يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

حاكم البلد vs حاكم المركزي..

Wednesday, August 25, 2021 8:17:09 AM

خاص جانين ملاح
موقع اللبنانية

ليست الحملة الاولى ولن تكون الاخيرة التي تهدف إلى ضرب صورة مصرف لبنان وحاكمه.
بمعزل عن اعتراضات البعض على سياسة رياض سلامة وهندساته المالية، لكن للهجوم على الرجل أهدافا وأسبابا اخرى. ووفق مصادر متابعة ل " اللبنانية " فإن الحملة الممنهجة والمبرمجة الاخيرة على حاكم مصرف لبنان جاءت لكونه تجرّأ وتمنّع عن المسّ بالاحتياطي الالزامي برغم الضغط الذي مورس عليه للصرف. فالحاكم ضرب بيده على الطاولة وقال "تريدون ان نصرف من الاحتياطي الالزامي نحن حاضرون لذلك لكن شرعوا الأمر". "وما يصوره البعض ان الحاكم اتخذ قرار رفع الدعم منفردا غير صحيح إنما المجلس المركزي هو الذي يقرر السياسات، انا ملزم بقرارات المجلس المركزي."

هناك من يشير إلى أن اللعبة على رياض سلامة محضّرة، فلدى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مجموعات مدنية تتقاطع معه ومع المدير العام السابق للمالية الان بيفاني، تقود هذه المجموعات الحملة التي كلّفت مئات آلاف الدولارات لاسقاط سلامة في القضاء سواء في فرنسا وسويسرا وبريطانيا لكنها لا تعدو كونها تلفيقات تجافي الحقيقة جملة وتفصيلا بدليل ان سلامة قلب السحر على الساحر وتوجّه الى المحامي العام التمييزي القاضي جان طنوس لاستجوابه بشأن شبهات اختلاس وغسيل أموال وتهرب ضريبي وذلك من دون محامٍ وبعد جلسة طويلة اُقفل الملف لكون القاضي على ما يبدو لم يتوصّل في تحقيقاته الى اي "أدلّة".

بلغت ذروة المؤامرة على رياض سلامة اوجها بعد الاشتباك الاعلامي بينه وبين باسيل حين قال "انا حاكم المركزي ولكن باسيل حاكم البلد"، فأتى الرد الباسيلي عنيفا، قولا حين قال "لو صحيح أنا حاكم لبنان ما كنت تركتك من زمان!"، وفعلا عندما حرّكت القاضية غادة عون ملف مكتف بالرغم من كفّ يدها عنه.

لكن باسيل تقول المصادر المتابعة نفسها لموقعنا " اللبنانية " يُخطئ في تقديره بأن حملته على سلامة ستقوده حتما إلى التصالح مع الشارع المنتفض على المنظومة الحاكمة بذريعة أن سلامة يتصدّر اللائحة المتهمة بسوء إدارة المال العام والتفريط بأموال المودعين، وتقول إن ما حصل في الساعات الأخيرة هو عيّنة للصراع المفتوح بين "الحاكمين" سلامة وباسيل الذي لا يتصرف على أنه رئيس الظل فحسب وإنما يعود له استصدار المواقف الرئاسية في ظل التفويض الممنوح له من عون.

وهذا الهجوم بالنسبة إلى المصادر لا ينفصل عن حسابات رئاسية باعتبار سلامة لا يزال مطروحاً للرئاسة في اوساط دولية معنية بالملف اللبناني وتنتظر خواتيم مفاوضات فيينا، وباعتبار ان عهد ميشال عون ينتهي في تشرين الاول من العام ٢٠٢٢ ما يعني نهاية حظوظ باسيل الى الرئاسة في حين ان ولاية رياض سلامة تنتهي في تموز ٢٠٢٣ وبذلك تبقى خطوط الحاكم الرئاسية مرتفعة.

ومع تعثّر عملية اسقاط رياض سلامة، رجل الولايات المتحدة الأميركية الأول في لبنان، والثابت بين كثير من المتغيّرين، بدليل تعويمها الحاكم عبر زيارة قام بها مساعد وزير الخارجية الأميركية السفير دايفيد هيل له، انتقل القتال الشرس الى قائد الجيش جوزيف عون الذي يملك حظوظا جدية قد تمكنه من انتزاع الكرسي الرئاسي من جبران باسيل الطامح في الوصول الى سدة الرئاسة ايا كان الثمن.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!