قبل سقوط نظام بشار الأسد، كانت سوريا ممرا لعبور الأسلحة الى حزب الله وبعض العشائر المتواجدة على الحدود اللبنانية- السورية.خلال عشرة أيام انقلبت الأوضاع رأسا على عقب، كل شيء انقلب فجأة.نظام الأسد اندحر، إدارة جديدة يتزعمها أحمد الشرع الذي كرر في أكثر من مناسبة بأن بلاده لن تكون مصدر تهديد لأي دولة مجاورة . إنطلاقا من هذا المبدأ أحبطت وزارة الداخلية السورية عملية تهريب أسلحة وصواريخ كانت متجهة إلى لبنان عبر معابر غير شرعية ومصادرتها.

فمن هي الجهة التي تحاول إرسال الأسلحة والصواريخ الى لبنان،خصوصا بعد اتفاق وقف النار وانطلاق عهد جديد وبدء المشاورات والاتصالات لتشكيل الحكومة العتيدة، واستتباعا كيف سيكون التنسيق الأمني بين الدولتين؟

يقول العميد المتقاعد وهبي قاطيشا لـ "المركزية" ان الإدارة الجديدة في سوريا متشددة في إجراءاتها لأن أحمد الشرع في خطاباته الأخيرة طلب من لبنان التعاون لأجل ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية واحترام سيادة الدولتين ومنع تعرض استقرار البلدين لأي خطر بالتالي هذه الإجراءات لن تتغير.

وعن الجهة التي تحاول إرسال السلاح، يؤكد أن الجهة التي كانت ترسل السلاح معروفة وهي إيران التي تحاول استغلال الأوضاع والفوضى التي يعانيها كل من لبنان وسوريا لإدخال السلاح، لافتا إلى أن ليس من مصلحة أحد إدخال الصواريخ والأسلحة الثقيلة الى لبنان الا إيران ووجهة هذه الأسلحة معروفة لأي جهة ترسل مستغلة ضعف قدرات الدولة اللبنانية في تسليح الجيش.

ويضيف: " النظام السابق كان يسهل للمهربين عملياتهم ، أما الجديد فأكثر حزما ويضبطها، وغالبية هؤلاء المهربين معروفة توجهاتهم السياسية لذلك إنطلاقا منها يقومون بنقل الأسلحة لصالح بعض الأطراف في لبنان".


وعن التنسيق الأمني بين البلدين، يقول: " التنسيق سيكون كاملا لاسيما أن الاشتباكات الأخيرة في جرود القلمون بين بعض المهربين وعناصر الجيش اللبناني، انتهت بتعاون الإدارة الجديدة في سوريا مع الجيش اللبناني من خلال إقفال كل الطرق والمعابر غير الشرعية على المهربين".

ويختم: "حينما يستتب الاستقرار السياسي في البلدين، سيتوسع التعاون في هذا المجال، وخطابات المسؤولين السوريين تشير الى أن سوريا تريد الخروج من محور الممانعة وإيران والانخراط في النظام العربي، مؤكدا أن انخراطها في هذا المحور سيسهل التعاون مع الدول المجاورة لمنع التجاوزات التي حصلت في الماضي وصبت لمصلحة إيران".
المركزية - شربل مخلوف