يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خطوة إلى الأمام خطوات إلى الوراء

Friday, July 30, 2021 9:20:37 PM

شكلت واقعة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة خطوة متقدمة ومريحة للشعوب اللبنانية، المنتشرة عبر طوابير الذل وصفوف المهانة، ساحلاً وجبلاً، تلهفاً للحصول على قطرة بنزين.

فقد شكل التكليف خطوة متقدمة إلى الأمام، على أمل النجاح في الخطوة الثانية الأساسية المنتظرة، أي تشكيل الحكومة، التي قد تكون فسحة لتلقي القليل من جرعات الأوكسيجين المحجوب والنادر والمقطوع والممنوع، في بلد الحرائق والفضائح والانتهاكات.

إشارات مقلقة
لكن هذه الخطوة المتواضعة المتقدمة إلى الأمام، ترافقت مع بضعة خطوات تدفع إلى الوراء منها، وفي المقدمة، على سبيل المثال، إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر تمديد حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بلبنان، بسبب ما أسماه "استمرار الأنشطة المهددة للأمن القومي الأميركي"، وذلك حسب قوله: "نتيجة لاستمرار بعض الأنشطة مثل نقل إيران أسلحة لحزب الله، والتي تتضمن بشكل متصاعد أسلحة متطورة"، مشيراً، إلى أن ذلك يؤدي إلى تقويض السيادة اللبنانية ويسهم في عدم الاستقرار في المنطقة على المستويين السياسي والاقتصادي.

وقد ترافق قرار بايدن مع التقرير المسهب الذي نشرته صحيفة الفيغارو الفرنسية تحت عنوان "التمرين الصعب لفرنسا في لبنان"، تناولت فيه الأوضاع في هذا البلد بشكل عام، متحدثة في تقريرها عن أن "حزب الله خزّن نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت لصالح النظام في سوريا".

وقد اتبعت هذه الإشارات الدالة الأميركية والفرنسية، بموقف متواضع ومتفهم للمعاناة اللبنانية، من قبل حزب الله، عبر عنه بموافقته على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، ودعمه لتوليه تشكيل الحكومة المقبلة. وقد ظهر ذلك في تأكيد وقول نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: "إن لا أحد يتجرأ على التدخل ومنع حزب الله من الوجود في الحكومة"، شارحاً أن "حزب الله سيشارك بشكل غير مباشر فيها عبر اختصاصيين. ونحن سيكون لدينا العلاقة والمظلة معها".

"الثلث الضامن"
وسرعان ما تقاطع موقف قاسم مع موقف جبران باسيل، معلناً بامتعاض: "بأي حقّ يمنع على فريق الثلث الضامن ان كان بحجمه يمكنه أن يحصل عليه؟ وحين وافق الرئيس، يقصد الرئيس عون، على فكرة عدم إعطاء الثلث الضامن لأي فريق، كانت هذه أولى النقاط التي دفعتنا للقول إننا لن نشارك في الحكومة"، موضحاً: "لن أمنح الثقة للحكومة إن تمت المداورة على كل الحقائب إلا وزارة المالية".

وقد أوضح كل هذه الملابسات والخلفيات النائب اللواء جميل السيد، الذي قال في مجلس النواب كلاماً دقيقاً وواضحاً: "إن موضوع الثلث الضامن في الحكومة هو أساس المشكلة مع سعد الحريري، وفي الحكومة الحالية المقبلة. إذ أنها قد تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية في حالة الفراغ الرئاسي، التي قد نصل إليها في المستقبل".

إن الرئيس نجيب ميقاتي المتقدم للمهمة بهمة قوية واندفاع واضح وحراك ظاهر، كُلف بتشكيل حكومة جديدة وسط استمرار الاستنفار الأميركي-السعودي، مع تبدل ضعيف في الموقف الفرنسي، واستقواء لإيران وحزب الله، وتعالٍ للتيار الوطني الحر، واستنكاف للقوات اللبنانية المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة، تأمل أن تحصد فيها أكثرية نيابية مسيحية، لاستخدامها في انتخابات الرئاسة المقبلة.

الظاهرة المنفرة، والتي قد تصبح مزعجة، والمتكونة بالترافق مع مرحلة تشكيل هذه الحكومة، أن لبنان تقدم خطوة إلى الأمام وتراجع خطوات كثيرة إلى الوراء.

الاصطفاف الطائفي
أخطر ما في هذه المرحلة، إضافة إلى تنامي الفساد والتسيب وانتشار القبلية وظواهر ما قبل تكوّن الدول، إشارات العودة إلى الاصطفافات الطائفية القديمة الجديدة، التي سبق أن قسمت البلاد بين شطرين أو فسطاطين. وقد ظهر ذلك بالتفاف المسلمين سنة وشيعة ودروز حول الرئيس المكلف، مقابل استنكاف للكتل المسيحية الكبرى (التيار والقوات) عن التسمية والمشاركة في الحكومة.

هذه الاصطفافات الطائفية الفولكلورية، من الممكن أن تصاب بالتضخم والتفاعل إذا ما استمرت الأزمة وانفجرت مستقبلاً.

الميزة التفاضلية الوحيدة المتبقية للبنان والتي لها قيمة، هي في تميزه عن باقي دول المنطقة، هي ميزة بقاء صورة العيش المشترك الإسلامي المسيحي.. بعد أن تولت داعش والقوى الحزبية الحليفة لها تهجير مختلف تلاوين الأقليات.

إن استنكاف التيار الوطني الحر، المفهومة أسبابه الباسيلية الشخصية، مدعوماً بموقف القوات اللبنانية، عن تسمية الرئيس ميقاتي أو المشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة، يكاد يلحق أضراراً كبيرة جداً وفادحة في الاجتماع اللبناني، الذي بالكاد بات قادراً على الاستمرار والصمود.

في آخر إبداعات المخلص جبران باسيل أنه أعلن بفخر: "الجمهورية الثانية خلصت. وما نقوله، فلنعبر إلى الجمهورية الثالثة بالدستور والقانون ومن دون أن ندفن الطائف". وفي تفسير فريد للأحداث مضى باسيل قائلاً: "عندما تحدثت عن الذهاب إلى سوريا وإعادة النازحين عملولنا 17 تشرين".

أضاف بلهجة الاستنكار: أنهم "يريدون ان يقتلوا فكرة "الرئيس القوي" في لبنان. واستدرك منبها ومحذرا: "يشيعون فكرة "الرئيس الحكم" في لبنان".

فكرة الرئيس الحكم، من شو بتشكي يا جبران باسيل؟

عم تحكي عن جد؟

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

من هو المستهدف في الغارة الاسرائيلية على ميدون؟

على شاطئ جبيل.. كادوا أن يفارقوا حياتهم بسبب الأمواج!

قبلان: نحن أمة منتصرة على الدوام

مكاري: وافقنا على انشاء الاوتوستراد الساحلي وسنستكمل درس مساعدات الجيش

انتشال جثة غريق في صور!

بايدن: سأشارك في مناظرة أمام ترامب

عطلة عيد الفصح في الجامعة اللبنانية

سحابة دخان سوداء في أجواء بلدات النبطية.. والسبب؟