خاص اللبنانية

في الآونة الأخيرة، تصاعدت التوتّرات في المنطقة على خلفيّة الضربة التي استهدفت القنصليّة الإيرانية في دمشق، ممّا أثار تكهّنات حول إمكانيّة قيام طهران بالردّ على هذه الضربة. رغم التهديدات المتعدّدة الصادرة عن إيران، يبدو أنّ الوضع الإقليمي و الدولي يفرض قيوداً معقّدة على طريقة استجابتها. الواقع يشير إلى أنّ إيران، التي تواجه أزمات داخليّة و خارجية متعدّدة، تجد نفسها في موقف صعب يتطلّب منها الردّ للحفاظ على هيبتها و مكانتها الإقليميّة، و بين ضرورة عدم تعقيد محادثاتها الجارية مع الولايات المتحدة الأميركية في سلطنة عمان.

إضافةً إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن موقف حازم تجاه أيّ ضربة إيرانيّة محتملة ضدّ إسرائيل، ممّا يضيف طبقة أخرى من التعقيد لأيّ ردّ محتمل. هذا الموقف يعكس وجود رادع قوي ضدّ إيران، ما يجعلها تفكّر مليّاً قبل الإقدام على أيّ تحرُّك يمكن أن يصعِّد الوضع إلى نقطة اللّا عودة.

في سياق مُتّصل، بدأ يتردّد بشكل متزايد أنّ أيّ ردّ إيراني قد يأتي من جنوب لبنان عبر ذراعها العسكرية بدلاً من إيران مباشرة. هذا التوجُّه يأتي في ظلّ تهديدات إسرائيليّة بالردّ داخل الأراضي الإيرانية على أيّ هجوم ينطلق منها. اللجوء إلى جنوب لبنان كنقطة انطلاق لأيّ عمليّة ضدّ إسرائيل هو محاولة من طهران لتجنُّب التداعيات المباشرة للمواجهة، خصوصاً في ضوء الردود الإسرائيلية المحتملة التي قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على الجمهورية الإسلاميّة و استقرارها.