بقلم سيندي أبو طايع

في زمن العدم الأقصى، وتحت وطأة هذا الشقاء العظيم الذي قد لا يكون مسبوقاُ في مُترتّباته السياسيّة والإقتصاديّة والوطنيّة واليوميّة والوجوديّة والمعيشيّة والأمنيّة، حمل كريم العنداري (رئيس الاتحاد اللبنانيّ للكباش) مُجدداً روزنامة أحلامه باحترافية عالية وماهرة ومحنّكة وواثقة، وانطلق منتجاً وللمرّة الثانيّة على التوالي عرساً رياضيّاً فريداً واستثنائياً من نوعه، رافعاً سقف التحدّي عالياً أكثر فأكثر، شاهراً إيمانه المُتطرف بحبيبته العصيّة على الموت بيروت، جاعلاً من " كلّ الرياضة " أعظم من كلّ شقاء ومصيبة، أيّاً كان هذا الشقاء وهذه المصيبة.
وإذا كان كريم العنداري قد نجح في النسخة الأولى من " مهرجان بيروت الرياضيّ " في لوي ذراع اليأس في بيروت، فإنّه وبالنسخة الثانية منه قد لوى ذراع اليأس والخوف والموت في بيروت. فإذا كانت ال " أو أم تي " قد افتتحت مهرجان بيروت الرياضيّ في الفوروم دو بيروت، والذي امتدّ على مدى أربعة أيام (من 23 أيار الجاري حتى 26 منه)، فإن كريم العنداري قد منحها المفاتيح. فمن تابع عن كثب أجواء العرس الرياضيّ المُكتمل والمتكامل، وما تضمنه من ألعاب رياضات جماعية وفردية كالتايكواندو والكونغ فو وسلاح الشيش والكباش والفنون القتاليّة المختلطة " أم أم آي" وكرة الطاولة وكرة السلّة الثلاثيّة والانجراف والألعاب الرياضية الإلكترونيّة الى جانب العروض الشيّقة للجيش اللبناني وعشرات الأجنحة التي تعرض منتوجاتها الرياضيّة والمتعلّقة بالرياضة، يجزم بأنّ الرياضة قد تكلّمت، وعلى مسافة ال 25 ألف متر قائلة الكلمة الأولى والأخيرة، بالصوت والصورة. وإذا كان لذلك من معنى، فليس لسوى تذكير من يجب تذكيره بأنّ الرياضة كبيروت أعظم من الموت واليأس والخوف، و شديدة الضوء على الأمل والحريّة والحياة.
بانتظار النسخات القادمة المليئة بالمفاجآت من ظاهرة أضحت علامة فارقة ومحطّة ثابتة ينتظرها عشّاق الرياضة كما الرياضيين كلّ عام، لاسيّما وأن مداخيل الزائرين على الأبواب ستعود كما العام الفائت لدعم الرياضيين البارزين. كلمة حقّ تُقال سرّ النجاح هو الثبات على الإصرار والعزيمة والإجتهاد والهدف؛ وإنّ لم تصدقوا شاهدوا كريم العنداري.. واستمتعوا!
الحقّ أقول لكم، كونوا في الانتظار فأجمل النسخات تلك التي لم تولد بعد