يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

حرب طويلة.. لبنان في "منطقة ميتة" قبل "الاختبار"

Friday, October 25, 2024 12:25:08 PM

تحول جنوب لبنان إلى "منطقة ميتة" بعد شهر من هجوم إسرائيلي عنيف دمر قرى بأكملها دون مؤشرات على قرب انتهاء التصعيد الذي هجر 700 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.

التصعيد الإسرائيلي العنيف على لبنان، الذي بدأ بغارات متزايدة وعنيفة ثم بعملية برية، يهدف إلى القضاء على حزب الله أو على الأقل إضعافه بشكل كبير، خاصة على حدود إسرائيل، للسماح بعودة عشرات آلاف الإسرائيليين الذين نزحوا من الشمال بسبب ضرباته.


لكن بعد شهر من تعرضه لسلسلة من الضربات العنيفة، لا يزال حزب الله يشن هجمات بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل، وحتى إنها باتت بوتيرة أعلى مما قبل، على الرغم من إعلان إسرائيل تدمير 50% من قدراته، مما يؤشر إلى حرب أطول قد تكون أعمق في الداخل اللبناني، بحسب ما تقول صحيفة وول ستريت جورنال، التي وصفت تمدد الحرب إلى ما بعد الحدود بـ"الاختبار الحقيقي" لطرفي النزاع.

ووفق تحليل أجرته شبكة بي بي سي، فإن القصف الإسرائيلي على لبنان خلال الأسبوعين الأخيرين ألحق دمارا أكبر من حصيلة غارات سنة كاملة، في مسعى لتدمير البنية التحتية لحزب الله ودفعه بعيدا عن الحدود عبر إنشاء "منطقة ميتة".

لكن عدم تحقيق النتيجة المرجوة لإسرائيل عبر عمليات الجنوب اللبناني، يؤشر إلى أن جيشها قد يوسع الصراع ويدخل بريا إلى عمق أكبر في لبنان، فإسرائيل، على لسان مسؤوليها، لن تسمح لحزب الله أن يشكل تهديدا لها في المستقبل.

فهل ينتظر لبنان حربا طويلة؟ وما هي المنطقة الميتة؟


"الهدف هو إضعاف حزب الله بشكل كبير من أجل تغيير ميزان القوى في لبنان".. هذا ما يقوله مسؤولون إسرائيليون تعليقا على حملتهم العسكرية في لبنان.

هدف قتال حزب الله الأساسي هو القضاء على قدراته الصاروخية التي نزح بسببها عشرات آلاف الإسرائيليين من شمال لبنان.

لكن التصعيد العسكري الإسرائيلي على حزب الله منذ سبتمبر، كانت نتيجته مؤخرا أن الحزب زاد من عدد الصواريخ التي يطلقها، ما ينذر بحرب طويلة الأمد بين الطرفين إذ إن إسرائيل مصممة على تحقيق هدفها وضمان عدم عودته إلى صفة الجار.


خلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلق الحزب 200 صاروخ وقذيفة، و140 صاروخا يوم الثلاثاء، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وبالمقارنة مع الأسابيع السابقة، كان الحزب يطلق فقط بضع عشرات الصواريخ يوميا في المتوسط على إسرائيل، بحسب الصحيفة.

ولا تزال عمليات إطلاق حزب الله للصواريخ أقل مما توقعه المسؤولون الإسرائيليون في حالة نشوب حرب شاملة، مما يشير إلى تدهور قدرات المجموعة في العموم.

يقول المحللون العسكريون إن وحدات حزب الله تم تدريبها على العمل بدرجة من الاستقلالية، مما يسهل عليها مواصلة القتال حتى عند مقتل القادة الكبار وتعطل الاتصالات الداخلية، مشيرين إلى أن ذلك يزيد من خطر دخول إسرائيل في صراع دموي طويل الأمد.


الاختبار في العمق
من المرجح أن يأتي الاختبار الحقيقي لكل من الجيش الإسرائيلي وحزب الله في المستقبل القريب، إذا ما قررت إسرائيل إرسال قواتها إلى عمق الأراضي اللبنانية، إذ قد يتمتع مقاتلو حزب الله بميزة القتال على أرضهم التي يعرفونها جيدا، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

القوات الإسرائيلية دخلت حتى الآن إلى ما لا يقل عن 8 قرى لبنانية، جميعها على بعد بضعة كيلومترات من الحدود، وفقا لتصريحات إسرائيل وحزب الله وخدمة تحديد الموقع الجغرافي للجنود الإسرائيليين من قبل شركة "لو بيك"، وهي شركة استشارات استخباراتية.


في جنوب لبنان، استخدم حزب الله قنابل يتم تفجيرها عن بُعد وقذائف هاون وصواريخ، وفقًا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين.

ويقول حزب الله إن نهجه في الحرب في جنوب لبنان كان التريث في البداية قبل زيادة الهجمات على الجنود الإسرائيليين الذين دخلوا لبنان برا، وذلك بما يتماشى مع المعارك التي خاضها في حربه مع إسرائيل عام 2006. آنذاك، انتظر مقاتلو حزب الله القوات الإسرائيلية في المدن والقرى في الجنوب، وفقًا لجنود وضباط إسرائيليين سابقين شاركوا في الحرب.


"منطقة ميتة"
تُظهِر البيانات أن أكثر من 3600 مبنى في لبنان تعرض لأضرار أو دُمر بين 2 و14 أكتوبر 2024. وهذا يمثل نحو 54% من إجمالي الأضرار المقدرة منذ بدء تبادل القصف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله قبل أكثر من عام، بحسب ما نقلت بي بي سي.

جمعت بيانات الأضرار بواسطة كوري شير من جامعة نيويورك وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون. وقارنا صور الأقمار الصناعية الرادارية لكشف التغيرات المفاجئة في ارتفاع أو هيكل المباني التي تشير إلى أضرار.


ويم زويننبورغ، خبير بيئي من منظمة باكس للسلام، راجع بيانات الرادار المستندة إلى الأقمار الصناعية وحذر من تأثير هجمات إسرائيل.

ويقول "يبدو أن الحملة العسكرية الإسرائيلية تُنشئ "منطقة ميتة" في جنوب لبنان لإخراج السكان، وتجعل من الصعب على حزب الله إعادة تأسيس مواقعه، على حساب السكان المدنيين".

وفي ذات الفترة الزمنية، نفذ حزب الله نحو 540 هجوما بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل.


مخزون صواريخ حزب الله
الجيش الإسرائيلي، في أواخر سبتمبر، قال إنه دمر نحو 50% من مخزون الصواريخ لحزب الله، الذي كان يُقدر قبل الحرب بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة.

حزب الله يزعم أنه لا يزال يمتلك "قدرات عسكرية"، لكنه لم يقدم تقديرا لخسائره من الأسلحة.


يقول محللون عسكريون ودبلوماسيون لصحيفة وول ستريت جورنال إن الجماعة لا تزال قادرة على استيراد المزيد من الأسلحة لتحل محل بعض ما تم تدميره، وخاصة عبر الحدود اللبنانية مع سوريا، ولدى الحزب عمليات جاهزة لاستبدال كبار القادة الذين يتم قتلهم.

وقال دانييل بايمان، وهو باحث بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ومسؤول سابق في الحكومة الأميركية "إنها مجموعة متكيفة".

بلينكس

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

أرقام توثّق الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحّي... الأبيض: للمحاسبة

بري يلتقي مسؤولا ايرانياً.. ويشكر فرنسا: آن الاوان لإنقاذ الإنسان وإنقاذ لبنان من العدوان

إعتداء جديد على اليونيفيل… والأخيرة: سنواصل مهامنا

ثالث استهداف اسرائيلي للإعلاميين..جريمة حرب الى محكمة العدل الدولية

ادانات لاستهداف إسرائيل الاعلاميين واستشهاد ثلاثة: جريمة حرب

تجدد: لبنان أسير بين فكي كماشة إسرائيلية وإيرانية

كلاس يستنكر التعرض للإعلاميين

مخزومي دان استهداف الصحفيين في حاصبيا: جريمة حرب تستدعي تدخل المجتمع الدولي