يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

يومٌ لبناني مارونيٌ سعودي في بكركي ورسائل في اكثر من اتجاه..

Thursday, July 8, 2021 3:58:44 PM

خاص "اللبنانية"


يومٌ سعودي بامتياز في بكركي، وإن كان طابعه ثقافيّ، فكريّ، تاريخيّ، إلا أن مضامينه أبعد من ذلك بكثير في لحظة شديدة الدقة على الصعيد الداخلي حيث الانهيار التام، والخارجي حيث الملف اللبناني يتقدم على أكثر من صعيد. لقاء بكركي احتفالاً بمئوية العلاقة بين الصرح البطريركي والمملكة العربية السعودية من خلال كتاب تأريخي للأباتي أنطوان ضَو حمل عنوان "علاقة البطريركيّة المارونيّة بالمملكة العربية السعودية"، كان مناسبة لكلامٍ كبير وتأسيسي لكل من البطريرك بشارة الراعي والسفير السعودي وليد بخاري.

في الشكل أيضاً، جاء اللقاء بُعيد سفر كل من السفيرتين في بيروت، الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو إلى السعودية للقاء المسؤولين المعنيين بالملف اللبناني، في وقت ينتظر أن يلتحق بهما السفير بخاري، وفي وقت أيضاً يحضر الملف اللبناني في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل، وبعد أسبوع على يوم لبنان في الفاتيكان الذي شهر على كلام كبير لقداسة البابا فرنسيس تجاه الأزمة المستفحلة في لبنان جراء الانسداد السياسي واستفحال الانهيار. هكذا تكون المملكة اختارت بوابة بكركي للعودة إلى المشهد اللبناني في هذه اللحظة.


السفير بخاري الذي حضر إلى بيروت للمشاركة بالاحتفالية، أشار في كلمته إلى أن "البعض يحاول العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان ومحيطه العربي، وإدخاله في محاور تتنافى مع الدستور اللبناني"، أمل من "الأفرقاء السياسيين أن يغلّبوا المصلحة اللبنانية العليا"، معتبراً أن "لا شرعيّة لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة ولا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي". وأوصى بخاري "انطلاقاً من مرجعية بكركي الوطنية، بالمحافظة على العيش المشترك الذي أرسى أسسه اتفاق الطائف"، آملاً أن "تجدد الشراكة والأخوة تحت مظلة عروبية جامعة ركائزها الاعتدال والحوار والمحبة والسلام"، مؤكداً أن المملكة "لا تسمح بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا المساس بنسيج العروبة تحت أي ذريعة كانت".


البطريرك الراعي اكد بدوره ان "المملكة تبقى في رباط الصداقة مع البطريركية ولبنان آملا في ان يكون هذا اللقاء نداء من القلب الى لقاء وطني شامل يؤدي الى انقاذ الوطن فتتألف الحكومة وتجري الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها الدستوري ونسلك طريق الخلاص."
واشار الراعي الى ان "المملكة تعاطت مع لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم"، مضيفا انها "لم تعتد على سيادة لبنان يوما ولم تنتهك استقلاله ولم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب ولم تتجاهل دولته، بل ايدت لبنان في المحافل العربية والدولية


وألقى منسق "التجمع من اجل السيادة" نوفل ضو كلمة اكد فيها "أن أجراسنا لا تزال جاهزة، وستبقى جاهزة لتقرع فرحا باستقبال خادم الحرمين الشريفين وولي عهده كما استقبلت اسلافهما... فيوم زيارتهما الى لبنان سيكون تاريخا لبداية الخلاص والخروج من الأزمة." واضاف ضو "الى مئوية ثانية من الشركة والمحبة بين بكركي والمملكة صونا للبنان وسيادته وحريته واستقلاله ومنعاً لتزوير تاريخه وضماناً لحاضره ومستقبله!


والقى المونسينيور أنطوان ضو كلمة تحدث خلالها عن إرادة المسيحيين الثابتة في عدم مغادرة أرضهم وعدم تخليهم عن حريتهم وعن عيشهم المشترك مع إخوانهم المسلمين، داعيا "لنبذ الغلو والتطرف والإرهاب والنزاعات لنكون أبناء السلام ومدعوون كذلك لتعزيز العيش المشترك".


وسألت "اللبنانية" الكاتب والأستاذ الجامعي أحمد الزعبي عن رسائل لقاء بكركي، فاعتبر أنه "وإن كان عنوانه ثقافيّاً، لكن مضامينه ودلالاته تأسيسيّة بامتياز"، وقال إن "المملكة لا تتحرك من فراغ، وليس في قاموسها السياسي أو الديبلوماسي شيء اسمه صدفة. وكلّ موقف أو تحرك أو زيارة لها دلالاتها وأهدافها، وهذه الأهداف في الإطار اللبناني لا تخرج تقليدياً عن دعم تثبت الدولة وسيادتها، واحترام الدستور والمؤسسات وكل المكونات الاجتماعية"، مضيفاً إنه "بهذا المعنى ثمّةَ حضور سعودي متجدّد في لبنان، وعلى اللبنانيين، قيادات وأحزاب ومجموعات، فهمُ حيوياته والبناء عليها لما فيه خير بلدهم".
وذكّر الزعبي بـ "العلاقة التايخيّة بين بكركي، بمرجعيتها الروحية والوطنية، والمملكة العربية السعودية، كبرى الدول الإسلامية والعربية والإقليمية، وهي علاقات بوصفها علاقات إسلامية – مسيحية، لطالما كانت وثيقة، ولم تنقطع حتى خلال الحرب الأهلية المندثرة"، لافتاً إلى أن "أول رجل دين مسيحي كبير زار السعودية هو البطريرك إلياس الرابع عام 1974، خلال مؤتمر القمة الإسلامية، أما أول بطريرك ماروني زارها فبشارة بطرس الراعي في 13 تشرين الثاني 2017 بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز".
وأكد الزعبي أن لقاء بكركي كما يفهم من مواقف السفير بخاري، أساسهُ "صون معنى لبنان الرسالة في العيش الواحد المسيحي – الإسلامي، وهذا التواصل غير بعيد عن توجهات الفاتيكان بعد الكلام التاريخي للبابا فرنسيس عن لبنان ومآسي شعبه، وكل ذلك إثباتٌ جديد باهتمام أصدقاء وأشقاء لبنان بأزماته وصولاً حتى تحريره من خاطفيه".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - ظاهرة خطيرة تضرب المجتمع.. جاد غاريوس يحاضر بالعفة

خاص- 1701 واقع لا مفرّ منه

خاص - مراقبو وزارة الاقتصاد بلا آليات نقل ومؤازرة أمنية

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!