خاص اللبنانية
أسقطت حرب غزة نظرية سابقة كان يروّج لها على مرّ زمن الصراع العربي الإسرائيلي حول عدم استعداد إسرائيل لخوض حروب تتطلّب دفع أثمان باهظة في الأرواح سواء بين أفراد الجيش أو المدنيين الإسرائيليين، ومنذ اللحظة الثانية لعملية غلاف غزة وإعلان الحرب على غزة، أكّد المسؤولون الإسرائيليون أنهم سيخوضون حرباً طويلة ومُكلفة ولم تلعب مسألة الخسائر البشرية دوراً في الحدّ من اندفاعة إسرائيل للحرب في جنوبها، كما لم ينفع تهجير المستوطنين في شمالها في ليّ ذراعها العسكرية وتطويع رغبتها في ضرب حزب الله على الجبهة وبعيداً عنها من دون أي اعتبار لردة الفعل.

لقد وقع محور الممانعة ضحية سوء تقدير في احتساب ردّة الفعل الإسرائيلية العسكرية، ومن المنطق القول بأن التهديد يفيد في توازن الرعب طالما لم يتمّ تنفيذه، ويفقد فاعليته بعد التنفيذ كما حصل في غزة وجنوب لبنان، ومن حسن التقدير والنباهة بعد مشاهد حرب غزة عدم المراهنة مجدداً على خوف إسرائيل من استهداف عمق مدنها بالقصف، والتفكير باليوم الثاني من الحرب مرّة ومرّتين وعشر مرّات ثم... تطبيق القرار ١٧٠١ رأفة بلبنان واللبنانيين.