا ذهبت إلى أقصى قدر من الضغط ولم تتغيّر الأمور على الأرض؟ هل تنتقم إيران من إسرائيل؟"

وأكّد أنّ "الولايات المتحدة التي اتهمت إيران بتوظيف قتلة محترفين لقتل دونالد ترامب ستأخذ ذلك في الاعتبار".

"لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعله ترامب"

وعن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد، قال ليندسي إنّ "كلّ الأمور ممكنة فيما يخص قدرة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على وضع اتفاق نووي جديد مع إيران".

واستدرك بأن "علي خامنئي وحكومته لم يبديا أيّ اهتمام في الوصول إلى اتفاقية نووية على الأسس التي توافق عليها الولايات المتحدة، وبالتالي هل يمكن أن يحدث ما يفاجئنا؟".

وأشار إلى أنّه "لا يمكن التنبؤ بما قد يفعله ترامب، فربّما لديه عرض لطهران ويثير اهتمامها، لكنّه رفض أن يضع ذلك على لائحة الأمور التي يمكن أن تحصل".

"وكلاء إيران تضرروا"

وعمّا إذا كانت الضغوطات الأمريكية على إيران قد تسهم في تخفيف قبضة طهران على أذرعها في المنطقة، قال ليندسي، الذي يركّز عمله في المجلس على سياسة الأمن القومي الأمريكية وعملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية، "الموضوع الأهم هو أنّ وكلاء إيران في الشرق الأوسط قد تضرّروا وضعُفت إمكانياتهم بشكل كبير بسبب ما قامت به إسرائيل".

وتابع: "السؤال البارز هو ما مدى سرعة إعادة تشكيل صفوف تلك الميليشيات التي تسمي نفسها مقاومة، وهل سيكونون على استعداد للعمل بتوجيه من طهران؟ أعتقد أنّنا لا نملك نظرة ثاقبة حول ما يفكر فيه المرشدون في طهران، وكيف يقيّمون فوائدهم المحتملة مقابل تكاليفهم المحتملة"، لافتاً إلى أنّ "ما نعرفه هو أنّ الوضع خطير جدًّا، وأنّ الصراع هو أحد الاحتمالات الحقيقية".

نتنياهو لن يوافق على وقف النار

وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل فترة ما قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض، قال ليندسي إنّ "دونالد ترامب كان أشار إلى أنّه يرغب في أن تُنهي إسرائيل حربها على غزة بحلول يوم التنصيب، لكنّنا لم نرَ أيّ دليل على أنّ ذلك ما يسعى نتنياهو إلى تحقيقه".

وأضاف: "في الواقع كثّف نتنياهو حملته العسكرية جنوب لبنان، وبالنظر إلى النهج الذي تتبعه إسرائيل في التعامل مع غزة وجنوب لبنان وتركيبة حكومته، فمن الصعب التوقّع أنّهم سيوافقون على وقف لإطلاق النار".

انخراط واشنطن في العمليات

وعن إمكانية انخراط واشنطن في العمليات الحربية، قال ليندسي: "لا أعتقد أنّ إدارة ترامب سترسل عناصر قتالية أمريكية لملاحقة تلك الميليشيات، إذ إنّه من الواضح أنّ ما سيفعلونه هو تقديم الدعم الاستخباراتي والدعم بالأسلحة للإسرائيليين".

وختم جيمس ليندسي حديثه لـ"إرم نيوز" بالقول إن "دونالد ترامب ليس متحمّساً لتوريط الولايات المتحدة في صراعات جديدة، وإحدى إنجازاته التي يتباهى بها هي عدم حدوث حروب جديدة خلال فترة حكمه، لذا لا أعتقد أنّ أوّل ما يريد دونالد ترامب القيام به هو إرسال قوات عسكرية أمريكية إلى أيّ مكان، سواء إلى أوروبا أو الشرق الأوسط أو آسيا".