خاص اللبنانية

في ظلّ التصريحات الأخيرة لنائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، تبرز ضرورة النظر بالحجج و الأعمال غير الشرعيّة التي يقوم بها الحزب باسم "المقاومة". يؤكِّد الشيخ قاسم على استمرار العمليّات على الجبهة الجنوبية طالما أنّ الحرب على غزّة مستمرّة، معلناً رفض أيّ تواصل أو شروط قد يقدِّمها الجانب الإسرائيلي عبر الوسطاء الأمريكيّين. يتناسى هذا الخطاب أنّ الحزب هو من بدأ المعارك أوّلاً و دفع الجانب الإسرائيلي إلى الردّ و ترك الأمر له على الجبهة.

هذا الخطاب يتناقض بشكل صارخ مع مطالب الشعب اللبناني الذي يسعى إلى السلام و الاستقرار، و يريد لبنان بعيداً عن دائرة النزاعات و الحروب التي لا تخدم إلّا مصالح جهات خارجيّة و إقليميّة. يبدو أنّ "حزب الله"، من خلال هذه التصريحات، يختزل الدولة اللبنانيّة و قراراتها السياديّة في إطار عمليّاته و أجندته الخاصّة، معرِّضاً البلاد لمخاطر جسيمة قد تؤدّي إلى تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها.

الادعاء بأنّ الحزب لا يجرّ لبنان إلى الحرب بينما يعلن استعداده لها و يواصل عمليّاته العسكريّة، هو تناقض في حدّ ذاته. المقاومة، بمفهومها الحقيقي، يجب أن تكون دفاعاً عن الوطن و شعبه بما يتوافق مع مبادئ السيادة و القانون، و ليس من خلال إقحام البلاد في صراعات تتجاوز حدودها و تضرّ بمصالحها العُليا.

الحزب اليوم مدعو إلى إعادة النظر في سياساته و توجّهاته، و العمل بشكل يضمن سلامة و أمان لبنان و شعبه، بدلاً من المخاطرة بمستقبل البلاد من خلال التورُّط في نزاعات لا تعود بالنفع على الشعب اللبناني. يجب أن تكون الأولويّة لمصالح لبنان و شعبه، و ليس لأجندات خارجيّة أو إقليميّة.