يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
7 أيار.. أبعد خيارات "8 آذار" لمواجهة البيطار

Wednesday, October 13, 2021 10:03:18 PM

لا يمثل تلويح جمهور قوى "8 آذار" بـ7 أيار جديد، إلا تعبيراً عن فائض قوة لا يُصرف في السياسة اللبنانية، ولا حتى يعبّر عن القوى التي ينتمون اليها، أولئك الذين يمتلكون غالبية نيابية في البرلمان، وقوة مؤثرة في الحكومة، وقدرة على التأثير الكبير في السلطة اللبنانية.
وذهب الجمهور الى التلويح بهذا الخيار، الأمني تحديداً، إثر الضغط الذي مارسه وزراء "حركة أمل" و"حزب الله" و"تيار المردة" في مجلس الوزراء، مساء الثلاثاء، لاتخاذ قرار بشأن المحقق العدلي في انفجار المرفأ، القاضي طارق البيطار.





والحال إن الضغط السياسي، انفجر في مواقع التواصل الاجتماعي. ثمة اتهامات للبيطار بالتسييس، وباستقبال وفود أجنبية. تزامن ذلك مع ضخ إعلامي حول محاولة "عزل الشيعة"، كما جاء في حوار صباحي عبر إذاعة "النور"، وصولاً الى تسريبات لقناة "الجديد" عن التحضير لاتهام "حزب الله" بالجريمة، و"استدعاء أمينه العام" من قبل المحقق العدلي، أو مسؤوله الأمني وفيق صفا... وعاجله جمهور "حزب الله" بالتغريد تحت وسم "مع حزب الله"..

هذا الضخ، عبّأ الشارع الذي عمّق الاصطفاف السياسي بشكله الطائفي، وبات من وجهة نظر الجمهور الشيعي، محاولة استهداف سياسية "تشبه مرحلة الرئيس فؤاد السنيورة" إثر استقالة الوزراء الشيعة من حكومته في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، وهو ما عمق التأزّم السياسي اليوم، ما دفع كثرن للتذكير بـ7 أيار، يوم سيطر "حزب الله" على بيروت والجبل أمنياً، وجرت تسوية الخلافات ضمن اتفاق شامل في الدوحة في مايو/أيار من العام نفسه.

لكن هذه التقديرات لدى الجمهور، بدت تهويلاً يعبّر عن الانفصال بين أحزاب قوى "8 آذار" وجماهيرها. استبق هؤلاء خيارات أحزابهم التي لا تضع الخيار الأمني على الطاولة، بالنظر الى امتلاكها آليات سياسية هي قادرة من خلالها على امتصاص الأزمة، ولاحت مؤشراتها في إرجاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مُعدّة اليوم، ومهّد وزراء "الثنائي الشيعي" قبلها لنيّتهم الانسحاب منها في حال لم يُتخذ قرار بشأن البيطار، أو يصدر موقف حياله.

والخيارات المتعددة، قبل العمل الأمني، تبدأ من تسوية قائمة على كسب الوقت، لجهة إرجاء الانفجار الحكومي، بموازاة التأخير في إصدار البت بدعوى الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر بردّ القاضي البيطار عن الملف. عندها، ستبدأ الدورة التشريعية العادية في 19 تشرين الأول/اكتوبر الحالي، وسيحتاج البيطار الى رفع الحصانة النيابية عن المدعى عليهم، ما يحول دون الاستماع اليهم.

هذا الخيار التسووي، يقابله خيار تصعيدي آخر يبدأ من الاعتكاف عن حضور جلسات الحكومة، ما يفقدها الميثاقية، أو اللجوء الى الشارع، وهو خيار يقفل البلاد، فضلاً عن آليات تحرك أخرى متصلة بالتوازنات السياسية بين الطوائف والقوى الفاعلة، منعاً لتعثر انطلاقة الحكومة أو إنجاز الملفات المطلوبة منها، وصولاً الى خيار الاستقالة، وهو خيار مطروح أيضاً يسقط الحكومة ويحيلها الى حكومة تصريف اعمال، في حال استقال وزراء "أمل" و"حزب الله" و"المردة"، يُضاف اليهم صديقان هما وزير "الحزب القومي" ووزير آخر مقرب من "أمل" هو جورج كلاس...

وعليه، فإن تهويل الجمهور، ورغم أنه ينطوي على تسرّع، الا أنه يعبّر عن فائض قوة في دولة يفترض أنها دولة مؤسسات.. غير أن الدولة تسقط أمام التوازنات الطائفية. وما زالت كل طائفة تمتلك من آليات المواجهة ما يكفل مطالبها، بالقوة أو بالتسويات.

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

راجي السعد ينعي فؤاد السعد

مقتل شقيقتين بانقلاب سيارة في صيدا!

بالفيديو- اسرائيل تستهدف سيارة في الجنوب صباحًا

للمرّة الأولى… الرّواتب في شهر الاعياد تتأخر

خشية في بيروت من “الطابور الخامس”

لا إرادة دولية لوقف الحرب.. ولبنان مكشوف

مخاطر المقامرة جنوبًا قبل آب المقبل

فضيحة الأجهزة المخترقة تخترق التهويل بحرب!