في سياق الجهود الوطنية المبذولة لدفع عجلة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، أطلق رئيس الهيئات الاقتصادية، الوزير السابق محمد شقير، نداءً جديدًا خلال فعالية انعقدت في المجلس الاقتصادي الاجتماعي والبيئي، داعيًا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن.

وقال شقير: "مرة جديدة نجد أنفسنا مرغمين على رفع الصوت وإطلاق هذا النداء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي. هذا الأمر يشير بوضوح إلى وضعٍ غير سليم يعاني من اختلالات جوهرية، وبات من المستحيل الاستمرار على هذه النمطية، خصوصًا بعد المآسي المتتالية التي شهدناها في السنوات الخمس الأخيرة، وآخرها العدوان الإسرائيلي المدمر".

وأضاف شقير أن لبنان أمام فرصة تاريخية لا تحتمل التخاذل، مؤكدًا على أهمية التلاقي والعمل الجدي من أجل مصلحة لبنان وبناء مستقبل واعد للبنانيين. وأشار إلى أن لبنان قد جرب كل الخيارات خلال السنوات الماضية دون جدوى، ولم يعد هناك خيار سوى العودة إلى الدولة القوية ككيان حاضن للشعب وضمانة للسيادة والاستقلال.

وشدد شقير: "ليس أمامنا سوى خيار الدولة، لأنها الوصفة الوحيدة لإنقاذ لبنان وإعادته إلى طريق التعافي والنهوض. الدولة وحدها القادرة على تأمين حياة كريمة للبنانيين وفتح الآفاق أمامهم للتقدم والريادة".

وفي ختام كلمته، توجه شقير بدعوة صريحة إلى الكتل النيابية قائلاً: "ندعو الكتل النيابية للاستجابة لآمال وأحلام الناس، وندعو نواب الأمة للذهاب إلى المجلس متسلحين بإرادة الانتخاب. لا تخذلوا الشعب اللبناني الذي أظهر إرادة لا تُقهر حتى في عز الأزمات والانهيار".

كما حثّ النواب على انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الخميس 9 كانون الثاني، مؤكدًا أن الرئيس الجديد يجب أن يكون شخصية حكيمة وقادرة على تشكيل سلطة تنفيذية إنقاذية تحمل مشروعًا إصلاحيًا حقيقيًا. وأضاف أن الأولويات تشمل إعادة الإعمار، تنفيذ القرار 1701، بسط سيادة الدولة، تعزيز القضاء، تقوية الجيش والقوى الأمنية، ومحاربة الفساد.

وختم شقير بالقول: "انتخاب رئيس للجمهورية ليس انتصارًا لطرف على آخر، بل هو انتصار للبنان ولشعبه. إنه بداية الفرج والمستقبل الواعد الذي يحلم به كل لبناني. التاريخ لن يرحم، وعلى نواب الأمة تحمل مسؤولياتهم الوطنية".

وفي إطار حديثه، أعلن شقير عن مشروع بعنوان "تطلعات نحو لبنان الجديد" سيتم الكشف عنه قريبًا، متمنيًا أن تكون المرحلة المقبلة عنوانها الاستقرار والازدهار. وناشد المولى عز وجل أن يحفظ لبنان وشعبه.