يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

قضية مقتل الطفلة هند تعود الى الواجهة!

Wednesday, April 17, 2024 10:24:57 AM

أعاد تحقيق، نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، امس الثلاثاء، إلى الواجهة مأساة مقتل الطفلة الفلسطينية، هند رجب، في كانون الاول الماضي، بينما كانت تطلب المساعدة، محصورة في سيارة في غزة وسط جثث أفراد عائلتها.
وستطلب واشنطن، من إسرائيل مزيدا من المعلومات حول مقتل هند ، في غزة، بعدما ألقى تقرير الصحيفة الأميركية "بظلال من الشك" -وفق وصف وكالة رويترز-، على السردية الإسرائيلية للحادثة.
اعلان


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، امس الثلاثاء، إن "الوزارة ستطلب من إسرائيل مزيدا من المعلومات عن وفاة الطفلة البالغة ستة أعوام، مضيفا أن الوزارة تدعو إلى إجراء تحقيق كامل".
في شباط الماضي، عثر على هند مقتولة في غزة بعدما اتصلت قبل أيام مستغيثة وسط المعارك، حين وجدت نفسها عالقة وحيدة في سيارة بين جثث أفراد عائلتها.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مكالماتها المؤثرة التي سجلها الهلال الأحمر الفلسطيني خلال الساعات التي كانت فيها على قيد الحياة في سيارة وسط عملية إسرائيلية في مدينة غزة.

وعُثر على جثة الطفلة وجثث أفراد من أسرتها في سيارة قرب محطة للوقود في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، بعد انسحاب الدبابات والمدرّعات الإسرائيلية فجراً من المنطقة، وفق ما أفادت عائلتها وكالة فرانس برس، متهمة الإسرائيليين بقتلهم.
وقال الهلال الأحمر في بيان، وقتها، إنه تم العثور على سيارة الإسعاف وجثتي المنقذين، على بعد أمتار قليلة من السيارة التي كانت تتواجد فيها الطفلة.
وقالت "واشنطن بوست" إنه لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة في 29 كانون الاول، كان الهاتف المحمول في يدي هند، أثمن شيء تملكه يربطها بالحياة.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني، أكد تلقيه اتصالا هاتفيا من هند، ثم سماع صوت إطلاق نار. وفي تسجيل نشره، تقول الطفلة وهي تتوسل "تعالوا (..) خذوني"، "أنا خائفة جدا، أرجوكم تعالوا".
وأضاف الهلال الأحمر "بقينا معها على الخط حوالى ثلاث ساعات، توسلت الطفلة خلالها إلى فرقنا بإلحاح لكي تأتي وتنقذها من الدبابات الإسرائيلية التي تحيط بها، وهي تتعرض لإطلاق النار والخوف لكونها وحيدة، عالقة بين جثث أقاربها الذين قتلوا على أيدي القوات الاسرائيلية أمام عينيها".
كما تحدثت هند هاتفيا مع جدها الذي قال بصوت متحشرج من البكاء لفرانس برس "كانت خائفة ومرعوبة وأصيبت في ظهرها وفي يدها وقدمها".
وفقد الاتصال بعد ذلك مع الطفلة، ولم يتمكن المسعفون من الوصول إليها لإنقاذها.
وفي بيان أعلنت فيه وفاة المنقذين، اتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بأنه "تعمّد استهداف مركبة الإسعاف فور وصولها الى الموقع حيث عثر على مركبة الإسعاف على بعد أمتار من المركبة التي فيها الطفلة هند".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه أجرى تحقيقا أوليا انتهى إلى أن قواته "لم تكن موجودة بالقرب من السيارة أو داخل نطاق إطلاق النار".
واضاف، إنه لم يطلب من وحداته تقديم الإذن لسيارة الإسعاف بدخول المنطقة.
واكدت وزارة الخارجية الأميركية إنها أثارت القضية مرارا مع الإسرائيليين.
واوضح ميلر"أخبرنا الإسرائيليون أنه كانت هناك في الواقع وحدات تابعة للجيش الإسرائيلي في المنطقة، لكن ليس لدى الجيش الإسرائيلي علم أو تورط في الحادثة الموصوفة".
خلص تحقيق "واشنطن بوست" إلى أن مركبات مدرعة إسرائيلية كانت موجودة في المنطقة بعد الظهر، وأن إطلاق النار كان مسموعًا بينما كانت هند وابنة عمها ليان تطلبان المساعدة، فضلاً عن آثار الأضرار الجسيمة التي لحقت بسيارة الإسعاف، والتي تتوافق مع نوع الأسلحة الإسرائيلية.
ويستند تحليل الصحيفة الأميركية إلى صور الأقمار الصناعية، والصور ومقاطع الفيديو لما بعد الحادثة، ومقابلات مع 13 من أفراد الأسرة وعمال الإنقاذ، وأكثر من عشرة خبراء عسكريين وخبراء في الأقمار الصناعية والذخائر والصوت، والذين قاموا بمراجعة الأدلة أيضًا، بينها تصريحات الجيش الإسرائيلي.
وقد قدّمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بالإضافة إلى ممثلين عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والدفاع المدني، الذين زاروا مكان الحادث في 10 شباط، صورًا للصحيفة، والتي تحققت منها من خلال تأكيد الموقع بشكل مستقل باستخدام صور الأقمار الصناعية والخرائط مفتوحة المصدر ومقابلات مع شهود العيان.
ووجدت مراجعة الصحيفة أيضًا أنه تم اكتشاف سيارة الإسعاف على "مسار الطريق" الذي قدمته وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق "Coordination of Government Activities in the Territories"، وهي ذراع وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تنسق بشكل عام المرور الآمن للمركبات الطبية مع جيش الدفاع الإسرائيلي.
وأحال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق في البداية أسئلة محددة حول سيارة الإسعاف إلى جيش الدفاع الإسرائيلي.
وفي منتصف مارس، قال إيلاد غورين، رئيس إدارة التنسيق والاتصال في مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، لـ"واشنطن بوست" إن الوكالة "قامت بتنسيق كل شيء.. بما في ذلك سيارة الإسعاف التي أرادت الذهاب والعثور على هند"، لكنه قال إنه "ليس على علم" بالتفاصيل.
ولم يستجب منسق أعمال الحكومة في المناطق للطلبات المتكررة للتوضيح، كانت أرسلتها الصحيفة.
ونفى الجيش الإسرائيلي حدوث أي تنسيق، مكررا تأكيده أن قواته لم تكن في المنطقة.
وبعد نشر تقرير واشنطن بوست، صرح ميلر "إن وفاة هند رجب هي مأساة لا توصف - وهو أمر لم يكن ينبغي أن يحدث أبدًا ولا ينبغي أن يحدث أبدًا.. لذا فإن ما سنفعله هو أخذ المعلومات الواردة في الواشنطن بوست، سنعود إلى حكومة إسرائيل ونطلب منهم مزيد من من المعلومات".
وختم: "ما زلنا نرحب بإجراء تحقيق كامل في هذا الأمر، وكيف حدث ذلك".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

مأساة إنسانية جديدة في عرض البحر... العثور على جثة قبالة سواحل لبنان

بعد "سيول" حوض العاصي.. أصحاب المنشآت السياحية يناشدون

البيسري تسلم ورقة "التقدمي" حول النزوح السوري

كنعان: لا عقوبات على لبنان... وبعثة "الصندوق" تزور لبنان في أيار

بالفيديو - اعلامي لبناني يتعرض للسرقة في بيروت!

ميقاتي بحث وماغرو نتائج زيارة سيجورنيه للبنان

بالفيديو - السيول تضرب سهل القاع والهرمل

وزير الزراعة يطالب بإدانة إسرائيل من عمّان